يوسف أيوب

رسائل الرئيس للإعلام والسودان وإثيوبيا

الأربعاء، 17 يناير 2018 10:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا تخلو مناسبة إلا ويطالب الرئيس عبد الفتاح السيسى الإعلام المصرى، وجموع المصريين، بالانتباه لما قد يصدر عنهم من أمور متعلقة بمواقف أو تصريحات تخص أشقاءنا فى الدول العربية، مطالباً المصريين بأن يظهروا للجميع تحضرهم ورقيهم فى تعاملهم مع الجميع، خاصة الأشقاء، وأن يقابلوا الإساءة بالحسنى، مهما كان بهم من غضب، لأن المصريين لم ولن يكونوا أبداً مسيئين لأحد.
 
فى مدينة السادات وأثناء افتتاحه لعدد من المشروعات التنموية أول أمس الاثنين كرر الرئيس السيسى، حديثه لوسائل الإعلام المصرية قائلاً: «أتمنى من الإعلام المصرى فى موضوع السودان وكل الموضوعات المماثلة، بعدم الإساءة فى التعبيرات مهما كان حجم الغضب أو الألم، مش بس فى السودان، لكن فى أى حتة، ولازم نبقى حريصين إننا لا تخرج منّا أى تصريحات غير لائقة.. إحنا بنعكس ونعبر عن مصر وشعبها وقيم هذا الشعب من خلال تعليقاتنا، سواء فى الإعلام أو مواقع التواصل، وأرجو إن المصريين ينتبهوا لده مهما كان رفضنا لأى شكل من الأشكال أو موضوع من الموضوعات».
 
الرئيس شرح مطلبه من الإعلام المصرى بقوله «أرجو نحافظ على حرصنا إنه ما يبقاش فيه لفظ أو تصرف مسىء يصدر مننا، ودى قوة كبيرة واحترام كبير، وقيم فى منتهى الرقىّ، مش ممكن اللى يعملها يخسر أبدا»، كما وجه الرئيس رسائل أخرى لأشقائنا فى السودان وإثيوبيا قائلاً لهم أن «مصر لا تتآمر ومش بندخل فى شؤون حد وحريصون جدا على أن علاقتنا تبقى طيبة، ويكفى ما شهدته المنطقة خلال السنين الماضية.. وإحنا لنا سياسة ثابتة الهدف منها البناء والتنمية والتعمير، مع التأكيد مرة أخرى أن مصر دولة لا تعرف المناورة أو الرجوع فى تصريحاتها.
 
وأضاف الرئيس: «إحنا معندناش مناورات نقول كلام ونعمل حاجة تانية، ونقول تصريحات ويكون الإجراءات عكس كده، وتعالوا دائما ندور على السلام والبناء والتعمير، وشعوبنا محتاجة كده ومش محتاجة الاختلاف والصراع أو الحروب.. مصر مش هتحارب أشقاءها، وأنا بقول الكلام ده لأن السلام اسم من أسماء الله، وإحنا بنمارس هذا الاسم فى تصرفاتنا وعلاقتنا مع الآخرين ومش مستعدين نخش مع أشقائنا أو أى حد فى حروب، وإحنا شعوبنا أولى بكل جنيه يتصرف على الخلافات والمشاكل».
 
ما قاله الرئيس فى أكثر من مناسبة، هو بمثابة مدونة سلوك ومدونة أخلاقية ينبغى أن نسير عليها جميعاً، لأن مصر أكبر من أن تدخل فى سباب أو شتائم مع أحد، فما بالكم إذا كان شقيقا، أو دولة شقيقة، مهما كانت تجاوزات هذه الدولة، وكلى يقين أن المصريين استوعبوا جيداً هذه الرسالة ليس اليوم وإنما منذ أن أطلقها الرئيس قبل ثلاثة أعوام، فكثير ما تعرضت مصر لحملات ممنهجة، إعلامية وسياسية فى دول شقيقة، ورغم ذلك اختار المصريون الصمت، حتى لا يدخلوا فى مساجلات إعلامية مع أحد، أيا كان.
 
المصريون استوعبوا رسالة الرئيس جيداً، لكن بقى أن يستوعب الأشقاء ما قاله الرئيس السيسى أكثر من مرة، وأن يعيدوا النظر فى كل ما يقولونه عن مصر، لأن مصر حقاً وصدقاً لا تدير مؤامرات ضد أحد، ولم ولن تقبل بسياسة المحاور أو التأمر ضد أى دولة فى العالم، بل إنها تسعى دوماً لبناء علاقات طيبة مع الجميع، ولنا فى ثورة 30 يونيو 2013 عبرة لمن يريد أن يعتبر، فرغم أن دولاً شقيقة وقفت علنا وصراحة ضد إرادة ورغبة المصريين فى إزاحة حكم الإخوانى الفاشى، لكن مصر مدت يدها لأشقائها وطلبت فتح صفحة جديدة، تقوم على الاحترام المتبادل وعدم التدخل فى شؤون الآخر، وهى السياسة التى تتبناها مصر ولم تحيد عنها مطلقاً، حتى من يروج لاتهامات ضد القاهرة، لا يستطيع أن يقدم دليلاً واحداً على ما يقوله، ومع مرور الأيام ثبت بالدليل القاطع كذب وافتراء كل من حاول أن يسىء لمصر ويتهمها بما ليس فيها.
 
إن مصر أكبر من أى حديث عن مؤامرة، لأن مصر تدرك أن قوتها فى قوة أشقائها، بل إنها كانت المبادرة إلى المطالبة بتحقيق التكامل العربى من كل النواحى، الاقتصادية والسياسية والعسكرية، لأنها تؤمن بذلك فعلاً دون تصنع، فكيف لدولة تسعى بكل ما أوتيت من قوة لكى تتجنب المنطقة فتنة التقسيم والخلافات أن تدير مؤامرات ضد أحد.
 
ما قاله الرئيس ويكرره دوماً رسالة للداخل والخارج، أتمنى أن تصل إلى الجميع، حتى ننهى أوجه الخلاف غير المبررة، وأن نننظر للمستقبل.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

محمد لطفي مسعد إبراهيم

الأخلاق الأخلاق الأخلاق

من مصر قال أمير الشعراء أحمد بك شوقي (إنما الأمم الأخلاق ما بقيت فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا) وقيمة هذه الأمة الإسلامية تكمن في أخلاقها وقيمها . وها هي مصر تمد يدها للجميع بالأخلاق نبني ونعمر بالأخلاق نتحاور ونجد الحلول لجميع مشاكلنا بالأخلاق نتوحد لصالح الشعوب . ألا لعنة الله علي الخائنين

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة