إيران تبحث عن موطئ قدم فى المغرب.. ندوة سياسية أدارها مغربى متشيع تثير أزمة فى الرباط.. خلايا طهران النائمة تستغل أزمات المنطقة لنشر المذهب الشيعى.. والسلفيون يشنون هجوما على دولة الملالى: تشعل الفتنة الطائفية

الثلاثاء، 08 أغسطس 2017 06:20 م
إيران تبحث عن موطئ قدم فى المغرب.. ندوة سياسية أدارها مغربى متشيع تثير أزمة فى الرباط.. خلايا طهران النائمة تستغل أزمات المنطقة لنشر المذهب الشيعى.. والسلفيون يشنون هجوما على دولة الملالى: تشعل الفتنة الطائفية إيران مستمرة فى نشر التشيع
كتبت آمال رسلان

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

حيث العرب غافلون.. غارقون فى صراعات بعضها داخل حدود الوطن الواحد والآخر خارج تلك الحدود، تعمل ايران فى ثبات وهدوء مستغله هذه الغفلة العربية لتدعيم تواجدها فى دول المنطقة عبر نشر فكرها المذهبى والطائفى، فهذا الأسلوب أصبح معتادا من طهران التى تعتمد على سياسة التمدد خارجيا واستغلال الأزمات لتحقيق مصالحها الخاصة.

 

تلك السياسة استخدمتها طهران مع المغرب مؤخرًا، حيث ظهر ذلك عبر انتشار بارز لبعض المغاربة المتشيعين فى فعاليات سياسية عامه مما أثار ضجة فى البلاد، وأكد مراقبون على أن ايران استغلت تصاعد حده الصراعات العربية وحالة الاستقطاب داخل الشرق الأوسط للتحرك فى المغرب، التى أعادت علاقاتها الدبلوماسية مع طهران منذ ما يقرب من عام بعد قطيعة دامت سنوات.

 

مخطط دولة "الملالى" لإيجاد موطئ قدم لها فى المغرب تم الكشف عنه من خلال ندوة سياسية أقامها حزب النهضة والفضيلة الإسلامى قبل أيام، تحت عنوان "الربيع العربي: المبتدأ والخبر"، قام بإدارتها الباحث المغربى إدريس هانى، المعروف بزياراته المتكررة الى سوريا وإيران والعراق ولقائه بقيادات مرجعية شيعية، مما أثار جدلا داخل الأوساط المغربية وأغضب بعض النشطاء الإسلاميين، الذين هاجموه ووصفوه بـ "عميلا إيرانيا متشيعا".

 

صحيفة "هسبريس" المغربية أكدت على أن عدد من السلفيين المغاربة انهالوا على الحزب وضيفه ووجهوا له اتهامات بـ"نشر التشيع وسط المغاربة من خلال العمل السياسي"، ووصفوا الأمر بـ"مصيبة وكارثة بكل المقاييس" محذرين من أن الرباط مستهدفه لتغيير هويتها ونشر المذهب الشيعى، فتلك الندوة وما أثارته من أزمة داخلية مثلت الفرصة للهجوم من جديد على الشيعة المغاربة، وقامت صفحات السلفيين على موقع "الفيس بوك" بقيادة هذا الهجوم لافتين الى أن غايتهم "زعزعة استقرار البلاد من أجل المال"، فيما ذهب البعض إلى القول إن الخطوة ترمى إلى "إشعال الفتنة وانتشار الطائفية والقبلية فى المغرب".

 

وحاول محمد خليدى، الأمين العام لحزب النهضة والفضيلة، تبرير تلك الندوة، لافتًا إلى أن الموعد يندرج ضمن سلسة من الندوات الفكرية التى يحتضنها الحزب، والتى انطلقت منذ شهر رمضان الماضى، وتناولت فى وقت سابق قضايا مثل الاتحاد الإفريقى والبنوك الإسلامية، وقال: "استضافة ادريس هانى جاءت لمناقشة موضوع الربيع العربى ورؤيته كباحث مغربى وليس كشيعى".

 

 واستغرب المسئول الحزبى، فى تصريح للصحيفة المغربية الجدل الذى أثاره بعض السلفيين حول الندوة، مضيفًا: "المحاضرة لم تتناول ولو بكلمة واحدة الشيعة، وحضرها باحثون ومفكرون ووزراء سابقون، وكان النقاش مثمرا"، معتبرًا أن حزبه منفتحًا على جميع التيارات والثقافات والسعى إلى التعرف عليها.

 

تلك الواقعة التى زلزلت الوساط السياسية المغربية أحيت الخلاف القديم بين الرباط وطهران حول محاولات الأخيرة نشر مذهبها الشيعى فى المغرب، وأعادت علامات الاستفهام مجددا حول مستقبل العلاقات بينهما والحفاظ على عدم التدخل فى شئون الآخرين، حيث كانت الرباط قد قطعت العلاقات الدبلوماسية مع الدولة الشيعية عام 2009 خوفا من نشر مذهبها بعد أن برزت مؤشرات قوية للغاية فى السنوات القليلة الماضية على ذلك.

 

وقال مصدر مغربى مسئول، إن الرباط أقدمت على خطوة قطع العلاقات بعد اكتشاف تورط السفارة الإيرانية بالمغرب فى أنشطة داعمة للتشيع، ووصفتها الخارجية المغربية بـ"النشاط المريب" بغية تشييع المغاربة، وإخراجهم من المذهب السُنى المالكى، والمسّ بالهوية الرّاسخة للشعب المغربى ووِحدة عقيدته.

 

وأصدرت وقتها وزارة الداخلية أيضًا بيانا أكّدت فيه حرصها على التصدّى بكل حَزم وفى إطار القوانين الجارى بها العمل، لكل الممارسات المنافية لقِيم المجتمع المغربى، ولكل المنشورات والكُتب والإصدارات، التى ترمى إلى المسّ بقيمه الدِّينية والأخلاقية، وأعتبر المراقبون وقتها أن قطع العلاقات الدبلوماسية مع إيران يعتبر بمثابة تحذير لنشطاء التيار الشيعى فى المغرب، الذين كانوا يتحركون بحرية ويصدرون جريدة "رُؤىً مُعاصرة" لنشر أفكارهم، فضلا عن تشكيل جمعيات شيعية.

 

وبعد 7 سنوات من القطيعة أعادت الرباط مجددا علاقاتها الدبلوماسية بطهران منتصف العام 2016، حيث عين العاهل المغربى حسن حامى سفيرا للمغرب لدى جمهورية إيران، إثر التوصل لاتفاق بين البلدين، إلا أنه وبعد ما يقرب من عام من عودة العلاقات خيم على الأوضاع شبح تجدد الأزمة بعد أن بدأ الشيعة المغاربة يتحركون بحرية كما كان فى السابق، الأمر الذى قد يثير مخاوف السلطة المغربية.









الموضوعات المتعلقة


مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة