بعد مرور 100 عام على ميلاده، و48 عاماً على وفاته، مازلت آثار الزعيم جمال عبد الناصر فيما يعرف بالدبلوماسية الناعمة ممتدة إلى إفريقيا تاركة بصمتها، حيث أنشأ معهد فى دولة الصومال، وتخرج منه العديد من التلاميذ فى المراحل التعليمية المختلفة، وساهم فى تعليمهم اللغة العربية، ويكن له الصوماليون العرفان والاحترام، لما تركه الزعيم الراحل من علامة مازالت مؤثرة فى وجدان الشعب الصومالى، فعلى الرغم من الحروب والمجاعات والنزاعات إلا أنه مازالت العملية التعليمية مستمرة حتى الآن، من خلال بعثات وزارة التربية والتعليم إليه حيث تضم 6 مدرسين مصريين والتى لم تتوقف طوال تلك الفترة، ويتخرج منه 400 طالب سنوياً.
.jpg "1 (6)")
شيد المعهد فى ستينيات القرن الماضى، ولعب دوراً كبيرا فى تثقيف الصوماليين وتعليمهم اللغة العربية وكان بمثابة منارة ثقافية فى إفريقيا وسط الظلام التى عاشته تلك الدولة بسبب الحروب والجماعات الإرهابية المسلحة والفقر والمجاعات فى تلك الدولة الفقيرة، ومازل المعهد الوحيد الذى يعلم اللغة العربية فى الصومال.
.jpg "1 (5)")
وعن سير العملية التعليمية فى المعهد، أضاف جابر ياسين، قائلا: "أولا هذا معهد تعليمى أقامته مصر لخدمة أبناء الصومال فى عهد الزعيم جمال عبد الناصر والمعهد يدرس فيه الطالب من بداية المرحلة الابتدائية حتى نهاية المرحلة الثانوية ويتخرج منه الى الجامعة، وبعد سنوات الحروب فى الصومال تغيرت نظم التعليم بها فأصبحت الدراسة باللغة الإنجليزية أو الصومالية ولكن هذا المعهد ظلت الدراسة به باللغة العربية، وبالتالى كان له تأثير فى نشر اللغة العربية فى البيئة المحيطة".
.jpg "1 (8)")
وتابع قائلا: "لابد أن نعرف الأجيال المقبلة بالمعهد حتى يكونوا على علم وكذلك لا نبخس الناس أشياءهم، لا نتأثر بمن يحرفون تاريخنا عن عمد وهذه هى معركتكم كإعلام، فالزعيم جمال عبد الناصر ترك العديد من العلامات فى العديد من دول أفريقيا والعالم، وكان له اهتمام كبير بدول إفريقيا، فكان زعيما".
.jpg "1 (1)")
وعن المشوهين لتاريخ الزعيم جمال عبد الناصر، قال: "شعوب تكتسب احترام العالم لها من خلال احترامها لتاريخها، نحن لا نقدس حكامنا ولكن من حقنا أن نحترمهم وكل إنسان يخطئ ويصيب، فلا نظهر الأخطاء وننسى الفضائل وأنا لست ناصريا ولكن أحترم زعيما كان السبب فى تحرير وطنى العربى وكانت له بصمات في الدول الأفريقية وأنشأ جامعة الدول العربية التى كانت دول متناثرة محتلة".
.JPG "1 (3)")
.jpg "1 (4)")
المعهد يعمل الآن عن طريق انتداب 6 مدرسين مصريين تابعين لوزارة التربية والتعليم المصرية، ويدرس مناهج موضوعة فى مصر بالتعاون مع الصومال.. ومعرفة المصريين بأهمية الصومال لم تأت فقط منذ عهد ناصر، ولكنها بدأت فى عهد الفراعنة وتحديداً عندما قامت الملكة حتشبسوت – خامسة فراعنة الأسرة الثامنة عشر - بإرسال البعثات التجارية إلى بلاد بونت وجلب عدد من منتجات تلك المنطقة ومن بينها البخور، وكانت مصر أول دولة تعترف باستقلال الصومال عام 1960، فهل نعود لنمد جذور هذا التعاون والوجود عبر قوة ناعمة تملك مصر الكثير منها.. هذه هى الأسئلة التى تطرحها لافتة الزعيم ومركزه الباقى حتى الآن رغم مرور السنوات.
