لغز البحر المتوسط.. ساحة صراع جديدة تشكل مستقبل العالم.. 122 تريليون قدم مكعب غاز تغير خريطة الطاقة العالمية.. تحالف مصر وقبرص واليونان يهدد مؤامرات تركيا وإسرائيل.. والجماعات الإرهابية تستخدمه للتحرك بين الدول

الأحد، 25 فبراير 2018 11:30 ص
لغز البحر المتوسط.. ساحة صراع جديدة تشكل مستقبل العالم.. 122 تريليون قدم مكعب غاز تغير خريطة الطاقة العالمية.. تحالف مصر وقبرص واليونان يهدد مؤامرات تركيا وإسرائيل.. والجماعات الإرهابية تستخدمه للتحرك بين الدول الصراع على النفوذ فى البحر المتوسط
أعد الملف - أحمد أبو حجر - محمد سالمان - تامر إسماعيل صالح

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يمثل البحر المتوسط الرابط بين ثلاث قارات كبرى هى أفريقيا وأوروبا وآسيا، فوسط أمواجه تتناغم قصص الألم والرعب، وعلى شواطئه تدوى أصوات الفرح أو صرخات الحزن والآسى، وما بين هذا وذاك هناك صراعات وخطط ومؤامرات تحاك فى الخفاء من بعض الدول للسيطرة على حقوق غيرها من دول أخرى، كما هو الحال بتحرشات تركيا بحقل ظهر، بعد أن وقعت كل من مصر وقبرص واليونان اتفاقيات ترسيم الحدود.
 
«اليوم السابع» تفتح ملف البحر المتوسط وساحله الممتد والرابط بين مدن عدة تتشارك فى الطبيعة الخلابة وتختلف فى الأوضاع الاجتماعية والثقافية وحاليًا السياسية، وأيضًا نناقش صراعات الغاز، وكذلك مفاتيح القوى الاقتصادية والعسكرية المسيطرة على هذا البحر، بالإضافة إلى خوض رحلة بين أهم المدن التاريخية ذات الرونق الخاصة الموجودة على ساحل البحر بدءًا من الإسكندرية وصولا إلى البندقية الإيطالية، وكذلك نستكشف قصص الآلام والأحلام للمهاجرين عبر أمواج البحر المتوسط.
 
Mare0_di_Sardegna

 

 المعبر الأهم للتجارة الدولية يربط الشرق بالغرب.. مضيق جبل طارق وقناة السويس جعلاه الطريق الأسهل لربط القارات.. والجماعات الإرهابية تستخدمه للانتقال من وإلى أوروبا وآسيا وأفريقيا
 
فى تصريح له خلال مؤتمر منظمة الأمن والتعاون فى أوروبا فى أكتوبر 2017، قال وزير الخارجية الإيطالى، أنجِلينو ألفانو، إن السجال الذى تشهده منطقة البحر المتوسط فى الوقت الحالى هو الذى سيحدد أمن العالم ورفاهيته مستقبلا.
 
تلك جملة دقيقة فى وصفها لأهمية البحر المتوسط بالنسبة للعالم، فهكذا تنظر إليه الدولة المطلة على شواطئه، وهكذا أيضا تدرك خطورته دول العالم العظمى، ورغم أن تلك الأهمية موجودة منذ فجر التاريخ ونشأة الحضارات وتواصلها، إلا أنها تتزايد يومًا بعد يوم، وخاصة بعد حفر قناة السويس عام 1869 والتى أصبحت قناة الربط بين البحر المتوسط والبحر الأحمر، ثم تزايد رغبة الدول الكبرى فى السيطرة الاقتصادية والسياسية على دول شرق العالم، من خلال إما بناء قواعد عسكرية بها، أو أن يكون لهم حكام موالون فيها لضمان استمرار الاستفادة من ثروات المتوسط والدول المطلة عليها والعبور الآمن لتجارتهم من وإلى دول أفريقيا والمنطقة العربية.
 
وفرضت الأهمية الاقتصادية للبحر المتوسط أن يكون هدفًا للسيطرة عليه عسكريا، إضافة إلى كونه المعبر الأسرع والأسهل لحاملات النفط ونقل المسافرين وأهم ممر تجارى فى العالم انطلاقا من شرق آسيا فى المحيط الهادى، عابرا المحيط الهندى عند ميناء سنغافورة ليجتاز البحر الأحمر، باب المندب، قناة السويس، وعبر مضيق جبل طارق نحو أوروبا والأمريكتين.
 
شكل موقع البحر المتوسط نقطة مهمة فى استراتيجية كل الدول المطلة عليه فهو الرابط بين ثلاث قارات ومحيطين، وعلى ضفافه دول عظمى لها تاريخ ولعوامل أخرى كان البحر المتوسط ساحة للمعارك منذ فجر التاريخ وحتى الآن، ولا يمكن أن يغفل أحد إلى جانب الوجود الأمريكى أيضا الوجود الروسى، فروسيا ذات حقوق بالبحر المتوسط كون البحر الأسود امتدادا للمتوسط، والولايات المتحدة الأمريكية تلعب الدور الأكبر فى المياه المتوسطية ويشكل الأسطول السادس الأمريكى التواجد الأكبر لها فى حوض المتوسط، ومهمته فرض السيطرة الأمريكية عليه لتأمين احتياجات النفط الخليجى للولايات المتحدة ولغرب أوروبا حليفتها، إضافة إلى ضمان استقرار آمن فى الدول المتوسطية، خاصة حلفاء الولايات مثل إيطاليا واليونان.
 
وعقب ثورات الربيع العربى، أصبح حوض البحر المتوسط منطقة محاطة بالأزمات والانتقال الثورى، ما زاد من تركيز الدول الكبرى عليه خاصة حلف الناتو، ويوجد عدد من الأمثلة الدالة على الطبيعة المؤثرة لأمن البحر المتوسط فى أبعاد مختلفة، من بينها كثافة انتقال الإرهاب إلى عدد من دول أوروبا، وهو ما اتضح فى الهجمات الإرهابية فى فرنسا والدنمارك وبلجيكا، وفى المقابل عبور المقاتلين الأجانب إلى سوريا عبر تركيا.
 
كما يمثل دور إيران وداعميها فى كل من العراق وسوريا ولبنان أهمية جديدة فى ظل ظروف الفوضى والصراعات، التى طال أمدها فى بلاد الشام، فقد أدى التدخل المتزايد لإيران فى هذه الدول إلى أن أصبحت طهران فاعلًا متزايد الأهمية على الساحة الأمنية فى منطقة شرق البحر المتوسط. ومع تصاعد مكافحة الإرهاب كمصدر للتهديد بالنسبة لدول مثل مصر وليبيا إضافة إلى للولايات المتحدة وأوروبا، شكلت منطقة البحر المتوسط مسرحًا للعمليات العسكرية، لمنع تهريب الأسلحة والأفراد عبره من وإلى دول الشرق والغرب، خاصة مع تزايد تهديدات «القاعدة» و«داعش» إزاء القوات البحرية وعمليات الشحن التجارى فى البحر المتوسط.


تفاصيل الصراع على الغاز.. ودفاع مصر عن حقوقها
 
فى نوفمبر 2014 وبعد 5 أشهر فقط من توليه رئاسة الجمهورية اتخذ الرئيس عبد الفتاح السيسى قرارا أثار الكثير من الجدل وقتها، وهو توقيع اتفاقية إعادة ترسيم الحدود البحرية بين مصر وقبرص واليونان، وتكاثرت التساؤلات عن أهمية تلك الاتفاقية وأسبابها، وفيما بعد تبين مدى البعد الاستراتيجى لهذه الاتفاقية التى تهدف إلى حصول مصر على حقوقها الطبيعية والمشروعة فى ثروات المتوسط.
 
قبل تلك الاتفاقية، كانت إسرائيل تحتفل بافتتاح حقل لفيثان البحرى للغاز الطبيعى شرق البحر المتوسط وكان وقتها أهم اكتشافات الغاز فى العالم، وأكبرها من حيث حجم الاحتياطى.
 
قبيل اكتشاف حقل لفيثان كانت التقارير الدولية، وعلى رأسها تقرير الولايات المتحدة للمسح الجيولوجى، تشير إلى أن حوض البحر المتوسط يمتلك احتياطى نفط يصل إلى 1.7 مليار برميل من النفط يسهل التنقيب عنه، إضافة إلى 122 تريليون قدم مكعب من الغاز الطبيعى الذى يسهل الحصول عليه، وهو ما حمس العديد من الشركات العالمية للبحث عن امتيازات التنقيب عن الغاز فى منطقة شرق البحر المتوسط.
 
خريطة-توضح-المحاولات-التركية-والاسرائيلية-لسرقة-غاز-البحر-المتوسط
 
على الضفة الأخرى من العالم، بدأت روسيا مبكرا البحث عن كيفية سحب بساط السيطرة على الطاقة فى العالم من الولايات المتحدة والتركيز فى عملية استخراج الغاز وتصديره لأوروبا، وأدرك الأمريكيون أن روسيا وإيران من أبرز اللاعبين فى مجال صادرات الغاز فى شرق الكرة الأرضية.
 
وجاء ذلك فى ظل جغرافيا للساحل الشرقى للبحر المتوسط، يوجد فيه 7 دول تطل على تلك المياه التى يدرك العالم أهميتها الاقتصادية والاستراتيجية خلال العقود المقبلة، تلك الدول على الترتيب هى مصر، فلسطين التى تسلب حقها دولة الاحتلال الإسرائيلى، لبنان، سوريا، تركيا، قبرص، اليونان.
 
ومنذ سنوات وبالتحديد من بداية القرن الحالى بدأت كل دولة من هذه الدول التحرك أو التفكير للتحرك للحفاظ على نصيبها وحصتها من ذلك الكنز.
 
لكن انشغال مصر بثورة 2011، ومن بعدها حكم الإخوان، وعدم وجود استقرار سياسى وطرف حاكم قادر على إحكام الأمر أجل التحرك المصرى لحماية حصتها وحدودها البحرية، واستمر الأمر هكذا حتى وقع الرئيس السيسى الاتفاقية المذكورة أعلاه فى 2014، وهى التى سمحت لمصر بالتنقيب بحرية فى مياه المتوسط، وما تبع ذلك من اكتشاف حقل ظهر الذى تخطى فى الاحتياطى حجم احتياطى حقل لفيثان الإسرائيلى.
 
أما إسرائيل فلجأت لكل الطرق للتنقيب فى البحر المتوسط دون تقيد بحدود أو ترسيم، وتشير آراء الخبراء أن اكتشاف هذه الحقول فى حوض البحر المتوسط من شأنه أن يخفف على إسرائيل استيراد الغاز الطبيعى من الخارج واستيراد الفحم الحجرى اللذين يوفران الطاقة للمستهلكين والشركات.
 
ويربط آخرون بين اكتشافات الغاز الأخيرة فى البحر المتوسط وعدم رغبة إسرائيل فى ترسيم حدودها البحرية مع لبنان واليونان وقبرص، حيث يقع أحد حقولها المهمة فى مياه فلسطين المحتلة وجزء آخر منه بالمياه الإقليمية اليونانية.
 
أما لبنان فقد كشفت تقارير عن وجود تفاهمات بين إسرائيل ولبنان وبإشراف الولايات المتحدة الأمريكية على ترسيم الحدود البحرية بين البلدين، تشمل خريطة تتضمن صيغة حل وسط لاقتسام مخزون الغاز الطبيعى فى شرقى البحر المتوسط.
 
أما سوريا فهى المحطة التى يطمع فيها الجميع، حيث ترفض روسيا أن تتخلى عن وجودها فى سوريا رغبة فى الاعتماد عليها مستقبلا فى مد خطوط الغاز عبرها، وكذلك الضغط من خلالها على إسرائيل والمطالبة بترسيم الحدود بينهما للتنقيب عن الغاز، وهو نفس السبب الذى يجعل إيران تعمل بكل قوتها ليكون لها نظام موالٍ فى سوريا لتقوم بتصدير الغاز من خلالها.
 
أما تركيا صاحبة الجدل الأكبر فى الملف، فهى تسعى لتقديم نفسها للعالم على أنها الخيار الأفضل لنقل الغاز من الشرق إلى الغرب بسبب موقعها على البحر المتوسط، ولأن تركيا تستورد 90% من احتياجاتها من الغاز تقريبا من روسيا، فقد بدأت، مؤخرا، البحث عن بديل لذلك، من خلال تقوية علاقتها بقطر وبإسرائيل، وتسعى حاليا لتنفيذ مشروعها المسمى «الممر الجنوبى» والذى تسعى من خلاله لتأمين احيتاجاتها الكاملة من الغاز مستقبلا بل ولعب دور المصدر إلى أوروبا، وهو ما جعل تركيا تزاحم قبرص فى مياهها الإقليمية.
 
 

خريطة الحقول المصرية فى عمق البحر

 
لن يكون حقل ظهر آخر فصل فى رواية اكتشافات الغاز المصرية فى البحر المتوسط، فالمياه الاقتصادية المصرية بالبحر المتوسط تضم العديد من الحقول الواعدة، التى ستحقق لمصر، إلى جانب ظهر، حلم الاكتفاء الذاتى من الغاز الطبيعى، لتبدأ فى تصدير الغاز مرة أخرى إلى الخارج للوفاء بالتزاماتها التصديرية.
 
وبدأ الإنتاج من حقل ظُهر البحرى فى ديسمبر بمعدل 350 مليون قدم مكعبة يوميًا، على أن يزيد الإنتاج تدريجيا إلى حوالى 1.7 مليار قدم مكعب يوميا قبل نهاية 2018، وإلى 2.7 مليار قدم مكعب منتصف 2019.
 
واكتشفت إينى الإيطالية حقل ظُهر عام 2015 ويحوى الحقل احتياطات تقدر بواقع 30 تريليون قدم مكعبة من الغاز.
 
وإلى جوار حقل ظهر الموجود بمنطقة امتياز شروق بالمياه العميقة بالبحر المتوسط، يوجد نحو 10 مناطق تعمل بها العديد شركات التنقيب عن النفط والغاز العملاقة الدولية.
 
«اليوم السابع» ترصد خريطة الحقول المصرية فى المياه العميقة بالبحر المتوسط والشركات العاملة بها، وهى كالتالى:
 
شركة بريتش بترليوم تعمل فى 3 مناطق امتياز، الأولى فى منطقة شمال المكس وتقع غرب حقل ظهر، والثانية بمنطقة شمال التنين، والثالثة بمنطقة الطابية جنوب حقل ظهر.
 
حقل-ظهر
 
تعمل شركة أديسون الإيطالية فى ثلاث مناطق، أولها بمنطقة شمال ثقة فى الجنوب الشرقى من حقل ظهر، ورأس حابى يقع جنوب حقل ظهر، فيما تقع المنطقة الثالثة للشركة الإيطالية فى شرق حقل ظهر وهى منطقة شمال بور فؤاد. 
 
شركة إينى الإيطالية مكتشفة حقل ظهر تعمل هى الأخرى فى منطقتى امتياز، بالإضافة إلى منطقة امتياز شروق التى تضم حقل ظهر، وهما منطقتا شمال ليل غرب حقل ظهر، وكروان أيضا إلى غرب حقل ظهر.
 
ويتبقى منطقة وحيدة فى المياه العميقة للبحر المتوسط تعمل بها شركة دانا غاز، وهى منطقة شمال العريش وتقع فى جنوب شرق حقل ظهر.
 
وكانت شركة «ديليك» الإسرائيلية للحفر قد أعلنت عن توقيع عقد لمدة 10 سنوات، بقيمة 15 مليار دولار، لتصدير الغاز الطبيعى لشركة دولفينوس الخاصة المصرية.
 
وتقدر دراسة صادرة عن هيئة المساحة الجيولوجية الأمريكية فى عام 2010، أن حجم احتياطى الغاز فى حوض شرق البحر المتوسط يبلغ نحو 345 تريليون قدم مكعب من الغاز، ويحتوى هذا الحوض أيضًا على كميات ضخمة من الاحتياطيات النفطية تبلغ 3,4 مليار برميل من النفط، إلى جانب كميات كبيرة أيضًا من سوائل الغازات.
 

وتصل احتياطيات مصر من الغاز الطبيعى بمنطقة البحر المتوسط ودلتا النيل تصل إلى نحو 122 تريليون قدم مكعب من الغاز الطبيعى.

 

أشهر مدن وشواطىئ البحر المتوسط

الإسكندرية

لا يُمكن ذكر البحر المتوسط بدون أن تقفز إلى ذهنك الإسكندرية عروس هذا البحر، تلك المدينة التى تمتلك أهمية تاريخية كبيرة، فقد كانت أول عاصمة لمصر لفترة اقتربت من الألف عام حتى الفتح الإسلامى لمصر على يد عمرو بن العاص، و لا تزال تشغل أهمية كبرى للمجتمع المصرى على كل الأصعدة الثقافية والاجتماعية والاقتصادية بكل تأكيد لوجود عدة موانئ حيوية بها.
 
وتُعتبر عروس البحر المتوسط من أقدم المدن على ساحل البحر المتوسط، فقد بدأ إنشاؤها سنة 332 ق. م على يد الإسكندر الأكبر الذى قرر بناء مدينة تحمل اسمه، وذلك من خلال ردم جزء من المياه بين جزيرة فاروس وأخرى كان يطلق عليها راكتوس أو «راقودة»، ومن هذا الحين فقد مرت على الإسكندرية العديد من الثقافات المختلفة حتى باتت مثالاً للتعددية، لذا فلن يكون غريبًا أن تصير مكتبة الإسكندرية القديمة وبعد تجديدها كأحد أبرز رموز تلك المدينة الساحرة. 
 
وقد عايشت الإسكندرية عبر عمرها الممتد لقرون من الزمن أحداثا جليلة فى العهود المختلفة، على سبيل المثال فقد تعرضت مكتبة الإسكندرية إلى الحريق الشهير ضمن الصراع بين كل من يوليوس قيصر مع بطليموس الثالث عشر، وسقط فى يد القائد أوكتافيوس الرومانى، لتصير الإسكندرية ولاية رومانية، وبعد المكوس لقرون فى عاصمة البيزنطيين، نجح عمرو بن العاص فى فتح مصر، وفى العهد الإسلامى فقدت الإسكندرية مكانتها السياسية بعدما تم اختيار الفسطاط لتصبح عاصمة مصر، إلا أن الوضع الاقتصادى فى عروس البحر المتوسط قد تحسن كثيرًا، وقد عانت شواطئ الإسكندرية من الغارات الصليبية، لذا قرر السلطان المملوكى بناء قلعة قايتباى الشهيرة حتى وقتنا الحالى.
 

وظلت حركة التجارة بالإسكندرية مزدهرة حتى تم اكتشاف طريق رأس الرجاء الصالح فى عام 1498 الذى حول طريق التجارة إلى المحيط الأطلسى بدلاً من البحر المتوسط، ولم تعد لتألقها ورواجها الاقتصادى إلا فى عهد محمد على الذى أمر بحفر قناة المحمودية لربط الإسكندرية بنهر النيل، ومع مرور السنوات سقطت مصر ومعها الإسكندرية بكل تأكيد فى قبضة الإنجليز وخلال هذه الفترة زاد عدد الأجانب بالمدينة وأصبحت ملتقى لكل الثقافات خاصة اليونانية. 

اسكندرية


البندقية

ومن الحديث عن الإسكندرية نلقى نظرة على الجانب الآخر فى إيطاليا وبالتحديد مدينة البندقية المعروفة عنها أنها عاصمة مقاطعة فينيسيا الخلابة بالشمال الإيطالى، وتعتبر هذه الرقعة من الأماكن التى ترعاها منظمة اليونسكو العالمية، وتصنف فى المرتبة الثانية من حيث التدفق السياحى بعد العاصمة روما، وعلى الجانب التاريخى كانت البندقية تتمتع بحكم ذاتى إبان العصور الوسطى لكن تم ضمها إلى الحكم الرومانى فيما بعد. 
 

وعلى الصعيد الجغرافى فإنها تتكون من 118 جزيرة تصل ما بينهم عدة جسور وقنوات مائية، وتستخدم القوارب للتنقل فيما بينها، وهو ما يضفى عليها رونقا خاصا، أمّا بالنسبة لأبرز المعالم السياحية فإنه يوجد القنال الكبير المصنف كطريق رئيسى بالمدينة، ويعد التنقل خلاله بالوسائل المختلفة من سيارات الأجرة المائية والحافلات نزهة فى حد ذاته، وكذلك توجد كنيسة سان ماركو وبرج الأجراس اللذين يعود تاريخهما إلى القرن التاسع الميلادى، ويتميزان بالتخطيط الهندسى المذهل المستقى من العمارة البيزنطية، وأيضا تشتهر المدينة بساحة مارك، وهى الساحة العامة الوحيدة بالبندقية ويميزها تصميمها على شكل شبه منحرف. 

البندقية

 

طنجة

معروف عنها أسوارها العالية والعتيقة، وتصنف كواحدة من أهم المراكز التجارية فى شمال أفريقيا، وكذلك هى نقطة اتصال بين عدة حضارات مثل الرومان والفينقيين، ثم وصولها الفتوحات الإسلامية وقد كانت ممرًا للجيوش الإسلامية التى وصلت إلى الأندلس وفتحتها بقيادة طارق بن زياد.
 
ونتج عن هذا التاريخ الكبير العديد من المعالم السياحية منها ما يعرف بقصبة طنجة وهى بناية تتسم بالعلو الشاهق تتيح للزائرين النظر على جبل طارق وإسبانيا، وكذلك أسوار طنجة العتيقة التى يصل طولها إلى 2200 وتُحيط بعدة أحياء تاريخية، وكذلك قصر القصبة المعروف أيضًا باسم دار المخزن، والجامع الكبير الذى تم تحويله إلى كنيسة أثناء احتلال البرتغالى، وفى عام 1684 عاد مسجدًا، وبالتأكيد لن تزور طنجة بدون أن تطأ قدماك السوق الكبير المصنف كأكثر الأماكن حيوية، نظرًا لاحتوائه على مطاعم ومتاجر وأماكن للبيع والشراء.
 
طنجا
 

مايوركا

من المغرب إلى الجارة إسبانيا، وتحديدًا مدينة مايوركا الإسبانية، وهى من أشهر المدن الساحلية على هذا البحر الكبير، وكذلك أكبر جزيرة فى بلاد الأندلس، وعلى الصعيد التاريخى فإنها أنشئت كمعسكر رومانى فى بادئ الأمر، ثم احتله ملوك «الوندل» ثم عادت إلى البيزنطيين وبعدها العرب ثم احتلها ملوك «الأراجون» الذين كانوا يتولون حكم مدينة برشلونة وبعد سقوط «الأراجون»، مع مرور الزمن صارت جزءًا من دولة إسبانيا الوطنية. 
 
ومنذ خمسينيات القرن الماضى، تألقت المدينة وازدهرت بسبب كونها مقصدًا سياحيًا للمواطنين من كل أنحاء العالم، وذلك لعدة أسباب على رأسها تميزها بشواطئ خلابة وجبال نائية، وأيضًا المدن التى تقع على التلال وتطل على مناظر رائعة، وبعض الوديان مثل وادى موسى ووادى سوير، وتشتهر تلك المدينة أيضًا بصناعة وتجارة الأقمشة الكتانية والحرير والصوف.
 
مايوركا

كريت 

ومن إسبانيا إلى اليونان، وكريت أكبر جزرها وخامس أكبر جزيرة فى البحر المتوسط، ورغم صغر مساحتها لكن لها أهمية كبرى، نظرًا لكونها مصدر دخل سياحى مهم، وأيضًا منطقة حضارية وتراثية من الطراز الأول، خاصة أنها شاهدة على الحضارة اليونانية القديمة، وللعلم أيضًا أطلق عليها العرب اسم «إقريطش» بينما الأتراك فى فترة احتلالهم لها أسموها «جزيت». 
 
وتتميز كريت بمناخها المعتدل طوال أيام العام، مما يدفع عددا من سكانها للعمل فى الزراعة والصيد أيضًا، بالإضافة إلى السياحة التى تعتمد على شواطئ تلك الجزيرة وإطلالها على أماكن خلابة تأسر كل من يزورها كما أنها تتسم بالهدوء والصفاء. 
 
الكريت
8
 
9
 









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة