صور الشارع فى أسبوع.. ستات بلدنا قصة كفاح ملهاش نهاية.. عرق الفلاح بيروى الأرض والخير.. همة وعزم جنود مجهولين خلف التعمير والبناء.. الطفل الشقيان نسى طفولته عشان يجرى على رزقه. والصغيرة تمرح فى ساحة المسجد

الجمعة، 19 يناير 2018 02:21 م
صور الشارع فى أسبوع.. ستات بلدنا قصة كفاح ملهاش نهاية.. عرق الفلاح بيروى الأرض والخير.. همة وعزم جنود مجهولين خلف التعمير والبناء.. الطفل الشقيان نسى طفولته عشان يجرى على رزقه. والصغيرة تمرح فى ساحة المسجد الشارع فى اسبوع
كتبت إسراء عبد القادر- تصوير حسين طلال- كريم عبد العزيز- عمرو مصطفى- محمود فخرى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

أيام تمر، وأحداث كثيرة يشهد عليها الشارع المصرى كل يوم، وملايين من القصص تكتب هنا وهنا، وتسقط أوراق من أقدارها مع مرور الوقت، وكاميرا اليوم السابع تتجول بين الشوارع المصرية، تسجل لحظات خاصة لوجوه مصرية أصيلة تبنى بيديها، وتخرج باحثة عن رزقها بكل كفاح وإخلاص.

على مدار أسبوع كامل التقطت عدسة الكاميرا لقطات فريدة من نوعها من قلب الشارع المصرى، ودخلت للأحياء الشعبية التى تحوى بداخلها ملايين قصص الكفاح والبحث عن الرزق كل يوم، فرحة هنا، وألم هناك، ولكن الأمل دائم الوجود، والعزيمة تفوح فى كل لقطة التقطتها عدسة الكاميرا.

تتدبر اللقطات لتجد كفاح المرأة فى العمل والسعى، وأيادى الفلاحين التى تجلب الخير الوفير، وعرق عمال البناء الذين يقفون جنودا مجهولين خلف البناء والتعمير، لقطات جديدة نستعرضها سويًا فى السطور التالية:

صورة السبت

أيادى تملأ الارض خير بالعرق

بدأت عدسة الكاميرا لقطاتها هذا الأسبوع بأحد الوجوه المصرية من حقول تجلب الخير للجميع، يمكنك الحديث عن الإخلاص فى العمل، والاجتهاد، والسعى من أجل الرزق، ولكن لا يمكنك ببعض العبارات أن تصف علاقة الفلاح بأرضه، فهى واحدة من العلاقات المقدسة القائمة على العطاء المتبادل.

صورة لأحد الوجوه المصرية للفلاحين المصريين الذى يكرسوا حياتهم لخدمة الأرض الزراعية، حتى تصبح أهم وأقدس ما لديهم، يلقون فيها من عرق جبينهم وينثرون بين جزيئات طينتها نفحات إخلاصهم فى العمل، فيحصدوا خيرا فى كل مكان، وثمارا تجعلهم يرون نتيجة عملهم ونجاحهم أمام أعينهم، لا ينظر للمجهود الذى بذله فى الانتهاء من ذلك، ولكن كل ما يفكر فيه هو أن يظل يعطى أرضه فتجود عليه بكل ما تحمل من خيرات.

صورة الأحد

إلى الست اللى شقيانة فى عز الضهر

ودخولًا لأحد الأسواق الشعبية فى أحياء مصر التقطت عدسة الكاميرا تلك الصورة لامرأة مصرية مكافحة تبيع الخضراوات فى السوق، جلست تتحدث إلى إحدى زميلاتها فى العمل وسط مجموعة من الخضراوات التى أحاطت بهما بلونها الأخضر الذى يجعلك تشعر بالبهجة بمجرد النظر إلى تلك الصورة التى استطاعت أن تلتقطها عدسة الكاميرا لسيدات يجلسن فى أحد الأسواق المتخصصة فى بيع الخضراوات لممارسة عملهما.

ساعات طويلة يقضيانها فى هذا المكان انتظارًا للرزق الذى سيحصلان عليها من بيع الخضراوات التى تمتلكها كل منهما، تلك الرحلة اليومية التى تضطر بعضهن للسفر من أجلها، تاركة بلدتها وابنائها لتأتى إلى السوق الذى اعتادت على الجلوس فيه واعتاد الزبائن على بضاعتها فى رحلة السعى إلى الرزق.

صورة الاثنين

دى الدنيا خيرها وعزها للشقيانين

وذهابًا لكفاح بعض الوجوه المصرية فى الشوارع التقطت عدسة الكاميرا تلك الصورة، فبمجرد أن غزلت الشمس خيوطها فى السماء، نزل هذا الرجل الصغير لينضم إلى صفوف الشقيانين، ويتحدى ساعديه اللذين لم يشتدا بعد ويعلن انتصاره على هذه العجلة الحديدية التى تكبره حجمًا وتحمل ثقلًا من أوراق الكارتون، أخفت وسطها ما تسرب من أشعة الشمس لتداعب هذه الأيدى على استحياء.

صورة كشفت كافة معانى الإصرار وقوة التحمل فى نظرة هذا الصغير الذى يمكنك أن تلحظ تهدج أنفاسه المتعبة من هذا الثقل الذى يجره من فتحة شفتيه التى خانت شموخه وجسارته وتسللت إلى وجهه عنوة، لتثبت أن العمل بالنسبة له لم يكن خيارًا أو رفاهية يستقطع لها جزءًا من وقت يقضيه فى اللعب كأقرانه، لكنها تدل على المسئولية التى يمكن أن تكون إعالة أسرة كاملة، ويمكن أن تكون من أجل ميزانية نفقة علاج، أو من أجل توفير مصروفات الفصل الدراسى الثانى، الاحتمالات عديدة لكن الحقيقة واحدة أن الرجولة لا يمكن قياسها أبدًا بالعمر.  

صورة الثلاثاء

الهمة عال والرزق حلال

ودخولًا لعالم الجنود المجهولين خلف البناء والتعمير سجلت عدسة الكاميرا لحظات تواجد ذلك العامل فى عمله، يستيقظ مع الضوء الأول للصباح، معدًا أدواته ومتسلحًا بعزيمته وهمته العالية، فتلك الأشياء فقط تعد رأس ماله، يقضى ساعات طويلة على مدار اليوم وسط مواد البناء، شاهدًا على التطور والتعمير، فلن يشعر أحد بالاختلاف مثلما يشعر ذلك العامل، الذى يراه يحدث بصنائع يديه، فيقف بعد الانتهاء من عمله يحصد ثمار ما صنعت يداه لفترة طويلة، عالم ملئ بقصص الكفاح، وكسب الرزق الحلال، ورجال لا يعرفون سوى العمل وبذل الجهد فى حياتهم. 

صورة الأبع

وشوش شبابيك بتطل عالزمن

أما عالم كفاح المرأة والسعى على الرزق لا تنتهى حكاياته كل يوم، لا تربطهن صلة، ولا يعرفن بعضهن إلا من خلال سباق البحث عن الرزق، جمعهن القدر على جانب أحد شوارع القاهرة يبحثن عمن يشترى منهن السمك، كاميرا "اليوم السابع" تجولت فى أحد شارع القاهرة فالتقطت تلك الصورة لبائعات الأسماك.

رأس مالهن توكل على الله، وثقة فى تدبيره لأمورهن، ويسعين نحو ذلك بالأسماك الطازجة وكفتى ميزان تسهل عليهن البيع، اختلفت ألوان جلاليبهن، وهيئتهن ولكنهن اشتركن فى طريق الحياة، وفى انتظار الرزق الذى سيجلبه القدر مع أقدام المارة، تتدبر وجوههن فتتمكن بسهولة ويسر من ملاحظة تشابهها، تركز إحداهن فيما ترى، والأخرى تنظر هنا وهناك، واثنتان تنظرا تنظر لعدسة الكاميرا، ولكنهن فى النهاية يعطين نموذجًا حيًا للمرأة المصرية التى خرجت من بيتها باحثة عن طريق لاكتساب المال، تنتظرها أسرتها فى المنزل، ومطالب كثيرة ومسئوليات تعلق فى عنق كل واحدة منهن تجعلها تخرج من الساعات الأولى للصباح ولا تعود لمنزلها إلا بعد الانتهاء من بيع السمك.

صورة الخميس

المصرى معروف بجبروته وقوته

وفى لقطة مختلفة من اللقطات التى يحملها الشارع المصرى على مدار اليوم التقطت الكاميرا ذلك المشهد، صورة ستضطرك للنظر إليها أكثر من مرة، ففى الوهلة الأولى لن تستطيع تمييز وجه الموتوسيكل من ظهره، فكلاهما يُظهر وجه شخص يستقله، لكن حينما تركز مع وضع الأقدام وصندوق "الدليفرى" المثبت بظهر الموتوسيكل، ستلاحظ أن شخص فى الخلف يقود الموتوسيكل، وفى ظهره يجلس شخصًا آخر بوضع معكوس، ليتمكن من وضع الدراجة على الصندوق ويحكم قبضتها، ملامح اللامبالاة من الوضع الذى يجعلهما معرضين للموت فى أى لحظة بسبب حوادث الطرق أو ميل الموتوسيكل من الثِقل المحمول عليه، تجعلك عاجزًا عن وصف طبيعة المصرى المركبة، فحتى الآن لم يتمكن أحد من معرفة كتالوج المصريين، حتى "شاملبيون" ذاته حينما فك رموز حجر رشيد عجز عن فك شفرة المصريين التى اقتربت منها جملة "يا كل حاجة وعكسها".

HUSSEIN TALLAL9

لا تبالى وامرحى يا صغيرتى

وتنتهى اللقطات بتلك الصورة المميزة لطفلة صغيرة تلهو وتمرح فى إحدى الساحات، بصمات صغيرة  لقدميها تسجل لحظات مرحها فى الحياة، وملامح بريئة تشبه صفاء السماء فى وجودها، وروح خفيفة تظلل على المكان بحركاتها الطفولية الخفيفة، صورة  لطفلة صغيرة تمرح فى أحد المساجد، داعبت عدسة الكاميرا بخفة حركتها، وتجولها فى المكان، فسجلت لها لحظات تتمنى عودتها تلك الصغيرة عندما تكبر، ستمر السنون وتزدحم أفكارها بالكثير والكثير، ولكن تلك الأيام ستظل أجمل ما مر عليها، وأخف ما لامس روحها.

لا تبالى يا صغيرتى، وابصمى بخفة روحك على الأرض، وبدلالك على جبين الأيام، فاليوم الذى تسقط ورقته من عمرك يزيد اقترابك نحو أيام تحمل لكِ الكثير، فهنيئًا لكِ بتلك اللحظات التى تقتنصيها من يد الزمان، وسلامًا على قدر رتب لعدسة الكاميرا أن تقابلك فى طريقها.










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة