سارة علام

فى مديح اختلافنا مع خالد صلاح

الأحد، 18 فبراير 2018 08:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
منذ أيام، يتسابق زملائى للكتابة عن محبتهم لليوم السابع وذلك الامتنان الواضح لخالد صلاح وهو ما لا يستطيع أن يفهمه زملاؤنا فى المهنة، يفتشون فى نوايانا ويتهموننا بالمجاملة وربما النفاق، وهو ما جعلنى أفكر فى كتابة بعيدة عن العواطف التى تربطنا بالتجربة ومؤسسها.
منذ 10 سنوات، حين دخلت اليوم السابع طالبة فى كلية الإعلام حصلت فيها على كل الفرص التى يحلم بها من يبدأ حياته فى تلك المهنة الشاقة حتى أن موضوعى الأول كان حوارًا على صفحة كاملة باسمى وصورتى، مع الوقت عرفنى رئيس التحرير وقرر أن يضمنى للفريق دون فضل منى إلا بالعمل، ودون فضل منه إلا الإيمان بالموهبة وهو دأبه منذ عرفناه .
 
10 سنوات من الاختلاف مع خالد صلاح دون الخلاف معه، مع تلك المساحة الهائلة التى خلقها لنا فكفلت لى على الأقل حرية مهاتفته ومجادلته فى مقال كتبه أو رأى قاله أو قرار اتخذه ولم يرضينى وهو غير مضطر للتوضيح أو التبرير كأى رئيس تحرير أو رئيس فى عمل. 
لم يمنعنى يومًا من السير عكس اتجاهه، ولم أخجل أبدًا من المداومة على طلب رأيه فى الخاص والعام. 
 
10 سنوات، من الطرق على مكتب رئيس التحرير ثم العودة بطلبات مجابة ودعم غير مشروط لخطط العمل والرغبة المستمرة فى التغيير وتقدير مزاجى المضطرب حتى تمكنت من اخضاع المزاج نفسه لماكينة العمل فصرت كزملائى قطارات تعمل بالدفع الذاتى .
 
ثلث عمرى تقريبًا قضيته فى اليوم السابع، نمارس التجربة والخطأ ونسعد بالنجاح ونقتسم ثمن الخسارة معًا بالمرارة نفسها وجلد الذات الذى تعلمناه حين أدركنا أن الخسارات لا تناسبنا.
 
تعلمنا فى هذا المكان أن الخلاف وارد ولكنه لا يعنى القفز من المركب، بيتنا الذى بنيناه بعرقنا وطموحنا وصبرنا وسهرنا، لنؤمن أن الأمانى ممكنة وأن العواصف طبيعة الطقس ولكنها تربك الحائرين لا الواثقين .
 
كيف يمكن أن ننجو بالتجربة ونحن مختلفون كأى ركاب للسفينة، السفن لا تسير إلا بقبطان واحد يعرف دروب البحر الواسعة ويحظى بثقة الركاب ويستطيع أن يعيد ترتيب الأحمال حتى ينجو بها وسط الأمواج العاتية، وإذا كنا قد رأينا رباننا وقد عبر بنا إلى أكثر من ضفة رغم صراخنا خوفًا من الغرق فكيف نشكك فى مستقبل الابحار أو تخيب ظنوننا فيما هو آت.
 
نعرف أن البحر بيد الله وأن سوق الصحافة المتغير لا يضمن البقاء لأحد حتى وإن كان الأفضل ولكننا على الأقل سوف نروى للأجيال القادمة قصة سفينة ناجية تمكنت رغم الخلاف من العبور لأكثر من ضفة وهزيمة أكثر من موجة لا بشىء إلا بقدرة ركابها على الصمت حين يطلب البحر ذلك والصراخ حين تضطرنا الريح له .









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة