"هند" اشتعلت النيران فى يديها فأسست مبادرة لمساندة مصابى الحروق فى مصر

السبت، 17 نوفمبر 2018 04:00 ص
"هند" اشتعلت النيران فى يديها فأسست مبادرة لمساندة مصابى الحروق فى مصر هند
الإسكندرية – هناء أبو العز

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

"آسفين معندناش شغل ليكى".. على الرغم من حصولها على بكالوريوس الخدمة الاجتماعية، ودعمته بعدد من الكورسات فى مجالات متنوعة مثل اللغة الإنجليزية والحاسب الآلى، والتنمية البشرية والإذاعة والتليفزيون، والغناء، والكتابة، وخدمة العملاء والإنترنت، إلا أنها دائمًا ما تواجه بالرفض حين تقدم لتعمل فى أى وظيفة.

 46351708_192772538273345_5142919867455766528_n

عيون المحيطين بها تتشح بعيدًا حين يرون يديها، ما بين استعطاف من البعض وشفقة، وبين شعور بالغثيان وعدم قدرتهم على مشاركتها الطعام أو السلام عليها، كل ذلك بسبب آثار الحرق الموجود على يديها، والتى تحاول علاجها منذ 20 عامًا هو العمر الذى مر عليها إثر نشوب حريق فى بوتاجاز منزلها، طال يديها وجزءا من صدرها ورقبتها، أجرت بهما 7 عمليات جراحية تجميلية حتى الآن.

 

هى هند البنا الفتاة التى تبلغ من العمر 36 سنة، ما زالت تحتفظ بفستان زفافها بدولاب ملابسها، بعد أن تركها خطيبها الذى عاشت معه قصة حب استمرت 4 سنوات، استجابة لرغبة أسرته الذين كانوا يشمئزون من منظر يديها، قبل زفافها بشهر واحد، ولكنها فى النهاية لم تستنكر رفضه لوجودها فى حياته بعد أن رضيت تمامًا حين سمى ابنته الأولى "هند".

 

قررت هند تجاوز محنتها العاطفية والنفسية، لتعمل وتحاول تجميع مبلغ للإنفاق على عملياتها الجراحية، إلا أنها كانت تفاجأ بالرفض دون سبب واضح، أو حتى كان البعض يعلن السبب بطريقة غير إنسانية، فتقدمت للعمل بحضانة أطفال وحين رأتها مديرة المدرسة نظرت ليديها كثيرًا، واعتذرت لها بحجة خوف الأطفال منها، ثم انتقلت للعمل فى "بيوتى سنتر" ولكنها بقيت 5 أيام فقط، بعدها واجهها مدير المكان بأن الزبائن تشتكى من عدم قدرتهم على رؤية يديها.

 

عملت هند فى العديد من المواقع الثقافية، وعدد من دور النشر، وتنظيم معارض، وبدأت فى تأليف كتابها الأول "مملكة عشق"، وتطوعت فى عدد من المنظمات بالهند ومصر، إلا أنها أدركت حاجتها الملحة إلى المال لمواجهة تحديات الحياة الحالية، فقررت التوجه للبحث عن عمل واستمرت منذ عام ونصف العام وحتى الآن تبحث وتقدم ويأتى الرد "آسفين".

 46439212_290277308257850_3037208203793268736_n

قررت هند التغلب على كل ما يمر حولها من ظروف، وتأسيس مبادرة "احتواء" لدعم مصابى الحروق فى مصر، للوصول إلى كل صاحب قرار فى البرلمان، والفنانين وأصحاب الأعمال والمواطنين، ودعم أصحاب الحروق، وعدم اعتبارهم "وحوش" فى المجتمع، بل أصحاب روح لو أراد الله وفاتهم لكان ذلك وقت الحرق، ولكنهم للأسف يعيشون أمواتا بين الناس.

 

وطالبت هند بدعم الفن من سينما وتليفزيون لقضيتها، وأن يكونوا رفقاء بمصابى الحروق، ويعملون على تغيير فكرة المجتمع عنهم.

 

كما تستهدف المبادرة ضرورة تخصيص نسبة مئوية لتوظيف مصابى الحروق بالوظائف الحكومية، أو تخصيص معاش شهرى، وعلاج تجميلى مجانى لحالات الحروق.


 









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة