كريم عبد السلام

لم نعد أكبر مستورد للقمح فى العالم

الثلاثاء، 13 فبراير 2018 03:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
خبر جميل جاءنا هذه المرة من فايننشال تايمز البريطانية، وقلما تأتينا أخبار جميلة من وسائل الإعلام البريطانية، التى يعمل كثير منها كمنصات استخباراتية موجهة للقصف الذهنى ونشر التقارير المنحازة سياسيا ولنا فى «بى. بى. سى» خير دليل، المهم الخبر الذى نشرته فايننشال تايمز يقول إن مصر لم تعد أكبر مستورد للقمح فى العالم، وأن إندونيسيا احتلت مكانها على رأس القائمة، بعد أن استطاعت الحكومة المصرية تحقيق الاكتفاء الذاتى من محصول الذرة الاستراتيجى.
 
يا سلام يا جماعة الخير، سعادة ما بعدها سعادة، أن تفقد المركز الأول فى قائمة الدول الأكثر استيرادا للقمح، وأن تقترب ولو درجة واحدة من حلمك الدائم، أن تنتج ما تأكل وأن تنسج ما تلبس وأن تصنع ما تستهلك، أو على الأقل السلع الاستراتيجية التى لاغنى عنها، لحماية الأمن القومى ومصلحة المصريين.
 
السعادة هنا مزدوجة، أننا استطعنا التراجع فى قائمة الدول الأكثر استيرادا للقمح، وحققنا الاكتفاء الذاتى من محصول الذرة الاستراتيجى بإضافة نحو 600 ألف فدان للمساحة المنزرعة بالذرة والعمل على استنباط أصناف جديدة تزيد الإنتاجية من المحصول، وما أدراكم ماذا يعنى الاكتفاء الذاتى من محصول الذرة.
 
فى أكتوبر 2016، كتبت مقالا فى هذا السياق بعنوان «حكومة الذرة الصفرا» انتقدت فيه توجه الحكومة لاستيراد نحو ثمانية ملايين طن من الذرة بما يقارب مليارى دولار، وعدم وجود خطة بديلة لمواجهة هذه الفجوة الكبيرة فى سياستنا الزراعية، حتى بتنا نستورد القمح والذرة والفول والعدس وسائر المحاصيل التى كنا نحقق الاكتفاء الذاتى منها ونصدر الفائض، بل هى المحاصيل التى عرفت بها مصر منذ الأزل وفيها نزل قوله تعالى من سورة البقرة: «وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَىٰ لَنْ نَصْبِرَ عَلَىٰ طَعَامٍ وَاحِدٍ فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنْبِتُ الْأَرْضُ مِنْ بَقْلِهَا وَقِثَّائِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا.. قَالَ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِى هُوَ أَدْنَىٰ بِالَّذِى هُوَ خَيْرٌ..
اهْبِطُوا مِصْرًا فَإِنَّ لَكُمْ مَا سَأَلْتُمْ»، أما اليوم فلنا حديث آخر عن تحولات السياسة الزراعية وتحقيق الاكتفاء الذاتى من الذرة وتراجع نسبة استيراد القمح.
 
الاكتفاء الذاتى من محصول الذرة، يمكن الدولة من خلط الذرة بالقمح لتقليل نسبة الاستيراد والعملة الصعبة الموجهة لهذا الاتجاه، كما أن خلط محصول الذرة بالقمح فى المطاحن لإنتاج الرغيف المدعم كفيل وحده بوقف تيار الفساد والإفساد وتسريب أموال الدعم إلى من لا يستحقونها، فالدقيق المخلوط من القمح والذرة ولو بنسبة 20% ذرة يمنع تهريب الدقيق المدعم إلى محال الحلويات والمخابز الخاصة لإنتاج التورتات والمعجنات والخبز الحر بعد إعادة نخيله للحصول على الدقيق الزيرو الفاخر.
 
والاكتفاء الذاتى من محصول الذرة يعنى انخفاض أسعار كل منتجات اللحوم بنسبة لا تقل عن عشرين فى المائة، لأن الذرة هى المكون الأساسى للعلف الحلوانى الطازج أو المصنع، كما أنها تستخدم بشكل كبير فى تغذية مزارع الدواجن، وبالتالى تنعكس على حجم المعروض من الثروة الحيوانية والداجنة فى الأسواق، وتقلل بنفس النسبة حجم المستورد من اللحوم والدواجن بالعملة الصعبة من الخارج.
 
وفى نفس السياق الذى يعكس توجها رشيدا من الحكومة لتقليل نسبة السلع الأساسية المستوردة، يأتى إعلان وزارة الزراعة الأخير عن زيادة المساحات المنزرعة بالقمح هذا العام عن ثلاثة ملايين ومائتى وخمسين ألف فدان مما تم حصره حتى الآن، فضلا عن التوسع فى نظام زراعة القمح بنظام المصاطب الذى يوفر فى استهلاك المياه ويزيد من إنتاجية الفدان، الأمر الذى يصب فى تحقيق الهدف المنشود وهو أن نزرع ما نأكل وألا يكون رغيف العيش مرتهنا إلى إرادة هذه الدولة أو تلك، وكم عانينا فى فترات سابقة من ضغوط ومساومات بسبب شحنات القمح المستوردة.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة