أسماء راغب نوار تكتب: هل جزاء الإحسان إلا الإحسان!

الأحد، 25 فبراير 2018 02:00 م
أسماء راغب نوار تكتب: هل جزاء الإحسان إلا الإحسان! صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

لما طلبت إلى الساعى فى العمل ذات يوم أن يحضر لى مذكرة داخلية من إدارة أخرى رد على بحدة وقال: "حاضر!"، ولما أعدت عليه الطلب بعد ساعة رد على وقال: "حاضر!" أيضًا لكن بنبرة أكثر حدة أدهشت من كان شاهدًا على الموقف من الزملاء وأدهشتنى قبلهم، لكن ما كان منى سوى السكوت والتفكير فى دواعى رد فعله هذا على الرغم من قلة طلباتى منه لأننى أفضل قضاء أغلب حوائجى بنفسى كنوع من التريض أحيانًا، وكنوعٍ من التسريع لقضاء أمورى بدلًا من انتظار فراغه أحيانًا أخرى، ودارت فى عقلى هذه المناظرة: فقلت فى نفسى أليس بإمكانى لفت نظره بطريقة حادة أو حتى توبيخه أو أن أشكوه لمديره على الأقل؛ فرد على الطرف الآخر من المناظرة وقال فى عقلى: أليس من حقه التضجر من كثرة طلبات الموظفين، فمنهم من لا يكتفى بإعداده للمشروبات وتلبيته للطلبات الخارجية بل يطلب منه مناولته حتى الورق المطبوع من فوق الطابعة فى الوقت الذى لا تتجاوز المسافة بينه وبين الطابعة أمتارًا معدودة!

فانتهيت بعد هذه المناظرة إلى أن أسامحه وألتمس له العذر، فنسيت ما حدث بكل معنى الكلمة، حتى فوجئت به يأتينى على استحياء ويقول لى نصًّا: "أرجو أن تتقبلى اعتذارى على اللى صدر منى"، فقلت له: "حصل خير، أكيد لا تقصد، فضغوط العمل تقلل احتمالنا".

تأملت اعتذاره الذى لمست فيه الصدق وقلت فى نفسى: "فعلًا.. هل جزاء الإحسان إلاحسان؟!"، فقد أحسنتُ إليه بالعفو فأحسن إلى بالاعتذار.










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة