جميلة بوحيرد رمز نضال المرأة العربية.. رفعت شعار "الجزائر أمنا" وهى طفلة.. ومسئولة زراعة القنابل ضد الفرنسيين بالثورة الجزائرية فى شبابها.. والأمم المتحدة اجتمعت لبحث إعدامها.. ومصر تكرمها على هامش مهرجان أسوان

الأحد، 18 فبراير 2018 01:52 م
جميلة بوحيرد رمز نضال المرأة العربية.. رفعت شعار "الجزائر أمنا" وهى طفلة.. ومسئولة زراعة القنابل ضد الفرنسيين بالثورة الجزائرية فى شبابها.. والأمم المتحدة اجتمعت لبحث إعدامها.. ومصر تكرمها على هامش مهرجان أسوان جميلة بوحيرد
كتب محمود حسن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

عادة ما ينشأ المناضلون من أبناء الطبقات الشعبية والفقيرة والذين يكونون عرضة للاضطهاد أكثر من غيرهم، إلا أن جميلة بوحيرد لم تكن ابنة هذه الطبقة بل كانت ابنة طبقة برجوازية مترفة، حرصت أسرتها على مواصلة تعليمها، واختارت هى أن تواصل فى المعهد العالى للخياطة والتطريز حيث كانت هوايتها الأساسية هى تصميم الأزياء الكلاسيكية، كما كانت تهوى الرقص الكلاسيكى، وركوب الخيل، وغيرها من الهوايات الخاصة التى دائما ما نجدها بالطبقات المترفة، إلا أنها رغم ذلك عرفت طوال عمرها بحسها الوطنى العالى، حيث كانت ترفض ترديد النشيد الوطنى الفرنسى فى المدرسة، والذى يقول فيه "فرنسا أمنا" لتصرخ قائلة: "الجزائر أمنا".

 

وبالتزامن مع زيارة المناضلة الجزائرية إلى مصر لتكريمها على هامش مهرجان أسوان لأفلام المرأة، نقدم لكم بعض المعلومات المهمة والتاريخية التى سطرت مسيرة جميلة بوحيرد الحافلة بالبطولات والمواقف الثورية..

 

ومع اندلاع ثورة التحرير الجزائرية عام 1954 انضمت جميلة بوحيرد إلى جبهة التحرير الوطنى الجزائرية، وتم تجنيدها فى تنظيم يرأسه المناضل ياسف السعدى، يختص بنقل القنابل للمجاهدين، مستغلين فى ذلك مظهرها البرجوازى كى لا تكون محل "ريبة وشك"، ويتكون التنظيم من 3 فتيات هن جميلة بوحيرد، وزهرة ظريف، وسامية لخضارى.

 

 

تنظيم الفتيات واضعات القنابل
تنظيم الفتيات واضعات القنابل

 

كانت جميلة تنقل القنابل من داخل المنطقة العربية فى العاصمة الجزائرية الجزائر والمعروفة باسم "القصبة"، إذ يسمح لها مظهرها البرجوازى بالعبور عبر الحواجز الأمنية المحيطة بالمنطقة العربية منتقلة إلى المنطقة الأوروبية، وجاورت القنابل فى الحقيبة المايوه والمناشف وزيوت الشمس والحجة هى الخروج من القصبة إلى الشاطئ.

 

احد عمليات جميلة بوحيرد
احد عمليات جميلة بوحيرد

 

وبحلول عام 1956 كان التنظيم قد تم كشفه، وأصبح أفراد التنظيم هم المطلوبين الأكثر لدى الجيش الفرنسى، الذى كان يوزع منشورات بأن تسليم أى فرد من أفراد التنظيم سيكون مقابل 100 ألف فرنك فرنسى وهو مبلغ ضخم فى هذا الوقت.

 

وبالفعل وفى عام 1957 أصيبت جميلة برصاصة فى الكتف أثناء مطاردة الفرنسيين لها، وألقى القبض عليها، فى أثناء سجنها تعرضت جميلة بوحيرد إلى عمليات تعذيب بشعة للاعتراف بأسماء بقية التنظيم، لكنها رفضت ذلك بشدة، ولم تتمكن السلطات الفرنسية من انتزاع أى اعترافات لديها بعد عملية التعذيب التى رواها لهيئة المحكمة المحامى الفرنسى الذى ترافع عنها جاك فيجرس.

جميلة بوحيرد
جميلة بوحيرد خلال المحاكمة

 

حكم على جميلة بوحيرد بالإعدام، وهو الأمر الذى أفجع العالم العربى بأسره وتحركت حملة دولية فى الأمم المتحدة ضد الحكم بالإعدام على جميلة بوحيرد،  كما كتب كبار الشعراء العرب قصائد للدفاع عن جميلة التى أضحت رمز القضية الجزائرية، وغنت لها المطربة اللبنانية فيروز أغنية "رسالة إلى جميلة"، كما أخرج العالمى يوسف شاهين عام 1958 فيلما بعنوان "جميلة" من بطولة الفنانة ماجدة والفنانين رشدى أباظة ومحمود المليجى، يحكى قصة كفاح جميلة بوحيرد.

 

وكانت قصة تعذيب جميلة بوحيرد واحدة من الأحداث التى جذبت التعاطف الكبير مع القضية الجزائرية، ودعمت مطالب الاستقلال الجزائرى عن فرنسا، بعد احتلال دام لأكثر من 130 عاما.

 

أغنية فيروز رسالة إلى جميلة.

 

وبناء على تلك الحملة الضخمة اجتمعت لجنة حقوق الإنسان بالأمم المتحدة لمناقشة قضية جميلة بوحيرد بعد أن تلقت ملايين من برقيات الاستنكار فى إطار الحملة التى قادتها الدول العربية، وبحلول مارس عام 1958 تم تأجيل تنفيذ الحكم، ونظرا للضغوط العالمية تم تعديل الحكم ليصبح السجن مدى الحياة، وبرحيل فرنسا عن الجزائر فى عام 1962 تم إطلاق سراح جميلة بوحيرد، التى تزوجت من محاميها فى القضية جاك فيرجيس، وكان من أوائل ما فعلته بعد إطلاق سراحها زيارة مصر والالتقاء بالرئيس المصرى جمال عبد الناصر وشكره على قيادته حملة تحريرها.

 

عبد الناصر يستقبل جميلة بوحيرد بعد تحريرها
عبد الناصر يستقبل جميلة بوحيرد بعد تحريرها

 

تولت جميلة بوحيرد بعد الاستقلال رئاسة اتحاد المرأة الجزائرى، لكنها قررت الاستقالة بعد عامين، وعاشت بعد ذلك معتزلة السياسة ومتوارية عن الساحة الإعلامية، فى الكثير من الأوقات، وها هى من جديد تعود لزيارة مصر تلك البلد التى قالت دوما إنها تعشقه وتعشق شعبه.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة