مثقفون: "فراشات أورنينا" رواية تناولت أشكال القمع والاستبداد باسم الدين

الأحد، 04 نوفمبر 2018 11:10 م
مثقفون: "فراشات أورنينا" رواية تناولت أشكال القمع والاستبداد باسم الدين ندوة مناقشة وتوقيع رواية "فراشات أورنينا"
كتب بلال رمضان

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
اتفق عدد من الأدباء والنقاد والمثقفين على أن رواية "فراشات أورنينا" للكاتب رشيد غمرى، تناولت أشكال القمع والاستبداد باسم الدين منذ أن عرف الإنسان الأديان.
 
جاء ذلك خلال الندوة التى عقدت مساء أمس اليوم، الأحد، لمناقشة وتوقيع رواية "فراشات أورنينا" للكاتب رشيد غمرى، فى مقر دار بتانة للنشر، وناقشها كل من الشاعر أحمد الشهاوى، والناقد الدكتور يسرى عبد الله، والشاعر أشرف عامر، وأدارها مصطفى عبادة.
 
فى بداية الندوة قال مصطفى عبادة: إنه لمن حسن حظى أننى كنت من أوائل الذين قرؤوا رواية "فراشات أورنينا"، ورأيت فى هذه الرواية أن مرهونة بالواقع وهى أزمة فى بعض الروايات العربية، التى تقع فى فخ التسجيل، والتدوين، لافتا إلى أن اللغة الشعرية فى هذه الرواية مفاجئة بالنسبة له، مضيفا: "خاصة أننى أعرف كاتبها جيدا، فوجدت لغة جديدة، مما دفعنى للتوصية بنشرها ضمن إصدارات دار بتانة".
 
أما الشاعر أحمد الشهاوى فقال: كنت آمنت أنه لا حياة لرشيد غمرى، خاصة أنه شخص قلق، والقلق سمة فى المبدع، ولكن عليه أن يستقر، وحتى وإن كانت هذه معاناته، فإننى بعد روايته "فراشات أورنينا" أرى أنه استقر على قلقه.
 
ورأى أحمد الشهاوى أن الكتابة تحتاج إلى المغامرة، مضيفا: "فى رأيى أن الرواية الأولى لرشيد غمرى ظلمت، لأن الكاتب ظلم نفسه قبل أى أحد، ونحن اليوم أمام رواية جديدة ليست فى ذات السياق الذى سبق وأن كتب فيه، ومن هنا تأتى أهمية المغامرات، من خلال الذهاب إلى أماكن جديدة، وباعتبار عمله فى واحة سيوة، التى يتواجد فيها نسبة من الأمازيغ بكل ثقافاتهم، فنحن أمام منطقة جديدة، وأمام تقاطعات بين الثقافات".
 
وتابع "الشهاوى": ولهذا فأنا أرى أن رشيد غمرى انتقل من مربع إلى آخر، يقف فيه على أشياء تجعلنا نستنهض فيها كاتبا، فهو لمن لا يعرف توقف عن كتابة الشعر، ولكنه يقدم لنا هنا رباعيات يمكننى أن أسميها بالغرابة، فكل مدخل لفصل من فصول الرواية هو قصيدة شعرية مستقلة بذاتها.
 
وأشار "الشهاوى" إلى أنه يعترض على وصف رواية "فراشات أورنينا" بالقصيدة الطويلة، فلو كان رشيد غمرى يريد الشعر، فليذهب إلى الشعر، لكن هذا لا ينفى أن هذه الرواية بها شعرا.
 
كما اعترض أحمد الشهاوى على وصف "فراشات أورنينا" بأنها رواية تاريخية، لأنها لو كانت كذلك أو كانت كما وصفت بأنها قصيدة طويلة فسوف تفشل، وهو ظلم لهذه الرواية.
 
ورأى أحمد الشهاوى أنه على مدار ما يزيد عن 30 عاما تتواجد الرواية التاريخية فى العالم العربى بشكل تقليدى، يعتمد على إعادة صياغة الحدث أو السيرة،  كمن يكتب وهو يمشى على حد السكين، بين من يعيد الصياغة أو يستلهم الوقائع فيبدع فى سردها.
 
وقال الناقد الدكتور يسرى عبد الله، إن رواية "فراشات أورنينا" للكاتب رشيد غمرى تتعدد مستويات تأويلها، بداية من اسمها، والذى يعد مؤشرا لعالم يتعدد، من خلال الثقافات والتراث الإنسانى المنسى، ففى السوريانية تحيل إلى الفن والتاريخ المنسى من الذاكرة البشرية المقموعة.
 
وأوضح يسرى عبد الله أن هذه رواية "فراشات أورنينا" تضرب فى فضاء مأزوم بامتياز، فالتعريف الفنى للرواية هو أنها تجمع أشخاصا مأزومون يقفون على حافة الحلم فى آن واحد.
 
كما أشار "عبد الله" إلى إن هذه الرواية قائمة على عدد من المرتكزات الأساسية هى المصادرة والاستبداد بتنويعاته مثل الدينية وغير ذلك، كما تبدو قيمة القمع باسم المقدس حاضرة، ومن أبرز التقنيات ما يسمى بالصورة السردية قائمة على التداخل بين البصرى والمجازى.
 
ورأى يسرى عبد الله أن "فراشات أورنينا" رواية متميزة، فهى مليئة بعدد من التيمات  من أهمها الاشتغال المتعدد ما بين اللغة الشعرية والرحلة.
 
ومن جانبه قال أشرف عامر إن رواية "فراشات أورنينا" هى فى ظنى بمثابة سؤال محير، فالزمان الحقيقى لها هو منذ أن عرف الإنسان الدين وحتى يومنا هذا، أما المكان وإن كان يشير إلى بقع محددة تحركت فيها شخوص الرواية فهو ممتد أيضا إلى ما نعيشه اليوم.
 
يشار إلى أحداث رواية "فراشات أورنينا" تدور فى عالم غرائبى، حافل بالانفعالات العاطفية، وقصص الحب، وسط أجواء دينية صاخبة، وصراعات، تروح ضحيتها الفتاة الجميلة أورنينا، وجيلها كله تقريبا، تلك التى أسماها أبوها على اسم إلهة الموسيقى والغناء، فمنحتها جمال صوتها، لكن جمالها وموهبتها بالذات هى ما فرضت عليها مصيرا، بائسا.
 
والرواية صدرت فى 236 صفحة، ومقسمة إلى أربعة فصول، وتعتبر الكتاب الخامس للمؤلف بعد ديوان شعري، ورواية وكتابين مصورين عن الواحات المصرية بعنوان سحر الواحات صدر آخرهم قبل شهور عن الهيئة العامة للكتاب.
 
يذكر أن رشيد غمرى يعمل صحفيا، بمؤسسة أخبار اليوم، ويمارس الفن التشكيلى والتصوير الفوتوغرافي.
 
 
أحمد الشهاوى يتحدث عن رواية فراشات أورنينا للكاتب رشيد غمرى
أحمد الشهاوى يتحدث عن رواية فراشات أورنينا للكاتب رشيد غمرى

جانب من مناقشة رواية فراشات أورنينا للكاتب رشيد غمرى
جانب من مناقشة رواية فراشات أورنينا للكاتب رشيد غمرى

جمهور ندوة مناقشة رواية فراشات أورنينا للكاتب رشيد غمرى
جمهور ندوة مناقشة رواية فراشات أورنينا للكاتب رشيد غمرى

رواية فراشات أورنينا للكاتب رشيد غمرى
رواية فراشات أورنينا للكاتب رشيد غمرى

يسرى عبد الله يقرأ دراسته عن رواية فراشات أورنينا
يسرى عبد الله يقرأ دراسته عن رواية فراشات أورنينا
 








الموضوعات المتعلقة


مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة