ثروت الخرباوى يكشف المستور عن إخوان 25 يناير: أدركت فى 28 يناير أن الجماعة ستحكم .. وبعد وصولهم للحكم قلت لن يبقوا أكثر من عام.. حاولوا سرقة ثورة 52 وناصر تصدى لهم.. ويؤكد: عنان يتصل بهم عن طريق زوج بنت الشاطر

الثلاثاء، 23 يناير 2018 07:00 م
ثروت الخرباوى يكشف المستور عن إخوان 25 يناير: أدركت فى 28 يناير أن الجماعة ستحكم .. وبعد وصولهم للحكم قلت لن يبقوا أكثر من عام.. حاولوا سرقة ثورة 52 وناصر تصدى لهم.. ويؤكد: عنان يتصل بهم عن طريق زوج بنت الشاطر الخرباوى ومحمد مرسى والشاطر
حوار:محمد إسماعيل

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

-الإخوان منقسمون على دعم عنان.. بعضهم يعتبره كوبرى.. وبعضهم يرفضه تمسكا بمرسى

-الإخوان سارعوا لأخونة مؤسسات الدولة وجهزوا 3 آلاف قاضى للسيطرة على القضاء

-شخصيات بارزة فى النخب المصرية وقعت ضحية "نصاب عبيط" وهو الإخوان

-خيرت الشاطر قال فى مكتب الإرشاد سنستخدم السلفيين ضد التيارات المدنية بمنطق "انا وابن عمى ع الغريب"

-الإخوان كانوا يجهزون لتزوير الانتخابات للبقاء فى السلطة وأصدروا فتاوى بشرعية التزوير للإسلاميين

-خلفية الإخوان الدينية والعقائدية تختلف عن الشعب المصرى

 

ثروت الخرباوى.. ليس مجرد قيادى منشق عن جماعة الإخوان، أو أحد كوادر الجماعة الذين غضب عليهم التنظيم الإرهابى فخرج منها، إنما هو واحد من قلائل حاولوا سبر أغوار تلك الجماعة، واقتحام المعبد الإخوانى واستخلاص أسراره، وتحمل مقابل ذلك الكثير من الطعن والهجوم، فى 25 يناير 2011، كان يقف فى ميدان التحرير، وكان بعضا من شباب الإخوان المشاركين بدون علم الجماعة يذهبون إليه لمصافحته، وبالتأكيد فإنه عندما يستدعى هذا المشهد من ذاكرته فإن سيناريو الـ7 سنوات الماضية يتداعى معه بالتبعية، وفى هذا الحوار المطول معه حاولنا أن نتذكر ما فعلته الجماعة فى مصر وثورتها..

 

-عندما نزلت إلى ميدان التحرير فى 25 يناير.. هل توقعت وصول الإخوان إلى السلطة؟

فى 25 يناير وما بعده كانت احتمالات أن تتحول التظاهرة إلى ثورة ضعيفة، لكن فى 28 يناير كانت الصورة قد اتضحت بأننا على طريق ثورة، وأى إنسان يقرأ الخريطة الاجتماعية سيعرف أننا كنا فى مقدمات ثورة، وفى هذا اليوم أدركت أن الإخوان سيصلون للحكم يقينا، لأنهم التنظيم الوحيد الذى لديه أعضاء وقدرات نظامية خاصة تختلف عن باقى الأحزاب السياسية، وكانت هذه هى المشكلة الكبيرة التى اعترضتنى من ثورة يناير، لأننى كنت معارضا لنظام مبارك، وأيضا كنت معارض للإخوان.

 

-لماذا كنت على يقين من أن الإخوان لا يصلحون لإدارة الدولة؟

كنت مدركا لأنهم ليس لديهم كفاءات حقيقية، حيث عشت معهم سنوات طويلة وأعرف مستوياتهم بما فيهم أساتذة الجامعات، وأدرك أن إدارة الدول لا يمكن أن تتم من خلال التكنوقراط، ولكن من خلال السياسيين، لأن التكنوقراط يقومون بمهام تنفيذية، والإخوان كان لديهم أساتذة جامعة، ولم يكن لديهم سياسيين على الإطلاق.

والنقطة الثانية هى أن جماعة الإخوان هى تنظيم لديه خلفية عقائدية ورؤية دينية تختلف عن رؤية جموع الشعب المصرى ولديهم مفهوم خاص عن الوطن يختلف عن مفهوم باقى الشعب المصرى، وتركيبتهم بشكل عام تختلف عن باقى تركيبة الشعب المصرى، كأنك تخلط الزيت بالماء، ولا يمكن أن يختلط الزيت بالماء، فأدركت أنهم سيقعون فى صدام يقينى مع الشعب المصرى، وبعد وصول الإخوان للحكم قلت إنهم لن يستمروا أكثر من عام.

 

-فى رأيك ما هى أهم الأخطاء التى وقعت فيها جماعة الإخوان ؟

أول خطا أنهم سارعوا فى محاولة أخونة مؤسسات الدولة للسيطرة عليها، فى أسرع وقت ممكن خلال أول عام للحكم، وكان المخطط أن يبدءوا فى العام التالى فى السيطرة الكاملة وإصدار قوانين وتعديلات دستورية تمكنهم من هذا، وكان من نتائج هذا التسرع الصدام مع مؤسسة القضاء، من خلال مشروع القانون الذى قدموه لتعديل سن تقاعد القضاة، الذى كان يستهدف إخراج 3 آلاف قاضى إلى التقاعد وإدخال آخرين محلهم من القانونيين التابعين للجماعة.

وفى هذا السياق جاءت محاولة عزل عبد المجيد محمود النائب العام آنذاك رغم أنه كان لديه استعداد لأن يتعاون معهم، وهذا القرار استفز القضاة، فكان عبد المجيد محمود هو الثور الأبيض الذى إذا أوكل ستؤكل كل مؤسسة القضاء من بعده، ثم جاء الإعلان الدستورى الذى حصن قرارات محمد مرسى من الطعن وهو ما أوضح الديكتاتورية السياسية والاستبداد لدى الجماعة، فضلا عن أن التناول الإعلامى للجماعة كان مستفزا ويعادى كل القوى السياسية ويتسم بالغطرسة.

 

-لماذا اتجهت الإخوان للتحالف مع التيارات الإسلامية والتكفيرية بعد 25 يناير؟

-مقدمات هذا التحالف بدأت قبل 25 يناير فى انتخابات مكتب الإرشاد التى أسفرت عن تنحية عبد المنعم أبو الفتوح ومحمد حبيب وهم شخصيات مكروهة من التيار السلفى ومن بعض القيادات التاريخية بالجماعة الإسلامية والجهاد، وصدرت فى هذا التوقيت بعض الإشارات من التيار السلفى، حيث قال برهامى وقتها إن نتائج انتخابات مكتب الإرشاد مبشرة، وأبعدت الشخصيات التى تأثرت بالعلمانية عن قيادةى الإخوان، وبعد 25 يناير أنشأ خيرت الشاطر ما يسمى بالهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح لضم تيارات الإسلام السياسى، وكان يقول فى اجتماعات مكتب الإرشاد إننا سنتعامل بمنطق انا وابن عمى على الغريب وهؤلاء من تيار الإسلام السياسى هم أبناء العم لنا وسنستخدمهم فى مواجهة التيارات الأخرى، ونحن أقوى منهم تنظيميا وبالتالى هم لن يصلوا للمقدمة.

 

-ولماذا كانت الإخوان حريصة على التحالف مع التيارات المدنية قبل 25 يناير ثم انقلبت عليهم بعدها وتحالفت مع التيارات الإسلامية؟

لأن الإخوان لديهم رؤية حركية لفترة الاستضعاف ورؤية حركية مختلفة لفترة التمكين، فخلال فترة الاستضعاف يسعون لجمع طوائف المجتمع السياسية، من أجل اكتساب التعاطف والتضامن فى حالة تعرضهم لضربات، وبالفعل كانت هناك رموز قبطية ويسارية تتضامن مع الإخوان وتشارك معهم فى كل الفعاليات، وفى مقابل هذا كانت هذه التيارات تدرك أنها فى حاجة لقوة الإخوان التنظيمية حتى تتمكن من النجاح فى الانتخابات البرلمانية، وانتخابات النقابات المهنية، ومن ثم كانوا يلجئون للإخوان لعقد تحالفات معاهم.

-هل وقعت النخب المصرية إذن ضحية لخداع الإخوان؟

المشكلة الكبرى أن شخصيات بارزة فى النخب المصرية ينبغى أن تقود و لا تقاد قد وقعت ضحية "نصاب عبيط" و هو جماعة الإخوان، ومنهم للأسف مجموعة فيرمونت التى كانت تضم حمدى قنديل، وجورج إسحق، وآخرين من النخب المصرية، ولازال البعض منهم يسبح بحمد الإخوان بسبحة السياسة، وهذا يدل على أنهم لم يعرفوا حقيقة الإخوان، والغريب أن بعضهم كان يطالب قبل 25 يناير بضم الإخوان لمنظومة العمل الديمقراطى فى مصر، وهو ما يشير إلى جهلهم بحقيقة الإخوان.

 

-لو عاد التاريخ كيف تتوقع أن يتصرف الإخوان؟

لا يمكن أن تطلب من أحد أن يعمل عكس طبيعته، لأن الإنسان لا يستطيع أن يكون إلا نفسه، وهم كانت كل الأفكار مطروحة أمامهم وكل الإتاحات والعروض عرضت عليهم حتى يوم 3 يوليو، وكان من الممكن أن يعودوا للحياة السياسية، وكان من الممكن أن يوافق مرسى على إجراء استفتاء على بقائه، كل هذه الأشياء كانت ممكنة لكنهم لم يفعلوا.

 

-لماذا لم يفعلوا ؟

"كانوا طماعين أوى وفاكرين أنهم ركبوا ومينفعش ينزلوا".

 

-حتى اليوم هناك من يتصور أنه كان من الممكن إزاحة الإخوان من السلطة عبر صناديق الاقتراع؟

الإخوان لم يكونوا سيعطون لأحد الفرصة لإسقاطهم، فكانوا يريدون السيطرة على كل المؤسسات الدولة، لغوا قسم التطرف الدينى فى جهاز الأمن الوطنى، سعوا للسيطرة على وزارة الداخلية، أدخلوا حوالى 350 طالبا إلى كلية الشرطة خلال أقل من عامين، وهذه كلها أدوات تساعدهم على تزوير الانتخابات.

 

-تقصد أنهم كانوا سيلجئون لتزوير الانتخابات؟

الإخوان كانوا يمتلكون حيلا لتزوير الانتخابات قبل 25 يناير، ولم تكن كل الانتخابات التى نجحوا فيها حرة ونزيهة، ومن الأسرار التى لا يعلمها أحد أنه فى انتخابات نقابة المحامين لعام 1990 نجح 6 من الإخوان بالتزوير من بين 17 عضوا نجحوا عن الجماعة، ونفس الأمر حدث فى نقابتى المهندسين والأطباء، وكانت الجماعة تصدر فتاوى بشرعية التزوير لأنه يراد منه الحكم الإسلامى، وكان هناك موظفين تابعين للإخوان يقومون بتسويد البطاقات فى انتخابات البرلمان، وكل هذه الأمور شاهدتها بنفسى أثناء عضويتى فى لجنة الإشراف على انتخابات الإخوان البرلمانية، إذن من يظن أن الإخوان كانت ستترك السلطة بالانتخابات فهو بالتأكيد يتعاطى المخدرات.

-هل يحاول الإخوان العودة للمشهد السياسى عبر الانتخابات؟

سامى عنان متواصل بشكل غير مباشر مع قيادات الإخوان وهناك خلافا بين تيارين داخل الإخوان بشأن تأييد سامى عنان فى الانتخابات الرئاسية القادمة، هناك من يقول إننا ا اذا وافقنا على دعم سامى عنان فإننا نكون فرطنا فى شرعية مرسى، وتيار آخر يرى أن سامى عنان مجرد كوبرى يمكن للإخوان أن يستخدموه، وأن تأييده هى الخطوة الأولى لخروج مرسى من السجن ثم العودة للحكم لاحقا، وهناك شخصيات تلعب دورا فى هذا منهم حازم حسنى وهشام جنينة وأيمن عبد الغنى زوج ابنة خيرت الشاطر.

 

كيف نظرت إلى تجمع الإخوان فى رابعة؟

-أدركت منذ اللحظات الأولى لوجود الإخوان فى رابعة والاستيطان فيها، أنهم يريدون الصدام بأى شكل من الأشكال، لأنهم يعرفون مسبقا أنهم سيموت منهم إعداد كبيرة وستتحول إلى رابعة إلى مظلومية، والإخوان دائما لا تعود إلى الحياة إلا من خلال صناعة المظلومية وترويج الاضطهاد، فعندما عادوا فى السبعينيات كانت مظلومية سجون عبد الناصر هى التى أتاحت لهم العودة ينبغى، ولذلك كانت الجماعة حريصة على الصدام مع الشرطة والجيش حتى يتحول فض الاعتصام إلى مظلومية.

 

من داخل الإخوان يتحمل الذنب الأكبر فيما جرى؟

-فى مجموعة حاكمة ومتحكمة داخل الجماعة، وهم خيرت الشاطر ومحمود عزت ومحمد كمال الذين كانوا يديروا الاخوان كما يشاءون فمحمد كمال كان تلميذ محمود عزت وهو من كان يدير التنظيم المسلح، والشاطر هو العقل المدبر لكل شئ، ومحمود عزت الكاهن القديم ورابعهم هو عصام العريان، وهؤلاء اسميهم بعصابة الـ4 هى التى وضع فى رقبتها الجرس.

 

-من بين التهم التى كانت سببا فى فصلك من جماعة الإخوان هو تواصلك مع حزب الوسط.. هل كنت تتوقع التحالف بين الإخوان والوسط بعد 25 يناير؟

انا كنت مع حزب الوسط ثم تركته بعد أن وضع أبو العلا ماضى وعصام سلطان يدهم فى يد الإخوان، ولذلك فأنا لم أكن معهم فى المحكمة يوم صدور الحكم فى شهر فبراير بالموافقة على الحزب لأننى رأيت مسار الحزب يتجه إلى اتجاه آخر وبالمناسبة كان هناك خلافا فعلا بين الإخوان والوسط لكنه كان خلافا حركيا وليس فكريا، خلافا فى الوسائل والأدوات، لكن الرؤية الفكرية لم تكن مخالفة للإخوان، وكانت تقف على نفس الأرض لكن على بقعة أخرى فى نفس مشروع الإسلام السياسى وكانوا بيقولوا الإخوان هم اربكان والوسط هم أردوغان، وهذا قدر من الاختلاف فى الأفكار لكنه ليس خلافا يجعلهم يغادرون أرضية الإخوان الفكرية، وأبو العلا وعصام كانوا يرون أن كل قيادات الإخوان أغبياء ولا يفهمون شيئا، لكنهم وضعوا أياديهم فى يديهم ونسوا الخلافات القديمة، وقبلوا أن يكونوا جزء من تحالف الإخوان مع تيارات الإسلام السياسى، حتى يكون لهم مساحة حركة، وبالتالى كان وجود محمد محسوب وزيرا، ودخول عدد منهم مجلس الشورى بالتعيين والتواصل القوى مع مرسى و مع الشاطر، وكان الهدف هو الاستفادة من أخطاء الإخوان إلى أن تنتهى 4 سنوات الخاصة بحكم مرسى، ثم يترشح أبو العلا ماضى لرئاسة الجمهورية.

 

هل التقيت أبو العلا ماضى بعد خروجه من السجن؟

-التقيته وعاتبته على الأخطاء التى ارتكبوها وقال لى انا حزب سياسى لى خلفية إسلامية ولا استطيع أن أهجر هذه الخلفية، وقال أيضا أنه كان مدركا بأن الإخوان أغبياء لكنى لم أشاركهم غباءهم ولم أوافقهم على كثير من قراراتهم ولم أرغب فى إعلان  هذه المعارضة.

 

كيف دفعت الثورة المصرية ثمن تصرفات الإخوان؟ 

-اسوأ جريمة ارتكبها الإخوان هى سرقة الثورة، ثورة يناير كانت ثورة عفية وفتية لم تتقدمها النخب وتقدمها الشباب وجموع الشعب المصرى كان يشعر أن دولة الفساد، عندما قامت الثورة لم يكن لها قائد، كانت ثورة شعب، ومثلما كان الإخوان يسعون لسرقة ثورة 52 لكن جمال عبد الناصر منعهم، فإنهم سعوا لسرقة ثورة 25 يناير لكن لم يكن هناك جمال أو أى قائد غيره ليمنعهم، وكنت أنا أحد الذين حذروا فى الأيام الأولى من سرقة الاخوان للثورة لأن موازين القوى كانت فى صالحهم، ولو لم يكن هذا حدث كان مسار مصر قد تغير تماما كان من الممكن أن يكون لدينا الآن منظومة تقوم على مفاهيم الديمقراطية وتعدد الأحزاب بشكل حقيقي، فنحن لازلنا فى سنة أولى أحزاب وديمقراطية، وننتظر من الرئيس السيسى أن يبدأ فى دورته الثانية وضع مصر على مسار الممارسة السليمة للعملية السياسية.










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة