عبد الفتاح عبد المنعم

خطة أمريكا لقطع الطريق أمام 5 قوى دولية للسيطرة على العالم

السبت، 09 سبتمبر 2017 12:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
استكمالًا لما بدأناه فى المقالات السابقة من رصد للحرب الاستباقية على العراق، نطرح فى هذا المقال أهم أهداف ونتائج هذه الحرب كما رصدتها الباحثة مروة محمد عبدالحميد عبدالمجيد فى دراستها التى حملت عنوان «التغير والاستمرار فى استراتيجية الأمن القومى الأمريكية بعد أحداث 11 سبتمبر».
 
أولًا: الهدف الجيواستراتيجى، ويتضمن تأمين منظومات سياسية إقليمية مختلفة مرتبطة بالسياسة الأمريكية، وتواجد عسكرى وأمنى، وتأمين مصالح بما يحقق الأغراض الأساسية التالية:
 
1 - تفوق الولايات المتحدة المطلق.
 
2 - قيادتها المنفردة للعالم سياسيًا وعسكريًا وتكنولوجيًا واقتصاديًا.
 
3 - قطع الطريق على القوى المؤهلة لتشكيل قوة عالمية «أوروبا وروسيا والصين واليابان والهند»، وعلى تحالفاتها.
 
4 - تقديم العراق كنموذج استرشادى فى التحول الديمقراطى للدول العربية، حيث ترى أن هذا النموذج سوف يضيف الشرعية على الاحتلال الأمريكى للعراق.
 
5 - تشكيل منظومات سياسية إقليمية موالية جنوب المحيط الهادى، ووسط آسيا، والشرق الأوسط، ومنظومة داخل أوروبا، وأمريكا اللاتينية، وأفريقيا.
 
ثانيًا: الهدف الإقليمى الخاص بالشرق الأوسط، ويتلخص بما يلى:
 
1 - تشكيل نظام إقليمى جديد من المغرب إلى الباكستان، ينطوى على منظومة سياسية جديدة، وهنا فقد أعلنت الولايات المتحدة محورين لسياستها بعد الحرب على العراق:
أ - إعادة تشكيل النظام الإقليمى وفقًا لمصالح الولايات المتحدة، وتأمين هذه المصالح.
ب - حل نزاع الشرق الأوسط «فى سياق هذا التشكيل وإقامته».
 
2 - الرغبة فى تشكيل نظام أمنى خاص داخل النظام الإقليمى، يتضمن الوجود الأمريكى فى بعض المواقع.
 
ثالثًا: الرغبة فى السيطرة على النفط العراقى، وتحويل العراق إلى قاعدة دائمة للوجود العسكرى
الأمريكى فى منطقة الخليج:
 
من المعروف أن الاحتياطى الاستراتيجى النفطى فى العراق هو ثانى احتياطى استراتيجى فى العالم بعد السعودية، ومن المؤكد أن نفط العراق ليس وحده هو الهدف، بل كذلك كل نفط الشرق الأوسط والدول الإسلامية الآسيوية التى كانت فى الإطار السوفيتى، والتى بعضها الآن فى ظل روسيا.
 
أهم نتائج الضربة الاستباقية الأمريكية للعراق.
 
- أن الحرب الأمريكية على العراق قد أثقلت كاهل الموازنة الأمريكية بالتزامات أثرت فى المتيسر لحالات أخرى، كما فى حالة كارثة الأعاصير مثل كاترينا وريتا.
 
- تراجع صورة الولايات المتحدة على الصعيد الدولى، وفى العالم الإسلامى والعربى، نتيجة الدمار والخراب الذى أحدثته فى العراق.
 
- تصاعد الدور الإيرانى إلى المستوى الذى يهدد فيه السلامة الإقليمية للعراق، ثم لدول الخليج العربية، وتهديد المصالح الإقليمية للولايات المتحدة.
 
- عدم إحكام السيطرة على الأموال المصروفة فى العراق، مما فتح المجال للفساد المالى فى بعض الدوائر الأمريكية الخطيرة.
 
- عدم كفاية القوات المتاحة لضمان الأمن بعد احتلال العراق، فقد كان هدف رامسفيلد إنشاء قوات صغيرة وسريعة، وإن نجحت فى احتلال العراق، لكنها لم تتمكن من إدامة الاحتلال وفرض القانون والأمن الداخلى.
 
- خلق فجوة بين المحتل وصاحب الأرض بسبب الأحادية فى اتخاذ القرارات، وعدم الاهتمام بآراء الدولة المحتلة، فقد كان لابد من الاعتماد على العنصر الوطنى فى ضبط الأمور.
 
- على الرغم من التفوق العسكرى الأمريكى فى الحرب النظامية، وسقوط الكثير من المدن العراقية فى القبضة العراقية، فإنه لم تكن هناك قوات أمريكية كافية لبسط سيطرة فعلية برية، وهذا الأمر قد أتاح المجال للمقاومة العراقية لإعادة تنظيم نفسها، والقيام بهجمات بشكل جعلها تمتلك المبادرة فى هذه اللحظة.
 
ثانيًا: استراتيجية بوش الابن فى الحرب على أفغانستان:
لقد استغلت إدارة بوش أحداث 11 سبتمبر من أجل القيام بعمل عسكرى، وتوجيه ضربة وقائية فى أفغانستان، وأوضحت أن من هاجم الولايات المتحدة جماعة تعرف بتنظيم القاعدة، وهم نفس المتهمين بتفجير سفارتى الولايات المتحدة فى تنزانيا وكينيا، ونظام طالبان، فهما تنظيمان يشبهان المافيا، ويهدفان إلى إعادة تشكيل العالم، وفرض معتقدات راديكالية على الناس فى كل مكان، فزعيم القاعدة له نفوذ قوى فى أفغانستان، ويساند نظام طالبان فى السيطرة على معظم هذه الدولة، لذلك ترى الولايات المتحدة أن أفغانستان تشكل تهديدًا للأمن القومى لها، بسبب إيوائه نظام طالبان، لذلك اختارت الولايات المتحدة طريق الحرب الوقائية ضد أفغانستان.
 
ونواصل إن شاء الله فى المقالات المقبلة شرح الأهداف الحقيقية للأمريكان فى حربهم ضد أفغانستان.
 









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة