عبد الفتاح عبد المنعم

كيف أثرت الأزمة الاقتصادية على العلاقات بين إسرائيل وأمريكا؟

الأحد، 11 فبراير 2018 12:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أواصل قراءاتى فى الملف الأمريكى، وسياسات البيت الأبيض تجاه دول المنطقة العربية، وتأثير علاقتها الحميمة مع إسرائيل، التى تعد أحد معوقات إقامة علاقات طيبة بين الولايات المتحدة الأمريكية والدول العربية، وهذا ما كشفه البحث الذى حمل عنوان «لماذا تدعم أمريكا «إسرائيل» بهذا الشكل؟ للمؤلف سعيد مولاى التاج، حيث يرى فى بحثه أن:
 
- الدعم الأمريكى لـ«إسرائيل» سياسيا ودبلوماسيا وعسكريا واقتصاديا، وتحيزها الدائم لها بات يشكل عبئا وإحراجا لمصداقية أمريكا فى العالمين الإسلامى والعربى، بل امتد إلى بعض دول أمريكا اللاتينية تهديدا لمصالحها.
 
- لاعتقادنا أن «إسرائيل» تعيش الآن أزمة قيادات سياسية، فبعد رحيل أغلب القيادات التاريخية حلت زعامات من الصف الثانى والثالث ذات خلفية عسكرية أو أمنية عديمة الخبرة السياسية، تحاول تعويض نقصها ذلك من خلال المزايدة والتشدد والتحالف مع الأصولية اليهودية، التى تفتقد حسا سياسيا، ولعل المشكل الأخير مع تركيا بسبب معاملة السفير فى تل أبيب أحد المؤشرات على ذلك.
- الأزمة المالية الأخيرة التى عاشها العالم، مما جعل الكثيرين من الأمريكيين، خاصة صانعى القرار، غير المتصهينين- وهم قلة-يضيقون ذرعا بالدعم الأمريكى السخى لـ«إسرائيل» على حساب أولويات دافع الضرائب الأمريكى ووضعيته المالية والاجتماعية، ويكفى أن نذكر أن الميزانية الأمريكية تسجل عجزا مزمنا منذ سنوات.
 
- لا بد من الاعتراف بأن العلاقة بين الكيانين لم تكن على وتيرة واحدة، بل مرت من مراحل متعددة، ولم تكن على نفس القوة والمتانة دائما بل عرفت حالات من المد والجزر، وبالتالى يمكن أن يكون ما تعيشه علاقتهما من فتور فى ظل الإدارة الجديدة فرصة تاريخية، يمكن استغلالها واستثمارها لإحداث صدع فى هذه العلاقة من قبيل ما حدث سنة 1956 بعد مشاركة «إسرائيل» فى العدوان الثلاثى على مصر.
 
- وأخيرا وأولا لإيماننا بسنة الله فى التغيير وأن دوام الحال من المحال، وأن بعض هذه الحماقات الصهيونية قد تكون بداية النهاية للعلو اليهودى الذى نؤمن به يقينا، لأنه وعد الله الذى لا يخلف الميعاد، فإذا جاء وعد الآخرة، ليسوءوا وجوهكم وليدخلوا المسجد كما دخلوه أول مرة، وليتبروا ما علوا تتبيرًا. عسى ربكم أن يرحمكم، وإن عدتم عدنا.
 
سؤال ملح: لماذا تدعم أمريكا «إسرائيل»؟
يقدم الباحثون والدارسون عدة تفسيرات لهذا الدعم غير العادى وغير المشروط، التى تقدمه دولة كبيرة كالولايات المتحدة لـ«إسرائيل»، يمكن إجمالها فى أربعة أسباب رئيسة: سيكولوجية، وعقائدية، وسياسية، واستراتيجية.
 
- سيكولوجية نفسية: الهولكوست عقدة ذنب مزمنة: لا شك أن الغرب عموما، وخاصة أوروبا، تشاطر أمريكا دعمها لـ«إسرائيل» لأسباب متعددة- سنعرضها بتفصيل- وتزيد عليها بإحساسها المفرط بعقدة الذنب وتأنيب الضمير الناتجة عما تعرض له اليهود على أراضيها خلال الحرب العالمية الثانية من محارق، تم تضخيمها إعلاميا بشكل كبير لابتزاز أوروبا واستدرار تعاطفها، وهى الخارجة لتوها من الحرب ممزقة الضمير، مثقلة بالندم، وقد عملت وسائل الإعلام على ترسيخ هذا الشعور فى الوعى الجمعى للأوروبيين حتى صار من أكبر أساطير هذا القرن، وقد يكفى أن نعلم أن مؤتمر إيباك غالبا يعزف على نفس الوتر، لإنعاش الذاكرة الغربية التى شوشت عليها صور الهمجية الصهيونية فى مجازر غزة وقانا برفع شعار «إسرائيل»: أخبرى القصة، فدائما استعمل الهولكوست ومعاداة السامية فى كل المحافل كفزاعة تاريخية وقانونية لقمع كل من تسول له نفسه التشكيك فى المحرقة حجما ورقما، ووسيلة للابتزاز الأخلاقى والعاطفى.
 
- عقائدية أيديولوجية، مملكة صهيون حلم مشترك، على الرغم من أن الدستور الأمريكى يعتبر نظام الحكم فى الولايات المتحدة نظاما «علمانيا» لا يتبنى ديناً معيناً فى الدولة أو الحكومة بحكم التنوع العرقى والدينى وحتى الطائفى والمذهبى، إلا أنه من المعلوم أن الشعب الأمريكى فى معظمه شعب بروتستانى متدين يشترك فى خلفيته الدينية إلى حد بعيد مع العقيدة اليهودية التلمودية، ويلعب الدين دورا أساسيا فى الحياة السياسية، وقد تفاقم هذا الدور مع وصول المحافظين الجدد إلى السلطة، وهو عامل أساسى ومحدد فى العلاقة مع الصهاينة، وهذا ما نستشفه من تصريحات الرؤساء الأمريكيين، فمثلا الرئيس «جيمى كارتر» أعلن صراحة فى خطاب له أمام الكنيست سنة 1979م أن العلاقة بين أمريكا وإسرائيل هى علاقة دينية فى الأساس، وكان مما قاله: إن علاقة أمريكا بإسرائيل أكثر من علاقة خاصة، لقد كانت ولا تزال علاقة فريدة، وهى علاقة لا يمكن تقويضها، لأنها متأصلة فى وجدان وأخلاق وديانة ومعتقدات الشعب الأمريكى، وكذلك حين قام «رونالد ريجان» بزيارة المنظمة اليهودية أثناء حملته الانتخابية، «بناى برث» فى واشنطن خطب قائلاً: إن إسرائيل ليست أمة فقط، بل هى رمز، ففى دفاعنا عن حق إسرائيل فى الوجود، إنما ندافع عن ذات القيم التى بنيت على أساسها أمتنا.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة