فى تحرك غير معتاد، كشفت صحيفة "ميل أون صنداى" البريطانية عن إقدام الحكومة على فرض نظاماً غذائياً على مستوى البلاد بهدف الحفاظ على الصحة العامة للبريطانيين، مشيرة إلى أن مسئولو وزارة الصحة بصدد وضع حد أقصى للسعرات الحرارية فى الوجبات السريعة والجاهزة وإلزام المطاعم ومنافذ بيع السلع الاستهلاكية بها.
وفى الوقت الذى يتوقع فيه خبراء دخول بريطانيا فى سلسلة من الأزمات الاقتصادية مع ارتفاع محتمل لهامش التضخم فى أعقاب الخروج البريطانى من عضوية الاتحاد الأوروبى وانفصال لندن عن الاتفاقيات التجارية التى تربطها بدول القارة العجوز ، وما سيعقبه ذلك من ارتفاع فى الأسعار، وضعت الحكومة البريطانية خطتها الجديدة بشعار الحفاظ على الصحة العامة، إلا أنها ستؤدى فى الوقت نفسه إلى تقليل هامش استهلاك المواطنين للسلع الغذائية المختلفة.
اكل سريع (مصدر الصورة - ديلى ميل)
وبحسب ما نشرته "ميل أون صنداى" فى تقريرها اليوم الأحد، فإن الحكومة ستطبق النظام الغذائى اعتبراً من مارس المقبل ، مشيرة إلى أنه سيتم اشتراط 600 سعر حرارى حد أقصى لوجبات الغذاء والعشاء التى يتم إنتاجها فى منافذ الوجبات السريعة.
وأضافت الصحيفة أن وجبات الغداء والعشاء سيتم تخفيضها إلى 600 سعر حرارى فى منافذ الوجبات السريعة وعلى رفوف الوجبات الجاهزة فى محلات السوبر ماركت، وذلك فى إرشادات جديدة من الصحة العامة، كما سيتم فرض تخفيض للسعرات الحرارية لوجبة الإفطار إلى 400 سعر حرارى، حيث تهدف الحكومة إلى وقف البريطانيين عن الإفراط فى الطعام لمكافحة معدلات السمنة المرتفعة.
واستشهدت الصحيفة البريطانية بدراسة أعدها باحثين فى جامعة أكسفورد قالت إن المبادئ التوجيهية الحالية فيما يتعلق بما يتناوله البريطانيون "ربما تكون سخية للغاية"، مستشهدة بالارشادات الخاصة بتناول الكحولويات.
وبحسب الدراسة، قالت الباحثة إليسون تيدستون، كبيرة خبراء التغذية فى هيئة الصحة العامة إن البريطانيين يستهلكون سعرات حرارية أعلى من الطبيعى بمعدل بين 200 و300 سعر حرارى يوميا، مشيرة إلى أن وجبات الطعام "خارج المنزل" سببا رئيسيا لذلك، حيث يروج تجار التجزئة للأطعمة ذات السعرات الحرارية العالية، مما يشجع على الإفراط في الاستهلاك.
المتاجر البريطانية ( مصدر الصورة - ديلى ميل)
وقالت الخبيرة البريطانية بحسب الدراسة: "أتحدث عن أشياء مثل البيتزا والسندويشات الجاهزة. وسوف نحتاج إلى وضع مبادئ توجيهية، وأظن، سلسلة من الأحكام الخاصة بتخفيض السعرات الحرارية ستكون مفيدة للغاية".
وجاء تقرير "ميل أون صنداى" وخطة الحكومة للحفاظ على الصحة العامة فى وقت تسود فيه مخاوف من أزمات يتعرض لها الاقتصاد البريطانى بعد استكمال خطة الخروج من الاتحاد الأوروبى. فقبل أيام ، ارتفع عجز الميزان التجارى البريطانى إلى أعلى مستوى منذ خمسة أشهر بحسب بيانات رسمية للحكومة البريطانية الأربعاء الماضى.
وذكر مكتب الإحصاء الوطنى فى بيان أن العجز فى السلع والخدمات ، أى الفارق بين الصادرات والواردات ، اتسع فى نوفمبر بواقع نصف مليار جنيه ليرتفع إلى 2,8 مليار جنيه استرلينى وهو الأعلى خلال خمسة أشهر.
وقبل حلول العام الحالى ، توقعت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية تراجع الإنفاق فى عيد الميلاد فى جميع أنحاء المملكة المتحدة للمرة الأولى منذ عام 2012، وذلك بحسب بحث لشركات "فيزا" و" IHS Markit".
وطبقا لتقرير نشر فى ديسمبر الماضى فان البيئة الاقتصادية الصعبة التى شهدت انخفاض الأجور وتباطؤ النمو الاقتصادى من المحتمل أن تؤدى إلى انخفاض فى الإنفاق الاستهلاكى.
