رعب إسمه "الاستروكس".. متعاطون سابقون: شعرنا بالموت عند تجربته.. إخصائى بعلاج الإدمان: انتشاره أصبح كاسحا وسعره انخفض من 400 جنيه إلى 50 فقط.. وصندوق مكافحة الإدمان: الخط الساخن تلقى 4600 حالة فى 2017

فى خلال الأشهر الأخيرة انتشرت بصورة مرعبة على الانترنت عشرات الفيديوهات لمتعاطين لمخدر "الاستروكس" هذا الانتشار الملغز والمثير، دفعنا للبحث خلف الأمر لنكتشف أن هناك نسبة ارتفاع مهولة فى المتعاطين لهذا المخدر المرعب، بحسب تصريحات أخصائي معالجة الإدمان.

لا تحتاج إلى الكثير من المجهود لتصل لواحد من مئات الفيديوهات التى انتشرت مؤخرا على اليوتيوب لأشخاص تعاطوا "مخدر الاستروكس" لتوهم، ويظهر عليهم أعراضه الغريبة التى تدفع أصدقائهم والمحيطين بهم لتصوير تلك اللحظات المرعبة ورفعها على الإنترنت.

واحد من هذه الفيديوهات تظهر شخص قد تناول لتوه "مخدر الاستروكس"، ويظهر فى الفيديو شبه غائب عن الوعى، فيما يقوم مصورو الفيديو الذين يجدون فى الأمر غرابة وطرافة بإشعال ورقة ووضعها فى يده وهى مشتعلة، بينما هو غير مدرك تقريبا بأن شيئا ما يحترق بين يديه، بعد ثوانى يشعر أخيرا بالنار ويظل ينفخ فى اتجاه بعيد عنها بينما هناك ابتسامة كبيرة على وجهه لم تفارقه دون أن يحاول أن يدفع عن نفسه الأذى، بعدها يقوم وهو يترنح ويتخبط ليغادر مكانه.

فخلال الأشهر الثلاث الماضى فقط هناك العشرات من فيديوهات للمتعاطيين الاستروكس موجودة على موقع اليوتيوب، بعضهم فى حالة لا يستطيع حتى أن ينطق فيها كلمة واحدة، أو يبارح مكانه بينما يقول له مصور الفيديو "بصورك علشان تبطل اللى أنت بتشربه"، أو شخص آخر ارتمى على أرض الشارع متوهما أن هناك من يقومون بضربه وهو يصرخ "والله مش أنا"، وهناك فيديو آخر يبدو أن صاحبه الواقف فى وسط الشارع يتوهم "الطيران" ويفرد ذراعيه كأنهما جناحين يطير بهما.

متعاطون سابقون: شعرنا بالموت عند تعاطيه وتجربته مرتين تحولك إلى مدمن

بماذا يشعر هذا الشخص؟، لا يمكن أن يخبرك سوى أحد من تعاطوا هذا المخدر، تواصلت "اليوم السابع" مع "أ" احد الذين مروا بهذه التجربة منذ عام تقريبا ووافق على الحديث بشرط عدم ذكر إسمه، والذى قال: "جربته مرة واحدة ومش عايز أجربه تانى، أول حاجة حسيت بحالة عدم إدراك لأى شيء فى الكون، كأنى مش موجود أصلا فى الحياة، هبوط حاد لمدة 10 دقائق، كأنى خلاص ميت أو بموت، وبعد كده شوية بشوية ببتدى أفهم إيه اللى حصل حوالين منى".

ويستكمل "أ" فى حديثه لـ "اليوم السابع": "عرفت بعد كده إنه مواد عطارة مرشوش عليها مادة كيميائية بس مش عارف هى إيه بالظبط، الكيس 3 جرام، بيترش على السيجارة من جوة، والواحد آخره نفسين أو تلاتة بالكتير، وبتلاقى نفسك رحت فى مكان تانى تماما، أنت حتى ما بتبقاش عارف إنت مين ولا مين الناس اللى حواليك ولا إيه جابك هنا".

أما "س" أحد الذين جربوا "الإستروكس"  قبل ذلك، فيقول إن الشعور الذى سيطر عليه فى لحظة التجربة أنه مات وصعد إلى السماء، مشيرا إلى أنه رأى أشخاص بعدما جربوه أكثر من مرتين لم يستطيعوا أن يتركوه مطلقا، لأنه لا يوجد أى مخدر آخر بمثل تأثيره، لذا فإن بقية المخدرات تصبح بلا جدوى ولا تأثير معهم.

ويستكمل "س" فى حديثه لـ "اليوم السابع" أنه يعرف أشخاصا من فرط إدمانهم للاستروكس تحولوا إلى تجار له، كى يستطيعوا أن يوفروا ثمنه، وبذلك ينتقلون إلى مرحلة أخرى من الضياع، قائلا: "تجربته مجرد انتحار، ولا أريد أن أمر بها مرة أخرى، ولا أنصح اى شخص بأن يمر بها"، واصفا تلك التجربة بقوله: "بتقل من الواحد وبتخليه أضحوكة بين الناس".

خبير طبى: انتشاره كاسح ولا يصدق وسعره انخفض لـ 50 جنيه بعد 400

الدكتور أحمد جمال الإخصائى فى علاج الإدمان وصاحب أحد مراكز علاج الإدمان، قال لـ"اليوم السابع" الاستروكس يكاد يكتسح الترامادول فى مدى انتشاره، وخاصة بين المراهقين وحتى من سن 12 سنة، انتشاره كاسح ولا يصدق، وتابع: أنا أعمل منذ 15 عاما فى مجال علاج الادمان لكن حاليا زادت التليفونات من كافة الطبقات والمهن.

وأضاف: الاستروكس ليس سوى عطارة "البردقوش" مضافا إليها مادة "الكيتامين" والتى هى أصلا مهدئ للحيوانات، وهو ما يجعل سعره رخيص تماما وتأثيره قوى جدا، وهو ما جذب المراهقين إليه وما استخدمه أصلا التجار فى الدعاية إليه، لأن هذا التأثير القوى يمكن أن يجعل من 4 فقط يتشاركون سيجارة واحدة ويكون لها مفعول أقوى بأضعاف المرات من الحشيش، كما أن "كيس الاستروكس" يباع بسعر تقريبا 50 جنيه بعد أن كان سعره فى البداية 400 جنيه، بمعنى أن كل مراهق من هؤلاء سيدفع فقط حوالى 12 جنيه للحصول عليه ما يجعله أقل تكلفة من أى مخدر آخر فى الأسواق، كما أن البعض يقوم بخلط "الكيتامين" بمواد شديدة الأذى مثل مبيدات الحشرات.

وكشف خبير علاج الإدمان: أن مشكلة الاستروكس فى أعراض الإنسحاب لا تتوقف عن كونه أعراض جسمانية، فمدمن الهيروين مثلا يشعر بألم فى جسمه، لكن مدمن الاستروكس يشعر بهلاوس سمعية وبصرية، ويبدأ فى دخول حالة ذهانية، وهو ما قد يدفع بعض الأهل أحيانا للذهاب به إلى شيخ كى يقرأ القرآن عليه، بينما المشكلة الحقيقية أنه دمر العقل، وهو ما يجعل علاجه أكثر صعوبة بأكثر من أى مخدر آخر.

وأوضح أن أحد اسباب الإقبال على هذا المخدر فى مصر عدم ظهوره فى تحاليل كشف المخدرات، بسبب اختلاف المواد المضافة إليه، وهو الأمر الذى يجعل الأهالى عاجزين عن اكتشاف تعاطي ابنائهم هذا النوع من المخدرات، كما يجعله أحد المزايا التى يجتذب بها التجار زبائنهم.

مدير صندوق مكافحة الإدمان: 4600 حالة تعاطى استروكس تلقيناها على الخط الساخن فى 2017

ومن جانبه قال الدكتور عمرو عثمان، مدير صندوق مكافحة وعلاج الإدمان التعاطى، التابع لوزارة التضامن، أنهم رصدوا ارتفاعا كبيرا فى استخدام مخدر الاستروكس بين الشباب، وأنهم تلقوا من خلال الخط الساخن لمعالجة الإدمان فى عام 2017 حوالى 4600 حالة، مرجعا انتشاره الكبير إلى انخفاض سعره.

وحذر مدير صندوق مكافحة علاج الإدمان والتعاطى فى تصريح لـ "اليوم السابع" من خطورة مخدر الاستروكس الذى يعمل على شل الجهاز العصبى، ويسبب تلفيات كبيرة فى المخ، ما يجعله واحدا من أكثر المخدرات الموجودة فى مصر خطورة على صحة متعاطيه.