طارق البرديسى يكتب: المنطقة العربية والقوى الدولية

الإثنين، 18 سبتمبر 2017 02:00 م
طارق البرديسى يكتب: المنطقة العربية والقوى الدولية الحرب فى سوريا

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

القوى العالمية وكذلك الإقليمية والأسرة الدولية كلهم لا ينامون الليل ولا يغمض لهم جفن، من أجل استقرارنا وتصدير الديمقراطية إلينا والتأكد من احترامنا لحقوق الإنسان وحسن استخدامنا للكاتشب واستعمالنا الأمثل للمايونيز.

 ما يحدث فى منطقتنا العربية يسعد أعداءها ويجذبهم إلى أراضينا علهم يستفيدون من خيرات البلاد التى يسيل لها لعاب الكل، بترول وغاز وثروات لا تنضب، فتتكالب الأمم من أقاصى الأرض شرقاً وغرباً داعمةً كل الفرق المتحاربة من أجل مصالحها واستفادتها متدثرةً بغطاء يشى بالشرف ومساعدة من يحتاج المساعدة ومحاربة الإرهاب، لكنها تخفى ما ظهر جلياً الآن .

إن الأمر كله كان يبتغى آبار البترول والغاز فى ليبيا والعراق وسوريا، وتمكين قوميات جديدة من التواجد، وقد تهيأت للانفصال والاستقلال بعد دعمها وتقديم السلاح والمعدات لها من قبل قوة أتت من وراء الأطلسى تريد التصدى لمحاربة داعش ثم يختفى اللهو الخفى أو داعش ليتصدر الأكراد المشهد حالين محلهم، فى الرقة ودير الزُّور والحسكة فى سوريا وكركوك والحويجة وسهل نينوى فى العراق وسواء سُميت بقوات قسد أو البشمركة، فإن الأسماء لا تهم، فالأهم أن خرائط جديدة باتت ترسم بقوة السلاح وفرض الأمر الواقع ..

إن العرب يثقون فى الولايات المتحدة وروسيا أكثر من ثقتهم فى أنفسهم ويلجأون إلى قوى إقليمية لحك جلدهم، مع أن تراثهم يقرر أنه ماحك جلدك مثل ظفرك، وأن من يحاول الاحتماء بالولايات المتحدة أو إيران أو حتى تركيا سيجد نفسه عرياناً وقد اقترب الشتاء بلياليه قارصة البرودة !

كل القوى العالمية وكذلك الإقليمية لا تحركها إلا مصالحها، ولا تبحث إلا عن صالحها وهو أمر لا يحتاج كثير شرح أو عميق تبيان، لكن العرب خارج سياق المنطق والتاريخ، أما الجغرافيا فقد ضاعت معالمها وذابت ملامحها بعد أن تاهت حدودها وبات الكل ينتظر رسم حدود جديدة من قبل غير العرب لصالح العرب تلبى مصالحنا وتعمل جاهدةً مبتغيةً سواد عيوننا .










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة