سعيد الشحات

استفتاء كردستان ليس نهاية المطاف

الخميس، 14 سبتمبر 2017 07:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
وحده وبمساندة واضحة من إسرائيل يصمم مسعود بارزانى، رئيس إقليم كردستان العراق، على إجراء استفتاء انفصال الإقليم عن العراق يوم 25 سبتمبر الجارى.
 
خريطة التأييد الإقليمية والدولية للاستفتاء الذى سيترتب عليه الانفصال لا يوجد عليها سوى إسرائيل، فقبل أيام أعلن بنيامين نتنياهو رئيس وزراء إسرائيل، تدعيمه للشعب الكردى للحصول على دولة خاصة به، وفيما تتخذ إسرائيل هذا الموقف فإن الأمر على النقيض تماما من الحكومة العراقية وتركيا وإيران وسوريا باعتبارهم الدول المعنية بالدرجة الأولى بهذه القضية، كما أن الأمم المتحدة ترفض هذا الاستفتاء، وأمريكا غير متحمسة وتطلب التأجيل.
 
وعلى صعيد المواقف العملية أعلن البرلمان العراقى رفضه للاستفتاء، وأعطى لرئيس الحكومة تفويضا لاتخاذ إجراءاته، أما بالنسبة لتركيا وإيران فكان لقاء الرئيس الإيرانى حسن روحانى، والتركى أردوغان فى تركيا حاسما فى هذا، حيث قال روحانى: «لقد دخلت علاقتنا مع تركيا مرحلة جديدة، وقد ناقشنا أنا وأردوغان مسألة كردستان، ومنع خلق مشكلة جديدة فى العالم الإسلامى»، ويعنى ذلك صراحة أن الدولتين تتفقان على أنهما سيقفان بحسم على أى تغيير ديمغرافى على حدودهما، والمعروف أن الأكراد فى تركيا يزيد عددهم عن 10 ملايين نسمة «يمثلون من %15 إلى %20 من عدد السكان»، وهناك فصول دامية بينهم وبين الدولة التركية تدور تقريبا حول طموح الأكراد للانفصال ورفض الحكومات التركية المتعاقبة لذلك رفضا قاطعا.
 
أما إيران فيزيد عدد الأكراد فيها عن 7 ملايين ونصف مليون يمثلون حوالى %10 من عدد السكان، وبأى حال من الأحوال فإن الدولتين ستواجهان بحسم تسريب ورقة الأكراد للعب بها إقليميا بما يؤدى إلى أن يكون هناك كيان كردى مستقل فى تركيا، وكيان كردى مستقل فى إيران، وكيان كردى مستقل فى العراق، ولو أضفنا الوضع فى سوريا التى يقترب عدد الأكراد فيها من 2 مليون نسمة، بما يعنى احتمالات مطالبتهم أيضا بالانفصال سنكون أمام كيان كردى يسلخ نفسه من جغرافية الأرض السورية التى نعرفها.
 
حاصل كل ذلك أننا أمام حلم الأكراد فى «كردستان الكبرى»، وأى اقتراب من تحقيق هذه الحلم معناه إعادة رسم خريطة المنطقة بما يترتب على ذلك من اقتطاع مساحات جغرافية شاسعة من كل الدول المعنية، فهل ستسمح هذه الدول بذلك؟ وما الأوراق التى بحوزتها كى توجه ضربتها لتحافظ على حدودها المتعارف عليها منذ مرحلة ما بعد الحرب العالمية الأولى التى تم فيها هندسة المنطقة بما هى عليه الآن؟ ولماذا تقف إسرائيل وحدها مؤيدة وبكل قوة لدعوة «بارزانى»؟.
 
طرحت هذه الأسئلة على عدد من المهتمين بالقضية، ومنهم عراقيون، وحاصل ما استمعت إليه، أن بارزانى يقامر بخطوة الاستفتاء، وهو يراهن على حالة الفوضى الحالية فى المنطقة، وأكد البعض على أن إقدامه على هذه الخطوة لا يمكن أن يتم دون الحصول على ضوء أمريكى حتى لو أعلنت أمريكا عكس ذلك، كما أن الترحيب الإسرائيلى يعطى دليلا على أن هناك اتفاقات تمت فى الغرف المغلقة بين الطرفين، وهذا هو أكثر ما شجعه لأن إسرائيل فى عز قوتها، بينما العرب فى عز ضعفهم.
 
وبالنسبة للمواجهة هناك اتفاق على المخاوف من تفجير الموقف بدرجة لا يتوقعها أحد، ففى حال فشل الجهود الدبلوماسية، سيكون لدى هذه الدول أوراق ضغط ستلعب بها، وقد تصل هذه الأوراق إلى الحرب، ولم يستبعد البعض إلى أن يكون «الحشد الشعبى» العراقى ورقة فى هذا.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة