رواية "قبل أن أنسى أنى كنت هنا".. حين يرحل الأحبة ويبقى ألم الفراق

الأحد، 25 فبراير 2018 04:00 م
رواية "قبل أن أنسى أنى كنت هنا".. حين يرحل الأحبة ويبقى ألم الفراق الكاتب الكبير إبراهيم عبد المجيد
رويترز

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
من جديد يعود الروائى المصرى إبراهيم عبد المجيد إلى ميدان التحرير وشوارع وسط القاهرة وما دار هناك فى 25 يناير 2011 ليصيغ أحدث رواياته (قبل أن أنسى أنى كنت هنا) التى تدور بعد ست سنوات من هذا التاريخ.
 
والرواية الصادرة فى 183 صفحة من القطع الصغير عن بيت الياسمين للنشر والتوزيع هى الثامنة عشرة لعبد المجيد إضافة إلى خمس مجموعات قصصية وبعض الكتب الأخرى فى أدب الرحلات والمسرح.
 
تبدأ الرواية التى يمزج فيها المؤلف بين الواقع والفانتازيا بالشاعر والصحفى نور قنديل الذى تزوج نجوان بعد أن مات حبيب كل منهما أمام عينيه فى الانتفاضة الشعبية التى أسقطت نظام حكم حسنى مبارك، يجد كل منهما العزاء فى الآخر وينجبان ابنتهما الوحيدة نهاوند.
ومع زيارة نور إلى سوهاج تأخذ الأحداث فى التصاعد إذ يمر بجوار نخلة تسقط فجأة دون سبب واضح مخلفة وراءها بركة من الدموع. ويتذكر نور أن سوهاج هى مسقط رأس حبيبته الأولى نادين.
ومن سوهاج يسافر نور إلى الأقصر حيث يسمع بأن شجرة فى منزل تاجر معروف ماتت ابنته أيضا فى القاهرة فى الانتفاضة انخلعت من الأرض وطارت إلى السماء.
 
يبدأ نور فى الاعتقاد بأن هذه الأشجار تنخلع من الأرض وتغادرها حزنا على الشبان الذين ماتوا فى أحداث 25 يناير ولم يعاقب أحد على ذلك فكتب يقول "الذين ماتوا يوم جمعة الغضب كثيرون جدا. لو أن لكل واحد أو واحدة شجرة زرعها أو وقف تحتها فلن تبقى فى مصر خضرة وربما تجف المياه".
تتحقق الفكرة ويتوالى انفصال الأشجار عن الأرض وصعودها إلى السماء مما يسبب حالة فزع كبيرة بينما تتمسك السلطات برواية رسمية تقول إن هذا غير صحيح وأن الأشجار ثابتة فى أماكنها.
يمتد الأمر إلى الجدران فإذا برسوم الجرافيتى فى شوارع وسط القاهرة وعلى جدار الجامعة الأمريكية تظهر بعد أن محيت منذ سنوات.
وهذه الرواية أيضا تكذبها السلطات التى تقول إن هناك مؤامرة من عصابة مخربة تسلط صورا ضوئية على الجدران حتى توحى بأن الرسوم تعود من جديد بل وتقبض الشرطة على بعض الأطفال الذين تظنهم يقومون بذلك.
 
يتسع الخيال وينحسر الواقع ليأخذ المؤلف قارئ الرواية فى طريق متعرج يصل إلى حد فرار جميع حيوانات حديقة الحيوان بالجيزة من أقفاصها وتجولها فى البلاد وكأن كل شىء من الشجر إلى الحجر يثور بعد أن طال غياب الأحباب.
 
فى منتصف الرواية يستحدث الكاتب شخصية جديدة هى (سيدة الزاوية الحمراء) التى تحفظ أسماء جميع من ماتوا فى الانتفاضة وبعض الاشتباكات والاعتصامات التالية بأنحاء مصر وتنتظر اليوم الذى تنادى عليهم ليعودوا إلى الحياة وينتقموا ممن قتلوهم.
 
وإذا كانت الرواية السابقة التى أصدرها عبد المجيد فى 2017 (قطط العام الفائت) تناولت الفكرة ذاتها من حيث استحضار شبان ميدان التحرير والتساؤل عن سبب قتلهم وأرواحهم الهائمة فى الميدان فإن هذه الرواية أخذت منحى أكثر واقعية من سابقتها رغم مزجها أيضا بين الواقع والفانتازيا.
فبينما سردت الرواية السابقة تفاصيل المواجهة بين حاكم مستبد يريد إعادة الزمن للوراء وشبان تحولوا إلى قطط تأخذ الرواية الجديدة منحى إنسانيا خالصا يسلط الضوء على من عاصروا انتفاضة 25 يناير فى ميدان التحرير وفقدوا أحبائهم هناك وكيف مضت بهم الحياة خلال السنوات التالية.
 
ويقول عبد المجيد فى إحدى الفقرات بالرواية على لسان البطل "هذه الثورة إذا كان لها ذنب فهو أنها فرقت بين الأحبة. ليس مهما أنها فشلت. ليس مهما أنها غيرت فى الإنسان المصري، ليس مهما أنها أظهرت جيلا جديدا واسع الأحلام. ليس مهما أى صواب فعلته أو أى خطأ. وليس مهما من الذى فعل ذلك الآن. الثورة وأعداؤها كلاهما أراد الانتصار فدفع الأحباء الثمن. أجل فرقت الثورة بين الأحبة".









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة