فى الذكرى الـ49 لإنقاذ معابد أبوسمبل.. ملحمة الآباء فى انتشال آثار الأجداد

الجمعة، 22 سبتمبر 2017 11:04 ص
فى الذكرى الـ49 لإنقاذ معابد أبوسمبل.. ملحمة الآباء فى انتشال آثار الأجداد معابد أبوسمبل
أسوان – عبد الله صلاح

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

مع بزوغ شمس يوم الثانى والعشرين من شهر سبتمبر خلال العام الحالى، تحل علينا الذكرى الـ49 لإنقاذ معابد أبوسمبل جنوب مصر من الغرق فى مياه بحيرة ناصر التى تكونت عقب بناء السد العالى.

"اليوم السابع" تحدث مع الأثرى حسام عبود، مدير آثار أبوسمبل، والذى رصد التفاصيل الحاسمة والجهود التى بذلت لإنقاذ هذا الأثر الفرعونى الذى ظل على مدار آلاف السنين شامخاً على ضفاف نهر النيل جنوب مصر.

قال "عبود": مع مرور الأيام والسنين تبقى ملحمة إنقاذ معابد أبوسمبل من الغرق واحدة من المعجزات الهندسية التى نجحت البشرية فى تنفيذها، بعد تعاون دولى مشترك كلف نحو 36 مليون دولار دفعت مصر منهم الثلث، ودفع الشعب الأمریكى الثلث، بینما تم جمع الثلث المتبقى عبارة عن تبرعات من شعوب دول مختلفة، وحققت الأیادى المصریة قصص كفاح فى إنقاذ آثار أجدادهم ونقلها بعيداً عن الماء الذى زحف إليها تدريجياً مع ارتفاع منسوب المياه فى بحيرة السد العالى.

وتابع مدير آثار أبوسمبل، الحديث قائلاً: تبدأ قصة إنقاذ المعبد من الغرق عقب بدء العمل فى بناء السد العالى وقبل اكتمال بناءه عام 1964 وتكوين بحيرة خلفه، وتعالت النداءات الدولية لإنقاذ معابد أبوسمبل، وأطلقت منظمة اليونسكو فى الثامن من مارس 1960 دعوة لتتحد شعوب العالم لإنقاذ روائع من العقل البشرى فى معابد أبوسمبل من الغرق، ونقلها فى مأمن من أن تبتلعها مياه بحيرة ناصر، لافتاً إلى استجابة 51 دولة من دول العالم للمساهمة فى إنقاذ هذا التراث العالمى الفريد، وبلغت تكلفه إنقاذ معبدى أبوسمبل 36 مليون دولار أمريكى، واستمرت خلال الفترة من عام 1964 وحتى عام 1968، حيث تم تقطيع موقع المعبد كله إلى كتل كبيرة تصل إلى 30 طناً وفى المتوسط 20 طناً، وتم تفكيكها وأعيد تركيبها فى موقع جديد على ارتفاع 65 متراً و200 متراً أعلى من مستوى النهر.

وأوضح الأثرى حسام، بأن التحدى كان كبيراً حتى تتم عملية نقل معبدى أبوسمبل "رمسيس الثانى وزوجته نفارتارى" دون تغيير فى وضع بناء المعبد ومكانته التاريخية، لأن أعمال النقل كانت واحدة من أصعب عمليات نقل المبانى على مر التاريخ، فحاول المهندسون المعماريون والأثريون الحفاظ على الزوايا الهندسية وعلى ظاهرة تعامد الشمس دون أى أضرار أو تغييرات.

وأشار إلى أن عملية نقل المعبد، تمت على عدة مراحل، فكانت المرحلة الأولى بإقامة سد عازل بين مياه النيل وبين المعبدين، وذلك لحماية المعبد من الغمر فى المياه التى ترتفع بسرعة، والثانية كانت بتغطية واجهة المعابد بالرمال أثناء قطع الصخور، ثم انتقل المهندسون إلى المرحلة الثالثة بتقطيع كتل المعابد الحجرية ثم ترقيمها حتى يسهل تركيبها بعد النقل، ثم تم نقلها على مكان المعبد الجديد والذى يبعد عن المكان القديم بحوالى 120 متراً وعلى ارتفاع 60 مترًا عما كان عليه سابقاً، وبعد نقل جميع الأحجار من موقعها القديم، تم البدء فى المرحلة الرابعة بتركيبها مرة أخرى بداية من قدس الأقداس أى آخر جزء بالمعابد من الداخل وحتى البوابة الخارجية، كما تم بناء قباب خرسانية تحت صخور الجبل الصناعى وفوق المعبدين لتخفيف حمل صخور الجبل على المعبدين، وبذلك تم نقل معابد أبو سمبل بنجاح ليصبح أحد أكبر مشاريع القرن الماضى لضخامته والدقة التى تطلب تنفيذها للحفاظ على تعامد الشمس.

وذكر أنه فى مثل هذا اليوم من شهر سبتمبر من عام 1968 تم تنظيم احتفالية كبيرة بمناسبة انتهاء أعمال الإنقاذ، وشهدها أكثر من 3 آلاف شخصاً من مختلف دول العالم، من المشاركين فى مراحل إنقاذ المعبد التى استمرت لمدة أربع سنوات متواصلة فى صحراء أبوسمبل.

واستطرد مدير أبوسمبل، الحديث عن ذكرى إنقاذ آثار أبوسمبل من الغرق قائلاً: إن اللوحة التذكارية لافتتاح معبد أبوسمبل لا تزال موجودة إلى اليوم، والتى أزاح الستار عنها الرئيس الراحل جمال عبد الناصر فى احتفالية كبيرة لإنقاذ معبدى رمسيس الثانى، وإعادة إقامتهما فى هذا المكان اعتزازا بالتضامن الدولى لإنقاذ تراث الإنسانية وذلك بعد إقامة السد العالى، لتحقيق الرفاهية والرخاء لشعب مصر وذلك بالتعاون مع هيئة اليونسكو.

الرئيس الراحل جمال عبد الناصر يزور المعبد بعد إتمام عملية الإنقاذ
الرئيس الراحل جمال عبد الناصر يزور المعبد بعد إتمام عملية الإنقاذ

 

صورة جوية لمعابد أبوسمبل
صورة جوية لمعابد أبوسمبل

 

المشاركون فى الإنقاذ
المشاركون فى الإنقاذ

 

لوحة الافتتاح
لوحة الافتتاح

 

جانب من الإنقاذ
جانب من الإنقاذ

 

المعبد القديم
المعبد القديم

 

نقل رأس التمثال
نقل رأس التمثال

 

نقل رأس التمثال
نقل رأس التمثال

 

عملية نقدية قديمة
عملية نقدية قديمة

 

عملة نقدية لسوريا قديماً
عملة نقدية لسوريا قديماً

 

عملة نقدية لإندونيسيا قديماً
عملة نقدية لإندونيسيا قديماً

 

عملة نقدية للبنان قديماً
عملة نقدية للبنان قديماً

 

عملة نقدية فرنسية قديمة
عملة نقدية فرنسية قديمة

 

صورة حديثة للمعبد فى موقعه الجديد
صورة حديثة للمعبد فى موقعه الجديد

 

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة