صالح المسعودى يكتب : حلم الحرية

الجمعة، 19 يناير 2018 02:00 م
صالح المسعودى يكتب : حلم الحرية ثورة 25 يناير

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

أيام قليلة ويعاود 25 يناير دورته السنوية ليذكرنا بثورة أدهشت العالم، ثورة كانت بمذاق خاص بدأ فها حلم الحرية يراود شباب هم من خيرة أبناء مصر خلقاً وعلماً وثقافة ، شباب أراد أن يخطوا بمصر ذاك الوطن الذى تعطلت فيه الانطلاقة عقود طويلة لدرجة أنها كادت أن تُميت الحلم الجميل الذى بدأ يغزوا قلوب نقية كانت تأمل فى عهد جديد يحفظ للمصرى كرامته وقُوتِهِ وعدالة تساوى بين الجميع .

 

فتحرك شباب مصر فى سلاسل ذهبية مطالباً ( بالعيش والحرية والكرامة ) ليجبر نظام قبع فى الحكم عقود على الرضوخ لمطالبه بالتنحى وإن كنت هنا امتدح الشباب الذى ضحى بنفسه لينعم باقى الشعب بالحرية التى كانت بالنسبة له بعيدة المنال إلا أننى وبعد تلك السنوات لابد أذكر أنه رغم مساوئ نظام مبارك إلا أننا وبعدما شاهدنا ما يحدث فى دول الجوار من خراب بسبب تمسك حكامها بالملك والسلطان حتى لو أباد شعبه كان لزاماً أن أمتدح ما فعله مبارك من تنحى سلمى حقن دماء المصريين فأدهش العالم بسلمية ورقى ثورته .

 

 وتتوالى الأحداث ويمتطى ( عواجيز الفرح ) والمرتزقة زمام الأمور لينحرفوا بالثورة عن اتجاهها الطبيعى وحلمها الذى سكن قلوب شبابها بأن يعملوا على بناء وطن جديد يتسع للجميع وتبنيه أنامل أبنائه المخلصين، ولقلة خبرتهم السياسية أوكلوا الأمر لغير أهله وأصبح للثورة أباء كُثُر يدعون أنهم أهلها وهى منهم برأ فتكالبوا على قيادتها، وتلاشى وجود الشباب النقى المخلص لتتحول الثورة لمسخ مخيف أظهر أسوأ ما فينا .

 

أنفلت زمام الأمور بعدما عمل البعض على إعدام الجهاز الأمنى فتحول الأمن إلى خوف والطمأنينة إلى رعب بعدما فقد الناس الأمل فى حياة طبيعية أمسوا يعضوا أنامل اليد ندما على مشاركتهم فى تلك الثورة بعدما عانوا ويلات الانفلات الأمنى والأخلاقى، فقد أساء ( راكبى الموجة ) ومن هم على شاكلتهم ومن ركب على الثورة النقية ليلوثها ويخرجها من مضمونها ليجعلها تخدم أهدافه وأهداف من يسير فى ركبه بعدما قاموا بتنحية الشباب الصاعد الواعد الذى زرع بذور الثورة .

 

تحركت القوات المسلحة للمرة الثانية ففى المرة الأولى وقفت مع الثورة والثوار وقامت على حماية الثورة، ثم فى المرة الثانية تحركت القوات المسلحة عندما رأت أن الأمور فى مصر قد تنحدر لحرب أهلية، فوقفت لتعيد الأمن للمواطن بعدما فقد الأمل فى رجوعه وقطعت كل يد تريد أن تعبث بأمن هذا الوطن واستقراره بعدما تحولت مصر لمسرح كبير للعمل ألمخابراتى الذى يهدف لتقويض الدولة المصرية، وبحث بعض الدول الخارجية عن دور فى إدارة مصر.

 

ثم يهيئ الله سبحانه ( الذى جعل مصر آمنة فى كتابه ) من يعيد الأمن إلى ربوع مصر من أبنائها المخلصين الذين ضحوا بأرواحهم لتبقى راية مصر خفاقة رغم كيد الكائدين والمغرضين ليبدأ عهد أن شاء الله جديد تهتم فيه الدولة بشبابها وتجعلهم فى الطليعة وتقيم لهم المؤتمرات العالمية لتصقل خبراتهم وثقافتهم لتستفيد من عقولهم النيرة ونشاطهم وإقبالهم ليكونوا هم قادة المستقبل .

 

رحم الله شهداء ثورة يناير الذين ضحوا بأرواحهم لينال أهل مصر كرامتهم المنهوبة وسيذكر التاريخ بحروف من نور تلك الكوكبة من الشباب المخلص النقى حتى لو تم تهميش دورهم فى حينه والسطو على ثورتهم العظيمة فلن ينسى أهل مصر من أحدث الحراك فى الشارع المصرى ليكمل ويحقق حلم الجميع بمصر جديدة تقدر أبنائها وتحفظ لهم كرامتهم وينعموا بالعدل والمساواة فيها .










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة