أحمد إبراهيم الشريف

«القوى الناعمة.. كيف» شعار معرض الكتاب.. مبتدأ ينقصه الخبر

السبت، 30 سبتمبر 2017 06:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
سيقام معرض القاهرة الدولى الكتاب فى دورته الـ49 فى أرض المعارض بمدينة نصر، فى الفترة من 27 يناير 2018 وحتى 10 فبراير، وسيأتى كل ذلك تحت شعار «القوى الناعمة.. كيف»، ودائما فى أحاديثنا الثقافية ما نتكلم عن القوى الناعمة ودورها ونربط بينها وبين تقدم الشعوب وحضارتها واستقراها ونقصد بها الثقافة والفن ما يتشعب عنهما، وعادة ما يكون مفهومنا قاصدا أنها فى مقابل القوة الحركية، ويجمع الكل على أن هذه القوى لا تقل أبدا فى التأثير عن هذه القوة الحركية، بل إنها، حسب الخبرة الإنسانية والتاريخية، تكون أكثر دواما وتأثيرا.
 
لكن فيما يتعلق بشعار معرض الكتاب والكيفية التى يطرحها، فتثير فى داخلها عددا من الأسئلة الواجب الإجابة عنها كلها تتعلق بـ«صياغة الجملة» فما الذى يسأل عنه شعار «القوى الناعمة.. كيف»، هل يقصد «لا حل سوى القوى الناعمة» أم يقصد «كيف نحقق القوى الناعمة؟» أم «كيف ننتصر للقوى الناعمة؟» طبعا لا أتوقع أنهم يقصدون سؤالا استنكاريا، وفى الحقيقة لم أفهم الجملة تماما وأشعر أن المحذوف فيها كان ضروريا هنا أن يكون موجودا ولم يكن من الواجب حذفه، لأن الجملة أشعرتنى بأنها مبتدأ ينقصه الخبر.
 
نعرف جميعا أن %70 تقريبا من رواد معرض القاهرة الدولى للكتاب هم من المصريين متوسطى المعرفة، وهم ليسوا فى حاجة كى يظلوا يتأملون المعنى الكامن خلف الشعار محاولين الوصول إلى معنى واضح.
 
لكن على العموم سوف نتبنى أن اللجنة المنظمة للمعرض الأهم فى مصر والوطن العربى والثانى على مستوى العالم، تقصد كيف ننجح فى استخدام القوى الناعمة لنصبح أفضل؟ وهنا يجب أن نحدد المجال الذى نريد أن ننجح فيه، وهل نقصد بناء الدولة داخليا، أم التأثير الخارجى لمصر فى العالم، أم بناء الإنسان المصرى، أم أنه سؤال يوجه إلى وزارة الثقافة لمعرفة منهجها؟ المهم أننى أتمنى أن يكون كل ذلك موجودا فى محاور المعرض وندواته وضيوفه ونماذجه الذين استطاعوا أن يحققوا أهدافهم مراهنين على القوى الناعمة.
 
لا يستطيع أحد أن ينكر دور الفن والثقافة فى بناء المجتمعات، خاصة أصحاب الحضارات مثل مصر، كما أننا نرى فى واقعنا المعاصر دولا تملك الجوانب المادية لكنها مشغولة جدا بصناعة دور ثقافى، لأنها تعرف أن ذلك هو الدائم.
 
موضوع القوى الناعمة شأن كبير والدول التى تدرك قيمته تحمى نفسها وتصنع مستقبلها وتملك القدرة على التأثير فى الآخرين ويحسب لها الكل ألف حساب، لذا نحن فى انتظار ما يحدث فى معرض القاهرة الدولى للكتاب فى دورته الجديدة.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة