نورا عبد الفتاح تكتب: نقاط تحول

الإثنين، 19 فبراير 2018 12:00 ص
نورا عبد الفتاح تكتب: نقاط تحول شخص طوح أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
سمعت الكثير عن نقاط التحول فى حياة الناس، وكيف تبدلهم التحولات وتأتى منهم بالعجيب وما لا يتخيلون حدوثه أو مواجهته.
كان من الصعب بالنسبة لى، فهم المعنى الدقيق لكلمة (نقطة تحول )، لا سيما وأن الأفلام والمسلسلات التليفزيونية تعرض نقاط التحول على أنها فى المعتاد؛  الحصول على ترقية فى وظيفة أو ميراث كبير أو أى  ماديات، كما أنهم يعرضونها وسط أحداث وتفصيلات تفقدنا المتابعة ونتيه فى الحوادث الفرعية فلا نرى المعنى العميق لنقطة التحول.
لم أفهم معناها إلا بعد مواقف وصدمات قاسية؛ فى حياتى الخاصة، جعلتنى أفهم كل ما يمر به صاحب التحول والتبديل.
جعلتنى أفهم كم يتعكر مزاجه ويطول شروده وتكثر حسراته وتتغير مدركاته وترتيباته لأوراقه.
ساعدتنى أن أشفق على حزنه وبكائه وأرقه وانطوائه، أشفق على غرابته إلى أن تنقشع عنه هذه المدة وتتبلور الصور أمامه ويحدث النضج ويرتقى درجة فى سلم دروس الحياة.
ولكن كل هذا يحتاج إلى الكثير من الوقت، لأيام أو شهور وأحيانا سنوات، حتى تستقر التحسينات الجديدة وتصبح جزء أصيل من معتقداته وتكوينه.
أتوق إلى الشخص صاحب التغيير، من حين لآخر ، أتابع ما يصيبه فى أحكامه على الأمور وإلتزامه فى العمل ومستوى تعاملاته مع من حوله،وهل يخفى معاناته ويحتوى الأمر أم تغلبه هى فيستسلم ويشكو لغيره ضغوطه النفسية وعذاباته الداخلية، وتفكيره الزائد ؟
فيخضع لضعفه ويشرك من حوله فى أزمته رغما عنهم ؟
من أقوى مزايا هذه التجارب؛ أنها تقرب الواحد منا إلى الله، جبرا كان أو اختيارا، لأنه على أى حال لن يجد انسان على وجه الأرض يفهم شعوره ورعونته، حماقاته واعترافاته، شروده واضطرابه، حتى وإن أبدى هذا الانسان الرغبة الصادقة فى المساعدة، فمن يتحمل غبائه وتيهه لشهور أو سنوات ؟
لن يجد سوى الله الذى ينصت له فى أى وقت وفى كل مكان، يفهمه حتى لو من دون حديث على الإطلاق ويساعده دون أن يسأل.
نقاط التحول التى تخص أمور مادية فيما يتعلق بعمل أو إنجاز رياضى أو ترقية، لا تعادل قوة التحولات الخاصة بالصدمات النفسية المرتبطة بالمبادئ والعلاقات والثوابت الخاصة.
هذه المنبهات الخارجية التى تؤثر بشكل أكثر من مباشر فى التعاملات مع أناس يؤثرون فى المزاج والقرارات وللأسف فى درجة السعادة.
أسباب النضج والتحول فى مسارات كل منا شئ حتمى ، متكرر ولا ينتهى، فكلما حولنا جانبا من مبادئنا، تحتم علينا تحويل جانب آخر، وكلما بدلنا معارفنا وزملائنا فى مكان، اضطررنا إلى تغيير ترتيب أشخاص آخرين فى مكان آخر.
أما من يمتنع عن إحداث نضج ما أو تحويل فى حياته العملية أو العلمية، ويخشى الخطوة، فجهده سدى، ستحدث رغم أنفه.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة