بالصور.. قراءة فى كلمة الرئيس السيسى بمجلس الأمن.. إشارات واضحة إلى تاريخ مصر فى حفظ السلام إقليميًا ودوليًا.. وقدرة الجيش المصرى وجاهزيته وعدم سماحه بتجاوز خطوط الأمن والسلم الدوليين

الخميس، 21 سبتمبر 2017 01:49 ص
بالصور.. قراءة فى كلمة الرئيس السيسى بمجلس الأمن.. إشارات واضحة إلى تاريخ مصر فى حفظ السلام إقليميًا ودوليًا.. وقدرة الجيش المصرى وجاهزيته وعدم سماحه بتجاوز خطوط الأمن والسلم الدوليين الرئيس عبد الفتاح السيسى
كتب: محمد أبو النور

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

فى صباح الأربعاء، بتوقيت العاصمة الأمريكية المالية، نيويورك، كان الرئيس المصرى عبد الفتاح السيسى، أمام واحدة من أهم كلماته فى المحافل الدولية بسنوات حكمه السابقة على الإطلاق، ففى تلك الكلمة التى تعد فرصة لا تتكرر إلا نادرًا والتى ألقيت بقمة مجلس الأمن الدولى حول إصلاح عمليات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، برزت شخصية مصر على نحو شديد الوضوح أكثر من أى وقت مضى، بعد الظروف والمحاور العميقة التى ارتكزت عليها الكلمة الرئاسية المصرية.

 

الرئيس لدى إلقائه الخطاب
الرئيس لدى إلقائه الخطاب

 

تعود أهمية هذه الكلمة إلى أنها جاءت فى قمة ترأسها إثيوبيا تلك التى تدور معها مفاوضات مهمة حول أزمة سد النهضة، وأمام عدد من رؤساء الدول والحكومات، منهم رؤساء فرنسا والسنغال وأوكرانيا، ورؤساء حكومات إيطاليا وبريطانيا والسويد ونائب الرئيس الأمريكى، بالإضافة إلى سكرتير عام الأمم المتحدة ورئيس مفوضية الاتحاد الإفريقية، وهنا يمكن القول إن الرئيس المصرى حرص على توجيه الرسائل إلى الجانب الإثيوبى فى عبارات دبلوماسية متقنة تكون الأطراف الدولية شاهدة عليها.

 

ذكر الرئيس السيسى إثيوبيا والعالم بتاريخ مصر معبرًا عن حضارتها ودورها فى صناعة السلام عبر أحقاب التاريخ الحديث والمعاصر، من خلال تأكيده أن مصر كانت من أوائل الدول الداعمة لعمليات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، بدءًا بمشاركتها فى أول مهمة حفظ سلام متعددة الأبعاد فى الكونغو عام 1960، وانتهاءً بكونها سابع أكبر الدول مساهمة بقوات فى مهام حفظ السلام الأممية حاليًا".

 

وفى حديثه عن مسألة الكونجو تبرز غائية الكلمة من خلال التشديد على دور مصر فى إفريقيا، ومفاد كلام الرئيس بعبارة أوضح أن الكونغو ليست ببعيدة عن إثيوبيا، وأن مصر التى ساهمت فى إرساء السلام بتلك الدولة الإفريقية لن تقوض السلام فى بلد إفريقى آخر.

 

السيسى حرص على دعم جهود السلام الدولية
السيسى حرص على دعم جهود السلام الدولية

 

رقميًا اعتمد الرئيس المصرى على التاريخ أيضًا مدللاً بلغة الحساب على هذا الدور من خلال قوله، إن عدد البعثات التى شاركت فيها مصر وصل إلى 37 بعثة أممية، بإجمالى قوات تجاوز 30 ألف فرد منذ بداية مشاركتنا فى عمليات حفظ السلام، فى آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية وأوروبا، وشفع السيسى كلامه بالأرقام ليدلل على مدى انخراط مصر فى المسألة وأن التزامها بصنع السلام ليس كلامًا جزافيًا يلقى فى الهواء لكنه نابع من أصل بنيوى فى عقيدة الدولة المصرية تلك التى تعد ركيزة الأمن فى المنطقة، وبدونها لا يمكن لأى طرف كائنا من كان إقامة الحرب أو إقرار السلام.

 

وأهم ما يمكن قراءته فى هذا المنحى هو الإشارة إلى قدرة الجيش المصرى والتنويه إلى جاهزيته وإشارته الضمنية إلى أن هذا الجيش ذا التصنيف العالمى لا يسمح من خلال رؤية قيادته السياسية بأى تجاوز فقد ورد فى كلمة الرئيس قوله: "طوال هذه العقود، لم تحجم مصر عن المشاركة فى أصعب مهام الأمم المتحدة وأكثرها خطورة، وأولت الاهتمام الواجب بالتدريب والتأكد من أعلى مستويات الجاهزية والكفاءة، وضربت مثلاً يحتذى به فى السلوك والانضباط وعدم التسامح مع أى تجاوز، وساهمت فى بناء القدرات الإقليمية لحفظ السلام، لاسيما الإفريقية والعربية".

 

وبالرغم من أن الرئيس السيسى رجل حرب، استمد خبرته الحياتية بالكامل من خلال وجوده بالجيش المصرى مقاتلاً ثم وزيرًا للدفاع ثم مشيرًا، إلا أنه يؤمن بأن سبل حل النزاعات لا يتأتى بالقوة المسلحة فحسب بل يتأتى بالوسائل الدبلوماسية والسياسية.

 

السيسى يترأس الوفد المصرى فى أعمال القمة
السيسى يترأس الوفد المصرى فى أعمال القمة

 

وبرزت تلك النزعة فى الخطاب من خلال قول السيسى ما نصه: "إنه مع التسليم بأهمية حفظ السلام كأحد أهم أدوات المجتمع الدولى لصون السلم والأمن الدوليين، فلا يجب أن يكون الأداة الوحيدة لتحقيق هذا الغرض، فحفظ السلام ليس بديلاً عن الجهود الدبلوماسية الوقائية، أو الوساطة، أو بناء السلام، أو غيرها من الأدوات السياسية أو الاقتصادية والاجتماعية، الرامية إلى علاج جذور المشكلات ورأب الصدع الاجتماعى. وبالمثل، فإن حفظ السلام لا يمكن أن يكون هو رد الفعل المبدئى لكل أزمة".

 

وحتى لا يكون الكلام مبنيًا على مجرد آمال وتطلعات مصرية أرفق الرئيس السيسى تلك الرسالة بدلالات على أن ذلك من صميم تجربة الدولة المصرية وليس كلاماً يملأ به الوفد المصرى وقته المحدد للحديث فقد كان أن قال: "حرصت مصر خلال الأعوام الثلاث الماضية على الدعوة لتبنى مقاربة استراتيجية جديدة، تتعامل مع عمليات حفظ السلام فى إطار مفهوم يتضمن خطط عمل سياسية وبرامجية وعملياتية متكاملة، وبحيث تُعَدَل ولايات عمليات حفظ السلام بصورة مستمرة استجابة للمتغيرات السياسية والميدانية".

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة