قرأت لك.. رواية "تشيخوف والسيدة صاحبة الشيواوا" تتخيل نزول أنطون لمصر

الثلاثاء، 20 فبراير 2018 07:00 ص
قرأت لك.. رواية "تشيخوف والسيدة صاحبة الشيواوا" تتخيل نزول أنطون لمصر غلاف الرواية
كتب محمد عبد الرحمن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

ماذا لو أتى الأديب الروسى الأهم، أنطون بافلوفيتش تشيخوف إلى مصر؟ ماذا يحدث إن حضر تشيخوف بنفسه ندوة أدبية تناقش إحدى قصصه، كيف يراه الأدباء المصريون، وهل تغلب على رؤيتهم المعايير الفنية أم الأخلاقية في مناقشة الأعمال الأدبية، كل هذه تساؤلات يحاول الكاتب والروائى شريف عبد الصمد الإجابة عنها من خلال روايته الجديدة "تشيخوف والسيدة صاحبة الشيواوا"، والصادرة حديثا عن دار الكتب خان للنشر والتوزيع.

الروائى "شريف عبد الصمد" اختار مدينة "بورسعيد"، وبيتا هادئا على الشاطئ، فهو لا يحب الاختلاط بالآخرين، ليعيش فيها "تشيخوف"، كما يختار له جليسة فرنسية شابة تدعى ليلى، كثيرة الأسئلة وفاشلة فى إعداد الطعام، تتبادل معه المناقشات الأدبية والسياسية أحيانا، التى كثيرًا ما يسودها الخلاف، لكن ذلك لا يفسد جو المودة بينهما.

الرواية تنطلق من هذه الفرضية، ماذا لو أتى الأديب الروسى الأهم، أنطون بافلوفيتش تشيخوف، الذى يعد أيقونة القصة القصيرة فى العالم، ليقضى فترة نقاهته الأخيرة فى مصر.

يستخدم الكاتب مقاطع قصيرة من أعمال تشيخوف فى بدايات الفصول، فى استحضار لصوت تشيخوف المميز قبل الدخول فى رواية ما يمكن اعتباره "سيرة متخيلة" للأديب الروسى. ترتبط المقاطع ارتباطا نفسيا دالا مع طبيعة العلاقات وتطور الأحداث داخل كل فصل، كأنها تمنح نوعا من الإثبات أو الموافقة من تشيخوف نفسه على افتراض الكاتب لتصرفه عند وضعه فى هذا الموقف أو ذاك، وعلى شعوره تجاه هذا الشخص أو هذا الحدث.

 أو كأنه تصور خاص بالكاتب شريف عبد الصمد يجعل من سيرة تشيخوف الأدبية وهذه السيرة المتخيلة خطين متوازيين. يرد فى أحد المقاطع: "بدأ أنه أراد أن يحكي شيئًا. فالناس الذين يعيشون وحدهم لديهم دائمًا شيء في قلوبهم يريدون الحديث عنه." أنطون تشيخوف - قصة "عن الحب". ربما يمنحنا المقطع السابق مفتاحا لفهم الغرض من كتابة الرواية، وسبب اختيار الكاتب لشخصية تشيخوف ليضعه في هذا الدور، وليحيطه بهذه العزلة، وليرصد التباين بين مواقفه وبين الظرف السياسي والاجتماعي السائد في هذا الوقت.

يسود السرد الهادئ بإيقاعه المتوازن أجواء الرواية، كأنما ليناسب أجواء عزلة الكاتب تشيخوف ونقاهته في أيامه الأخيرة والتداعي المستمر لذكرياته. يقل الصخب كثيرا في أغلب الأحوال، ويستقر المناخ على الشاطئ إلا في فترات متباعدة تشتد فيها الرياح، وينسحب الصراع إلى هامش الأحداث ربما ليعكس تجنب تشيخوف المستمر للتورط في المشكلات.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة