صور.. "اليوم السابع" داخل كاتدرائية أولم الألمانية.. أطول برج كنسى فى العالم يسجل 163 مترا.. الأثر الوحيد الهارب من نيران الحرب العالمية الثانية.. الكنيسة تستقبل الضيوف بمحاكاة لرحلة العائلة المقدسة

يأخذك جمال المنظر على طول الطريق، فما أن تلوح فى الأفق تلك العلامات المميزة لمدينة أولم الألمانية، إلا أن عيناك يأسرهما هذا الجمال العالق على ارتفاع 160 مترا فوق سطح البحر، وتقدر على تمييزه، وهو أطول برج كنسى فى العالم يتبع كاتدرائية مدينة أولم، التى تتوسط المدينة الألمانية، وتعد أشهر معالمها السياحية والتاريخية، الهاربة من نيران الحرب العالمية الثانية، بعد أن دُمرت معظم المدن الألمانية عن بكرة أبيها 

بمجرد أن تُتاح لك الفرصة لرؤية هذا الجمال، تجد نفسك لا إراديا تخصص جزءا من وقتك للاطلاع على عظمة هذا البناء، وما أن يتم الولوج إلى المنطقة الخاصة بالكاتدرائية حتى تجدها محاطة خارجيا بسوق كبير به كل الاحتياجات المنزلية الأساسية والثانوية، وتلتقط عيناك مشهدا رائعا فى محاكاة رحلة العائلة المقدسة بالحديقة الخاصة بالكاتدرائية.

محاكاة رحلة العائلة المقدسة
 

 كاتدرائية أولم الألمانية، خصصت منطقة فى الواجهة الأمامية للكاتدرائية لمحاكاة رحلة العائلة المقدسة من خلال تصميم بعض الظروف البيئية التى صاحبت هذه الرحلة المقدسة، ووضع القائمون على كاتدرائية أولم التى تعد من أقدم الكاتدرائيات فى العالم، وتحتوى على أطول برج كنسى فى العالم أيضا، بعض الخراف فى إشارة للبيئة التى كانت تصاحب الرحلة المقدسة، وكذلك حمارا على أنه أداة النقل التى استخدمت خلال هذه الرحلة.

 وكان لهذا النوع من الاحتفال أثره البالغ فى وجوه المواطنين الألمان والسياح الذين حضروا إلى كاتدرائية أولم للسياحة والاستمتاع بالمناظر الجميلة هناك، حيث تجاوب الأطفال مع المحاكاة واللوحات التى علقت للإشارة إلى الجوانب المختلفة لهذه الرحلة المقدسة، كل هذه المناظر الجميلة تأخذك لا إراديا إلى الداخل لترى سقوفا عالية رسمت عليها القصص المسيحية والترانيم الخاصة وبعض القصص التاريخية 

الأطفال يشعلون الشمع بالكاتدرائية الألمانية
 

قد تفرح كثيرا عندما تجد مرشدا سياحيا يشرح معالم الكاتدرائية لمجموعة من السائحين داخل الكنيسة، إلا أن الحزن يجد طريقه لقلبك مرة أخرى عندما تتهافت إلى أذناك قصص هذه الحروب الألمانية، وتنتهى رحلتك بإشعال شمعة بالجزء المخصص لذلك، وسط عدد من الأطفال الذين حرصوا على إشعال هذه الشمعات والدعاء بكل ما يريدون. 

ومن خلال العودة إلى عمق التاريخ، تجد أن البرج الكنسى الأكبر فى العالم بدأ بناؤه بمدينة أولم الألمانية خلال العصر القوطى، ولكنه لم يكتمل حتى أواخر القرن الـ 19، ومع ذلك، فإن كل الكنيسة باستثناء الأبراج وبعض الزخارف الخارجية كانت كاملة، إذ تجد على ارتفاع 163 مترا هناك رؤية بانورامية لأولم الواقعة فى مقاطعة بادن فورتمبيرج.

وقد بنيت كنيسة الرعية الأصلية فى أولم على بوابة المدينة، وتسبب ذلك فى الكثير من المتاعب لمواطنى المدينة فى صراعات القرن الرابع عشر التى شملت مدينة أولم، كما يتضح من حصار الإمبراطور تشارلز الرابع للمدينة، وكانت كنيسة الرعية هذه خاضعة أيضا لدير ريتشيناو من قبل شارلمان فى عام 813، وأراد أنصار أولم بناء كنيسة جديدة ومستقلة داخل جدران المدينة. وتحقيقا لهذه الغاية، قرر سكان المدينة البالغ عددهم 000 10 نسمة تمويل البناء بأنفسهم، فى 30 يونيو 1377، وضح حجر الأساس، للكنيسة الجديدة.

وكانت أول خطة لبناء كنيسة قاعة صعدت مع الممرات واسعة وواسعة تقريبا مثل الصحن المركزى، واستمر بناء الصحن، الذى كان فى الأصل تصور ككنيسة قاعة ثلاثية المثلث مع ارتفاعا متساوٍ تقريبا، وكانت خطة لبناء برج كنيسة أولم 150 مترا، وهو أعلى من أى كنيسة، وفى عام 1817 تم تغطية اللوحات الجدارية من خلال طلاء الجدران الرمادى.

النجاة من نيران الحرب العالمية الثانية
 

وضربت غارة جوية مدمرة أولم فى 17 ديسمبر 1944، التى دمرت تقريبا المدينة بأكملها غرب الكنيسة إلى محطة السكك الحديدية وشمال الكنيسة حتى الضواحى، إلا أن الكنيسة نفسها بالكاد تضررت، فى الوقت الذى أصيبت فيه المبانى الأخرى فى ساحة البلدة بشدة.

تتكون كاتدرائية أولم، من قاعة المدخل، والشرفة الرئيسية، وقاعة البرج، والممرات، خط المياه المقدس، والشرفات الجانبية، ويبلغ ارتفاع البرج 161.53 مترا، وهو أطول كنيسة فى العالم، ويبلغ طول الكنيسة 123.56 مترا وعرض 48.8 مترا، وتبلغ مساحة المبنى حوالى 8،260 مترا مربعا، ويبلغ ارتفاع الصحن المركزى 41.6 مترا، فى حين أن البحيرات الجانبية تبلغ 20.55 مترا (67.4 قدما)، ويقدر وزن البرج الرئيسى بـ 51،500 طن.