"من رحم المعاناة يولد النجاح، ومن وجع الألم يولد الأمل، ومن باطن الغيوم السوداء ينشق النور"، هى كلمات تلخص قصة نجاح الفرعون المصرى محمد صلاح، الذى خرج من قرى مركز بسيون بمحافظة الغربية، ليسطر تاريخا جديدا للمصريين فى أوروبا، ويصبح بين ليلة وضحاها حديث صحف العالم بسبب موهبته مع عالم الساحرة المستديرة.
"اليوم السابع" يرصد فى هذا التقرير جزء من أسرار طفولة الفرعون المصرى عقب تتويجه بلقب أفضل لاعب فى أفريقيا لعام 2017.
قصة أول تيشرت ارتداه
يتذكر محمد الغمرى المدير الفنى لفريق 1992 بمركز شباب نجريج، والذى كان محمد صلاح أحد لاعبيه قصة انضمام محمد صلاح لأشبال النادى بعدما تم الإعلان عن تكوين فرق للناشئين من أجل النهوض بكرة القدم بمركز شباب القرية الذى يخدم أكثر من 30 ألف نسمة هم عدد سكان قرية نجريج.
ويؤكد الغمرى على أنه فوجئ بطفل صغير الحجم يرتدى "تيشرت" منتخب هولندا وشورت أبيض بمعنى أنه كان مرتديا الزى الرياضى كامل، وهو ما كان مُختلفًا عن أى طفل متواجد فى الاختبارات، مؤكدًا على أن كل المدربين الذين كانوا متواجدين فى وقتها أجمعوا على موهبة هذا الطفل.
كيف انضم الفرعون للمقاولون؟
أما مصطفى قرنى المدير الفنى لفريق 1992 بنادى عثماثون "مقاولون طنطا" فيروى قصة انضمام النجم المصرى للنادى، قائلًا: المهندس إبراهيم محلب رئيس نادى المقاولون العرب فى ذلك التوقيت قرر إنشاء فروع للنادى فى ثلاث قطاعات بالجمهورية من أجل الكشف عن المواهب وكان من بينها نادى مقاولون طنطا.
وأكد قرنى على أنه كان واحدًا من لجنة اختيار اللاعبين الجدد بالنادى، وفوجئ بشاب نحيف الجسم وصغير الحجم يتقدم للاختبارات فطلب منه الانتظار حتى الانتهاء من الاختبارات، خاصة وأن كل المتقدمين كانت أجسامهم تفوق الفتى الصغير.
وأشار قرنى إلى أن الفتى الصغير فى الحجم فاجئ الجميع داخل أرض الملعب بمهاراته العالية، والتى جعلت جميع المدربين يتركون أعمالهم ليتابعوا فقط مهارة الطفل القادم من إحدى قرى مركز بسيون.
واختتم قرنى حديثه عن ذكرياته عن النجم المصرى محمد صلاح بالتأكيد على أنه اللاعب الوحيد الذى أجمعت عليه لجنة الاختبار وقام بالتوقيع هو ووالده على عقود الانضمام للنادى بعد الاختبار الأول على عكس أى لاعب قام بالانضمام لمقاولين طنطا بعد ذلك ودخل أكثر من مرحلة من أجل الانضمام للنادى.
وعن قصة انضمامه لنادى المقاولون العرب، أشار قرنى إلى أن "ريعو" مدير قطاع الناشئين بالمقاولون العرب فى ذلك التوقيت، اشتكى من كثرة مصاريف نادى مقاولون طنطا وعدم تصعيد مواهب من فرع طنطا لقطاع ناشئين نادى المقاولون العرب بالقاهرة ليجتمع كل مدربى قطاع الناشئين بطنطا ويقرروا تصعيد محمد صلاح، وهو ما لاقى استحسان الجميع داخل نادى المقاولون العرب بالقاهرة، لينضم صلاح للنادى، ويصبح اللاعب رقم واحد بالقطاع بفضل موهبته.
أول مباراة رسمية فى تاريخ الفرعون
وتعتبر مباراة عثماثون وسكة حديد طنطا أول مباراة رسمية فى تاريخ صلاح، وذلك بعدما قرر المدير الفنى للفريق الأول لمقاولون طنطا تصعيد اللاعب فى مباراة السكة الحديد ليشارك فى النصف الساعة الأخيرة من المباراة، ويقدم فاصل من المهارات والاستعرضات جعلت الجميع يقف لتحية اللاعب عقب المباراة التى انتهت بفوز فريق محمد صلاح بستة أهداف مقابل لاشئ.
"لو عايز جون يا كابتن ناديلى وقولى هات جون " قصة أشهر جملة قالها صلاح لمدربه فى دورات مراكز الشباب، ويتذكر محمد الغمرى المدير الفنى لفريق الناشئين بمركز شباب نجريج قصة المباراة النهائية للدورة الرمضانية بنادى بسيون، وقيام مسئولى نادى نجريج بالاتصال بحمدى نوح مدير قطاع الناشئين بالمقاولون العرب لاستئذانه فى مشاركة محمد صلاح بالمباراة النهائية، وهو ما وافق عليه مدير قطاع الناشئين بنادى المقاولون العرب، ليشارك محمد صلاح فى المباراة التى انتهى شوطها الأول بتقدم مركز شباب قرانشو بهدف مقابل لاشئ فى الوقت الذى أضاع فيه محمد صلاح أكثر من هدف فى الشوط الأول ليطلب منه المدرب التركيز فى الشوط الثانى من أجل إحراز الأهداف ليقول صلاح جملته الشهيرة لمحمد الغمرى "لو عايز جون يا كابتن ناديلى وقولى هات جون" وهو ما حدث بالفعل ليسجل محمد صلاح هدفين متتاليين فى بداية الشوط الثانى لتنتهى المباراة بفوز مركز شباب نجريج بهدفين مقابل هدف واحد.
"النوم فى حجرة الأمن"
كما يروى الكابتن مصطفى قرنى عن الموقف الذى لا ينساه لمحمد صلاح، مؤكدًا إلى أن اللاعب كان يسافر يوميا من القاهرة لبسيون بعد انضمامه لنادى المقاولون العرب، وفى أحد الايام فوجئ اللاعب بنفاذ كل النقود معه ليرفض الاستدانة من أى شخص داخل النادى، ويقرر المبيت داخل غرفة الأمن بالنادى حتى يأتى والده فى الصباح الباكر ليصطحبه إلى قريته بعد أن بات اللاعب ليلة كاملة داخل غرفة الأمن بالنادى.
"هنجيبهم فى شوال يا كابتن"..آخر كلمة قالها صلاح لمدرسه فى المرحلة الإعدادية قبل الفوز ببطولة دورى المدارس.. أما محمد الأحول مدرس التربية الرياضية بمدرسة نجريج الإعدادية فيتذكر ما قاله محمد صلاح قبل مباراة الدور قبل النهائى لدورى المدارس بعدما فوجئنا بمدرس التربية الرياضية بالمدرسة الأخري يستهزأ بلاعبى مدرسة نجريج ليجتمع صلاح بمدربه ويطلب منه عدم التركيز مع الفريق الآخر ويقول لمدربه "هنجيبهم فى شوال يا كابتن"، وهو ما حدث بالفعل، وانتهى الشوط الأول من المباراة بفوز مدرسة نجريج بستة أهداف دون مقابل، لينسحب الفريق الآخر بعد الشوط أول من مباراة الدور قبل النهائى.
