"مع السلامة يا بنى" بهذه الكلمة ودع مرشد سياحى نوبى بأسوان، تمساحه الذى عاش معه منذ عام 2010، ثم قرر إعادته لبيئته الطبيعية ببحيرة السد العالى، بعد أن شعر بالذنب تجاه التمساح لتقييد حريته داخل منزله.
"اليوم السابع" انتقل إلى منزل العم محمد صبحى مرشد سياحى نوبى، يعيش بمنطقة جزيرة أسوان وسط نيل بمدينة أسوان ليسمع منه قصة تمساحه النيلى الذى قضى معه 7 سنوات ثم قرر أن يسلمه لمسئولى البيئة بمحافظة أسوان لإطلاق سراحه.
وقال العم محمد صبحى: عشت 7 سنوات مع التمساح، ربيته عندما أتى به الصياد الذى وقع فى شبكته أثناء الصيد فى مياه نهر النيل، وكان وقتها صغيراً، فأخذته كعادة أهل الجزيرة فى تربية التماسيح وعرضها فى منزلها كنوع من جذب السائح الأجنبى للمنزل النوبى باعتبارها ضمن المزارات السياحية فى مدينة أسوان".
وأضاف العم صبحى، أن وجود التمساح فى بيته كان مهماً جداً، لأن منزله يعد متحفاً للحيوانات والزواحف المحنطة والحية، وأطلق على منزله الذى خصص الجزء الأكبر منه للمتحف اسم "أنيماليا" ووضع التمساح فى قفص كبير أسفله ماء وأعلاه حديد، وكان يطعمه ويرش عليه الماء ويعتنى بتربيته جيداً.
وأوضح المرشد السياحى النوبى، أن السائحين عندما كانوا يحضرون إلى منزله كانوا ينبهرون بقدرته على تربية تمساح نيلى داخل منزله، ولكنهم كانوا يتضايقون من تقييد حرية هذا الكائن الحر الذى من المفترض أن يكون مكانه مع أصدقاءه التماسيح وسط مياه النيل وعلى ضفاف بحيرة السد العالى، مشيراً إلى أنه أخذ يفكر بموضوع ضيق السائحين من تقييد حرية التمساح، وخاصة أن طبيعة البيئة التى يعيش فيها بجزيرة أسوان توحى للاهتمام بالطبيعة والحيوانات والمخلوقات التى تعيش فيها.
"فاطمة محمد صبحى" مرشدة سياحية وابنة العم محمد، تقول أن والدها قرر إطلاق سراح التمساح استجابة للإنسانية التى دفعته للتعمق مع الحيوانات وقراءة أفكارها جيداً، وخاصة أنه اكتشف أن تمساحه "أنثى" تحتاج إلى ذكر يرعاها ويجاورها، لافتةً إلى أن والدها يرغب من إطلاق سراحه فى النيل أن تكون مبادرة يتبعها جميع أهالى غرب النيل الذى يعتمدون على التمساح داخل منازلهم باعتباره أهم المزارات التى تشد السائحين للزيارة، مؤكدةً أن قراره بإطلاق سراح التمساح سيكون بالمجان دون المتاجرة فى ثمنه والذى يقدر سعره بالآلاف فى حالة الرغبة فى بيعه.
وتابعت فاطمة صبحى: أصعب اللحظات التى مرت على أبى وهى إطلاق سراح التمساح أمام عينيه بالبحيرة خلف السد العالى وكان يردد على لسانه فى حق التمساح "الوداع يابنى".
من جانبه، أكد المهندس عمرو عبد الهادى، مسئول وحدة التماسيح بإدارة المحميات الطبيعية بجهاز شئون البيئة بأسوان، أنه توجه إلى منزل العم صبحى "متحف أنيماليا" وتسلم التمساح بعد إجراءات الإمساك به وتقييد حركته ثم توجه به لبحيرة ناصر خلف السد العالى لإطلاق سراحه، مشيراً إلى أن التمساح يصل طوله إلى مترا ونصف ووزنه 17 كيلو، حيث تم إعادته إلى بيئتة الطبيعية ببحيرة ناصر فى إطار الحفاظ على التنوع البيولوجى للتماسيح النيلية والحفاظ عليها من الانقراض.
واستكمل مسئول وحدة التماسيح بإدارة المحميات الطبيعية بالجنوب بأسوان، تصريحاته بأن إطلاق التمساح تم بأحد الأخوار الطبيعية ببحيرة ناصر، وهو من نوع " أنثى"، وتم تسجيله بالكود رقم 113.
وطالب "عبد الهادى"، مربى التماسيح النيلية من أهالى أسوان بالإقتداء بهذه المبادرة وتسليم التماسيح التى يتم تربيتها داخل المنازل إلى قطاع المحميات الطبيعية لإعادتها مجددا إلى بحيرة ناصر للحفاظ عليها داخل بيئتها الطبيعية.
.jpg "العم صبح ومسئولى البيئة يطلقون سراح التمساح")
العم صبح ومسئولى البيئة يطلقون سراح التمساح
.jpg "التمساح قبل إطلاق سراحه")
التمساح قبل إطلاق سراحه
.jpg "التمساح على ضفاف بحيرة ناصر")
التمساح على ضفاف بحيرة ناصر
.jpg "التمساح يفر إلى بحيرة ناصر")
التمساح يفر إلى بحيرة ناصر
.jpg "التمساح أثناء إطلاق سراحه")
التمساح أثناء إطلاق سراحه
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة