من نيران داعش إلى قمع "القارة العجوز".. مسلمو أوروبا مهاجرون بلا أنصار وضيوف دائمون على "قوائم الاشتباه" بعد تزايد هجمات "الذئاب المنفردة".. وصعود "اليمين المتطرف" يلاحق أبناء الجاليات المسلمة

الإثنين، 04 سبتمبر 2017 11:00 م
من نيران داعش إلى قمع "القارة العجوز".. مسلمو أوروبا مهاجرون بلا أنصار وضيوف دائمون على "قوائم الاشتباه" بعد تزايد هجمات "الذئاب المنفردة".. وصعود "اليمين المتطرف" يلاحق أبناء الجاليات المسلمة حادث دهس برشلونه
كتبت فاطمة شوقى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

هجمات إرهابية لا ترحم، وإجراءات أمنية ترفع كافة درجات التأهب، وتشمل كافة دوائر الرصد والاتهام وقبل ذلك كله تيار يمينى متطرف يوالى الصعود عبر صناديق الاقتراع ومنابر الإعلام فى العواصم الأوروبية المختلفة.. بهذه المأساة تحول المسلمون فى بلدان القارة العجوز إلى مهاجرين بلا أنصار بعدما توالت الأزمات التى يعانون منها منذ صعود موجة الإرهاب التى يقف وراءها تنظيم داعش، والتى طالت نيرانها الجميع.

ومع تزايد وتيرة الهجمات الإرهابية التى ضربت عواصم أوروبية عدة وكان آخرها مدينة برشلونة الأسبانية التى فقدت 14 قتيلا وعشرات المصابين فى هجوم الدهس الذى أعلن تنظيم داعش وقوفه وراءه، توالت الحكومات الأوروبية وأجهزتها الأمنية المختلفة فى تشديد اجراءاتها لحماية مواطنيها عبر وسائل عدة دفع أبناء الأقليات المسلمة ثمنها غاليا.

 وأمام تلك الإجراءات، قالت ماريسا جايارو، المحللة السياسية الأسبانية فى تقرير لها بصحيفة "إيه بى سى" فى تقرير مطول، أن المسلمين هم أول ضحايا الإرهاب رغم ما يعانون منه من تضييق أمنى فى الوقت الحالى، مستشهدة بأن 87% من الهجمات الإرهابية التى وقعت بين عامى 2000 و2014 جميعها طالت بلدان غالبية سكانها مسلمين.

 وفى الوقت الذى تتوالى فيه دعوات التضييق على المسلمين مع منع مظاهر الإسلام من ملبس مثل الحجاب والنقاب، وطقوس دينية وشعائر فى العديد من الدول الأوروبية، قالت جايارو أن هجمات برشلونة وما قبلها أكبر دليل على وجود خلايا إرهابية فى الدول الأوروبية، لكن ذلك ليس مبرراً لأن يتم استهداف المسلمين دون تدقيق، مشيرة إلى أن تنظيم داعش الإرهابى يسعى لضرب أوروبا فى الوقت الذى يشهد تراجعا فى سوريا والعراق، ولتعويض تلك عمد إلى تحريك ذئابه المنفردة لشن هجمات إرهابية فى جميع أنحاء العالم.

 وأضافت المحللة الأسبانية : "على قوات الأمن أن تستعد بشكل أكثر من ذلك لمكافحة الإرهاب، حيث أن مركز الاستخبارات المركزية الأمريكية حذرت الشرطة الإسبانية من خطر وقوع عمليات إرهابية فى برشلونة خلال فصل الصيف، كما أبلغت الاستخبارات قوات حفظ النظام الإسبانية أن شارع الرامبلاس السياحى هو مكان محتمل لوقوع الهجوم، ولذلك فكان على قوات الأمن فى إسبانيا السيطرة على الأوضاع فى المنطقة بشكل أكثر من ذلك.

 ومن الملاحقات الأمنية إلى موجة التطرف اليمينية الصاعدة، رصد جايارو خطراً جديداً يواجه الأقليات المسلمة فى القارة العجوز، مشيرة إلى أن العديد من الأحزاب اليمينية بدأت تجد مكاناً واضحاً داخل البرلمانات الأوروبية وتتسلل إلى حكومات العديد من تلك الدول، مشيرة إلى دعوات تلك الأحزاب سراً وجهراً لإبادة المسلمين وطردهم من القارة الأوروبية فى خلط واضح ومخل بين الإسلام والإرهاب.

 واستشهدت جايارو بالاشتباكات التى وقعت فى برشلونة بين متظاهرين يمينيين ومارة فى الموقع الذى شهد هجوم الدهس الأخير، وحمل بـعض المتـظاهرين لافـتات مرتبطة بحركة الهوية وهى شبكة من جماعات القوميين البيض وتركز على الحـفاظ على الهوية الأوروبية، وكتب على بعض لافتاتهم "دافعوا عن أوروبا" و"أوقفوا أسلمة أوروبا" حيث أدى احتشاد أشخاص من المعارضين للتيارات اليمينية إلى إثارة مواجهة بين الجانبين المتعاديين فى منطقة قريبة من بلاكا كتالونيا بالقرب من الموقع الذى دهست فيه الحافلة حشدا من المارة.

 ومنذ فوز الرئيس الأمريكى دونالد ترامب فى الانتخابات الأمريكية الأخيرة، نهاية العام الماضى، توقع العديد من المحللون والخبراء صعود اليمين فى العديد من الدول الأوروبية عبر الانتخابات التشريعية والرئاسية المختلفة، وهو ما ظهر واضحاً فى دولاً من بينها النمسا، وظهر كذلك فى وصول المرشحة اليمينية المتطرفة مارين لوبان والتى دعت صراحة إلى طرد المسلمين، إلى جولة الإعادة فى الانتخابات الرئاسية الفرنسية، قبل أن تخسر أمام الرئيس الحالى إيمانويل ماكرون.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة