عبد الفتاح عبد المنعم

خطه غسل «الأدمغة العربية» التى وضعتها أمريكا لصالح العدو الإسرائيلى

السبت، 13 يناير 2018 12:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أواصل قراءاتى فى الملف الأمريكى وسياسيات البيت الأبيض، تجاه دول المنطقة العربية، وتأثير علاقتها الحميمة مع إسرائيل التى تعد أحد معوقات إقامة علاقات طيبة بين الولايات المتحدة الأمريكية والدول العربية، ويبدو أن المخطط الأمريكى نجح فى يخترق كل الدوائر العربية وذلك من خلال العدو الإسرائيلى، حيث وضعت المخابرات الأمريكة الـc.i.a خطة نفذتها إسرائيل فى العشرين عاما الماضية والنتيجة مزيد من التطبيع العربى الإسرائيلى وتعتمدت الخطة الأمريكية على ضرورة تأسيس أذرع إعلامیة صهیونیة تسهم فیها الأجهزة الأمنیة ووزارة الخارجیة  تستهدف أدمغة العرب تتویجًا «للاختراق» الذى حققه الكیان الصهیونى للإعلام العربى الذى برز فى السنوات الأخیرة فى الفضائیات العربیة، وهذا ما كشفه البحث الذى وضع من خلال الباحث وسام عفيفة، مشيرا إلى أن إسرائيل أعلنت منذ فترة عن استحداث مكتب فى وزارة الخارجیة الصهیونیة لشؤون الإعلام العربى یتولى العلاقات مع وسائل الإعلام العربیة وترویج المواقف الصهیونیة عبرها إلى العالم العربى.
 
وترى الأوساط الصهیونیة - كما يقول البحث - أن وزیر الخارجیة سیلفان شالوم أصبح متشجعًا بعدما لقیه من ترحیب خلال قمة المنتدى الاقتصادى العالمى فى الأردن واستقباله بحفاوة من قبل بعض القیادات العربیة، حسب وصفها، كما صرح نائب عام مدیر الإعلام فى الوزارة بأنه من الضرورى العمل على توسیع الاتصالات والدعایة الإعلامیة مع الدول العربیة خاصة بعد استئناف المفاوضات مع الفلسطینیین، وكان الإرهابى  شارون رئيس الورزاء الأسبق  قد أقام فضائیة صهیونیة باللغة العربیة لبث برامج خاصة على العالم العربى تروج لسیاسته تتبع مباشرة لمكتبه وتخضع لأوامره.
 
 الوثيقه كشفت عن قيام خبراء إعلام صهاینة بإعداد وثیقة حول أولویات الإعلام «الإسرائیلى»  تضع  الخطوط العریضة للمدافعین عن «إسرائیل» والمتحدثین باسمها حول كیفیة استغلال آخر المستجدات على الساحة الدولیة، وعلى رأسها فى هذا الوقت هو  التخلص من نظام الراحل  صدام حسین فى العراق. وفى هذا الإطار تدعو الوثیقة المتحدث الصهیونى إلى أن یشدد فى كل مرة على أن «إسرائیل» كانت وراء الجهود الأمریكیة لتخلیص العالم من هذا الدكتاتور وتحریر الشعب العراقى!
 
البحث سلط الضوء على ظاهرة المستعربين فى الإعلام: حيث قال  تعود المحاولات الأولى للاختراق إلى تأسیس الخدمة العربیة فى رادیو «إسرائیل» حیث عمدت المخابرات الصهیونیة إلى توجیه برامج خاصة للعالم العربى شارك فى إعدادها وتقدیمها عملاء للمخابرات الصهیونیة من العرب یتكلمون اللهجات العربیة المختلفة. ومن أبرز هؤلاء نبیه سرحان «له أسماء أخرى متعددة» وهو شاعر شعبى مصرى هرب من بلاده على الكیان المحتل وتزوج من یهودیة وعاش كیهودى ولم یكن حتى أبناؤه یعرفون حقیقة هویته العربیة السابقة، وإحدى بناته أصحبت مغنیة مشهورة ولم تعرف بخلفیة والدها العربیة إلا قبل سنوات قلیلة. وقدم نبیه سرحان برامج عدة سمى نفسه فیها «ابن الریف» ومثله فعل یهود آخرون من العراق، مثل ذلك الذى سمى نفسه «ابن الرافدین». ویعیش سرحان الآن فى مستوطنة جیلو جنوب القدس المقامة على أراض مغتصبة من مدینة بیت جالا التى احتلت عام 1967. ویمكن القول بأن البرامج الموجهة فى الإذاعة العبریة فشلت فشلاً كبيرًا بسبب فجاجتها والدعایة المباشرة التى تتضمنها، وضمن محاولات اختراق العقل العربى أسست حكومة الاحتلال جریدة یومیة باسم «الأنبیاء» كانت توزع بشكل شبه مجانى، كما أصدرت أحزاب یساریة صهیونیة مجلات وصحفا أخرى وكانت صحیفة الأنباء هى الصحیفة الوحیدة المسموح إدخالها إلى الأسرى فى سجون الاحتلال لتقوم بوظیفة غسل دماغ لهم، لكن جمیع هذه الصحف أقفلت بعدما فشلت فشلا ذريعًا.
وحاول القسم العربى فى التلفاز «الإسرائیلى» أن یسد ثغرة فشل مخابرات الاحتلال فى الصحافة المكتوبة والمسموعة «الرادیو» وحقق نجاحا نسبیًا عندما وقع الكثیر من السیاسیین الفلسطینیین فى فخ وسحر الشاشة والصورة فبدأوا یعطون مقابلات لمراسل التلفاز الشهیر یونى بن مناحیم، وهو ضابط احتیاط فى جیش الاحتلال، شارك فى عملیة اللیطانى فى جنوب لبنان فى مارس 1967، وهو یحاضر الآن فى إحدى المستوطنات فى مدینة بیت جالا المحتلة واستطاع یونى بن مناحیم أن ینسج علاقات وثیقة مع معظم القیادات السیاسیة فى الأراضى المحتلة وأسهم فى تلمیع وإظهار الكثیر منهم مثل الدكتور سرى نسیبة والراحل فیصل الحسینى وغیرهما.
 
ولم تقتصر علاقات یونى مع السیاسیین «المعتدلین» بل امتدت على أقطاب المعارضة الفلسطینیة التى نشطت مع بدء مفاوضات أوسلو وأعطى الكثیر من هؤلاء مقابلات له، والمفارقة أن یونى كان یعلم بالأخبار الفلسطینیة من أطرافها المختلفة قبل الصحفیین الفلسطینیین، وكان مرحبًا به دائما فى مكاتب ومنازل المسؤولین الفلسطینیین بعكس الصحفیین الفلسطینیین. «يتبع»









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة