استفتاء "برزانى" على "كف عفريت".. سيناريوهات كردستان العراق بعد الذهاب للصندوق.. التحول إلى دولة حبيسة.. ومواجهة العزلة السياسية والعداء مع الجيران.. وجيل الكبار يترك البلاد للصغار بمشاكل لا حل لها

السبت، 02 سبتمبر 2017 05:00 ص
استفتاء "برزانى" على "كف عفريت".. سيناريوهات كردستان العراق بعد الذهاب للصندوق.. التحول إلى دولة حبيسة.. ومواجهة العزلة السياسية والعداء مع الجيران.. وجيل الكبار يترك البلاد للصغار بمشاكل لا حل لها أعلام كردستان العراق ومسعود برزانى
كتب: محمد أبو النور

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

فى الوقت الذى يمضى فيه رئيس حكومة إقليم كردستان العراق، مسعود برازانى قدما نحو إجراء الاستفتاء من خلال تأكيده عقد استفتاء الانفصال فى موعده المقرر يوم الخامس والعشرين من سبتمبر، فإن تصور شكل الدول الكردية المحتملة وعلاقاتها بجيرانها وتفاعلاتها فى بيئتيها الإقليمية والدولية لا يعد ترفا بل ضرورة لفهم ما يمكن الذهاب إليه بعد الاحتكام إلى الصندوق.

 

السيناريو الأول.. التحول إلى دولة حبيسة

يقوم هذا السيناريو على تصور الشكل الحتمى للدولة الكردية المحتملة كونها ستصبح دولة حبية لا مطل لها على أى منفذ مائى ومحاطة بجبال ووديان سحيقة تمنعها من الاتصال بالعالم الخارجى بشكل مستقل.

 

ويرى عدد من الباحثين المتخصصين فى الشؤون الكردية (ماريا فانتابيه) أنه سواء تحول إقليم كردستان إلى دولة ذات سيادة بالكامل أم لا، يواجه جيل الألفية من الأكراد مشاكل مماثلة لنظرائه فى جميع أنحاء العالم التى تتمثل بالوعود المجردة لمؤسسة سياسية تتخبط هى نفسها فى الأزمات، وتقدم ضمانات للمستقبل فيما هى تترك الشباب يجهدون ويعانون من عيوب وقصور الجيل السابق والسبب فى ذلك هو افتقار الدولة المفترضة جغرافيا إلى مقومات الدول على النمط الحديث.

 

ومن المرجح أن تواجه الحكومة الكردية مشاكل لا حصر لها فيما يتعلق بتدبير احتياجاتها من الخارج ومن المؤكد أنها ستواجه مشاكل هيكلية فى بناء علاقات عمل تجارية فى ظل عدم إطلالها على البحر وبالتالى لجوئها إلى خيار التجارة عبر المواد المنقولة جوا ما سيضاعف الأسعار ويخلق حالة ركود وكساد وبطالة وتضخم لا تقوى الدولة المفترضة على تحمله.

 

السيناريو الثانى.. العداء مع كل الجيران

لا ينفصل هذا السيناريو عن السيناريو السابق بل يكمله ويعد من تداعياته الحتمية، بسبب الرفض القاطع بالإجماع من كل جيران الإقليم (العراق ـ إيران ـ تركيا) على مسألة الذهاب إلى الاستفتاء من الأساس.

 

وبالتالى فإن الدولة التى يسعى مسعود برازنى لتأسيسها تواجه حالة ربما لا توجد فى التاريخ، بأن تحاط بأعداء من كل الجهات وتعتمد فقط على علاقاتها بدول أخرى وهو أمر يصعب تصوره نظريا أو عمليا مع احتملات لجوء هذه الدول إلى فرض حالة من العزلة السياسية والتجارية وفرض حظر جوى على البلاد التى لن يكون لها ملجأ أو بدائل ذات جدوى.

 

ولذلك يرى خبراء متخصصون فى الملف الكردى (سينان أولجن) أن استفتاء الاستقلال الذى تريد سلطات كردستان العراق لن يؤدى إلى إقامة دولة مستقلة، وأنه حتى لو تم إجراء الاستفتاء وأيدت النتيجة الاستقلال، لن تسمح الديناميكيات الإقليمية لحكومة إقليم كردستان بأن تمضى قدماً فى أجندتها الانفصالية حتى مستقبل منظور.

 

السيناريو الثالث.. ترك الصغار بدولة من دون مؤسسات

يتصور هذا السيناريو شكل مؤسسات الدولة فى ظل حكم جيل الشباب أو صغار الأكراد بعد تغيب جيل المؤسسين عن المشهد ومن المتوقع أن يواجهوا بدولة غير مؤهلة على المستوى الإدارى والمؤسسى وتفتقر لوجود جيش متماسك وأجهزة أمنية ورقابية لها القدرة على الاضطلاع بأمر الانفصال.

 

يمر به المواطن الكردى يكمن فى أن الاستفتاء تعبير عن مؤسسة سياسية ترغب فى تدعيم سلطتها، على الرغم من أنها أثبتت عدم قدرتها على تجديد نفسها، وفقا لقولها الذى نشره الموقع الرسمى لمعهد كارنيجى على الإنترنت.

 

وعليه فإن الذهاب إلى الاستفتاء من شأنه ثبيط عملية الاستقلال الكردى بدلاً من تمكينها، إذ قد يتمكن الاستفتاء من تحقيق التطلعات الحقيقية لجيل قدامى الأكراد الذين سيتركون جيلا من الشباب مع ميراث من الإصلاحات السياسية غير المُنجّزة، ومؤسسات ضعيفة خاضعة إلى سيطرة شبكات شخصية، وعلاقات عدائية مع الجوار، لذلك، فهم غير قادرين على بناء وتحقيق حلم الدولة المستقلة فى الإقليم الذى أصبح حديث العالم وسيظل كذلك حتى الخامس والعشرين من سبتمبر المقبل.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة