الأردنية الفائزة بجائزة اليونيسكو لمحو الأمية: العقل العربى قادر على الإبداع

الجمعة، 22 سبتمبر 2017 02:00 ص
الأردنية الفائزة بجائزة اليونيسكو لمحو الأمية: العقل العربى قادر على الإبداع رنا الدجانى مؤسسة مبادرة نحن نحب القراءة
أ ش أ

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

أكدت الدكتورة رنا الدجانى، القائمة على مبادرة "نحن نحب القراءة" الأردنية التى فازت بجائزة منظمة (اليونيسكو) - الملك سيجونج لمحو الأمية لعام 2017، أن المبادرة إثبات على قدرات العقل العربى على الابتكار والإبداع فى تطوير وتصميم الحلول والمبادرات للتحديات التى تواجه الوطن العربى والعالم أجمع.

 

وقالت د. رنا، إن "المبادرة بدأت رحلتها منذ إدراكى أنه لا يوجد سوى عدد قليل من المكتبات التى يمكن أن أصطحب أطفالى إليها، فقررت إقامة مكتبتى الخاصة، حيث بحثت عن متاجر الكتب ودور النشر للحصول على كتب باللغة العربية ذات مظهر مشجع وجذابة من حيث الصور واللغة والمضمون، واشتريت نحو 100 كتاب، وأعلنت فى صلاة الجمعة أنه سيكون فى صباح اليوم التالى جلسة لقراءة القصص بصوت عالٍ للأطفال من كلا الجنسين للأعمار 2-9 سنوات".

 

وأضافت: "أعددت مجموعة من الأزياء التنكرية مثل زى السيدة العجوز أو المهرّج وعدد من دمى المسرح، وجاء 25 طفلًا تقربيا فى اليوم التالى، وقرأنا ثلاث قصص مع تمثيل وإيحاء وقضينا وقتا ممتعًا، ثم وزّعنا كل الكتب التى اشتريناها على الأطفال، وكان على الأطفال قراءة تلك الكتب مع أهلهم كل ليلة حتى الجلسة التالية والتى كانت مرة كل أسبوعين".. مشيرة إلى أن المبادرة نجحت نجاحا باهرا، حيث سعت إلى تطويرها على المدى البعيد ليكون هناك "مكتبة فى كل حى".

 

وفازت مبادرة "نحن نحب القراءة" التى أطلقتها رنا الدجانى عام 2006، بجائزة (اليونيسكو) - الملك سيجونج لمحو الأمية لعام 2017، حيث حصلت على الميدالية الفضية وجائزة مالية قيمتها 20 ألف دولار، وتسلمت الدجانى الجائزة خلال احتفالات المنظمة الأممية باليوم العالمى لمحو الأمية فى العاصمة الفرنسية باريس، الأسبوع الماضى.

 

ولفتت رنا الدجانى إلى أن المبادرة أسست حتى اليوم 1569 مكتبة داخل الأردن، وانتشرت إلى 33 دولة حول العالم، واستفاد من جلسات القراءة 183921 طفلًا حول العالم، ودرّبت 3461 شخصا على القراءة بصوت عالٍ للأطفال، ووصل عدد سفراء القراءة إلى 3079 سفيرا حول العالم، ووزّعت أكثر من 211000 كتاب أطفال على سفراء القراءة.

 

وقالت: "إن هدف المبادرة هو أن نصل إلى كل مكان، وكل طفل، ونغرس عنده حب القراءة ليكتشف الطفل مدى التغيرات الداخلية عنده والخارجية حوله. وسنبدأ بالوطن العربى، ‏ومن ثم العالم أجمع"، مشيرة إلى أن "(القراءة بصوت عال) هى المفتاح والسر لاستقطاب الأطفال، لأننا بذلك نعرّفهم على جانب آخر للقراءة وهو القراءة من أجل الاستمتاع ليتعرّفوا على عوالم جديدة ومتع مختلفة لم يختبروها فى أى مكان آخر إلا فى الكتب".

 

وأضافت أن المبادرة ألفت قصصا للأطفال باللغة العربية، لإثراء المحتوى العربى فى هذا المجال، حيث تتناول تلك القصص مواضيع مختلفة مثل: البيئة والحفاظ على الطاقة والمياه، واحترام الآخرين مثل اللاجئين وذوى الاحتياجات الخاصة والاندماج الاجتماعى والعدالة فى النوع لاجتماعى ومناهضة العنف.. مؤكدة أن خلال ‏القراءة يمكن أن يتغير سلوك الطفل إلى الأفضل بطريقة سلسة.

 

وأشارت إلى أن الأثر الذى تتركه المبادرة على الأطفال والكبار على حد سواء، هو أهم وسائل التسويق التى اعتمدت عليها المبادرة، وأكثرها فعالية، فالأطفال من خلال المبادرة تغيّر مفهومهم عن القراءة وأصبحوا يحبون الذهاب إلى المدرسة ليتعلّموا، والكبار شعروا بأهمية دورهم فى المجتمع وفى أثرهم على من حولهم فتولّد لديهم حس المسئولية لتطوير مجتمعاتهم إلى الأفضل.

 

ونوهت إلى أن المبادرة تعتمد على المتطوعين، وتعد نموذجا بسيطا وسهل التطبيق بطريقة تتناسب مع خلفية المتطوع الثقافية مهما اختلفت وتنوّعت، فضلا عن اعتمادها على الأبحاث التى تجرى بالتعاون مع جامعات عالمية كبرى مثل جامعة ييل وجامعة هارفرد.

 

وحول الصعوبات التى واجهت المبادرة منذ بدايتها، قالت الدجانى إن البقاء على اتصال مع الأفراد الذى تدرّبو معنا - الذى نسميهم (سفراء القراءة)، كان أحد التحديات التى واجهتها المبادرة، وقد تغلبنا عليها بتصميم تطبيق على الهاتف المحمول يخلق مجتمعا افتراضيا يستطيع من خلاله أن يتشارك جميع سفراء المبادرة ‏قصص النجاح والتحديات والاقتراحات.

 

وأضافت أن الوصول إلى كل حى فى العالم مع المحافظة على مستوى التدريب، كان أيضا تحديا تغلبنا عليه بإطلاق التدريب الإلكترونى على الإنترنت لكى يستطيع أى إنسان يرغب بالقراءة للأطفال بصوت عالٍ بالتدرب ‏على المبادرة أينما كان.

 

وبحسب الدجانى، فازت المبادرة بعدد من الجوائز منذ إطلاقها؛ أبرزها جائزة الملك ‏الحسين للعطاء المميز 2014، وجائزة مكتبة الكونجرس الأمريكى 2013، وجائزة "ستار" من بريطانيا 2015، وجائزة إيديو للتعليم غير الرسمى للاجئين 2014، و123جائزة كلنتون العالمية 2010، وجائزة سنرجوس 2009.









الموضوعات المتعلقة


مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة