عرف عن الأمريكان تاريخيا إنهم لا يعرفون شيئا عن العالم الخارجى ولا يهتمون بما يدور خلف المحيطين الهادى والأطلنطى مهما بلغت الأحداث تأثيرا على حياتهم اليومية، فالمهم لدى المجتمع الأمريكى أن ينتخب الحكومة التى توفر له قطع اللحم على كل وجبات الطعام الثلاث بغض النظر عن الطرق والسبل والسياسات.
مؤخرا اندلعت أزمة وصفت بأنها الأخطر على الإطلاق بين الحكومتين الأمريكية والكورية الشمالية على خلفية اختبارات القنبلة الهيدرجينية والتجارب الصاروخية الباليستية التى تجريها بيونج يانج والتى وصلت قبل أيام إلى شمالى اليابان، وهو ما دعا المبعوثة الأمريكية فى الأمم المتحدة، نيكى هالى فى الاجتماع الطارئ لمجلس الأمن الذى عقد فى مدينة نيويورك أمس الاثنين إلى قول إن "صبر الولايات المتحدة قد نفد من سلوك كوريا الشمالية".
جاء ذلك بينما شنت وسائل الإعلام الأمريكية والغربية واحدة من أعنف حملات العلاقات العامة الدعائية ضد كوريا الشمالية وضد زعيمها كم جونغ أون، وكانت الحملة تستهدف حشد الرأى العام ضد السلوك الكورى، غير أن الوقائع أثبتت عدم اهتمام المواطن الأمريكى بالمسألة برمتها.
فالذى حدث أن فضائية إيه بى سى الأمريكية الشهيرة قررت استطلاع رأى الأمريكان حول المسألة لكن بطريقة كوميدية من خلال سؤال حول تهنئة المواطنين الأمريكان للكوريين على تجاربهم الصاروخية، ووصفهم بالشجعان لأنهم اختبروا قنبلة هيدروجينية، وهى أخطر أنواع القنابل المدمرة على الإطلاق.
وبالفعل اتضح من رد فعل الجمهور على السؤال أن أمريكا أمام وثيقة تاريخية تكشف إلى أى مدى بلغ الأمريكان درجة من عدم الوعى بمجريات الأمور وعدم تقديرهم للمخاطر التى تدور من حولهم.
وعلى كل حال تعكس ردود المواطنين الأمريكان على السؤال الساخر، الذى تم توجيهه بطريقة جدية؛ بهدف اختبار وعيهم، عدم اهتمام المواطن الأمريكى بالسياسة والشأن العام، وأن الإعلام فى واد والأمريكان فى واد آخر.
