ماهر المهدى

الحرب ضد السفاح البدين

الجمعة، 04 أغسطس 2017 05:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أن نطلب من السفاح البدين أن يقطع علاقاته بآخرين، فهذا سؤال معروف إجابته مسبقاً وهى الرفض، إذ لماذا يقطعها طالما لم نقطع يده ولم نوقفه؟ بل إن السؤال – فى الحقيقة – مدعاة لاستمرار السفاح فيما يحب، فهو يحب ما يمارسه من ألاعيب الإرهاب والتسلط على الدول الأخرى، وتأليب الجماعات والأنظمة على بعضها البعض.
 
 ومن دواعى سرور السفاح أن يرى البعض مغتاظا وأن يرى البعض يتحرق شوقا إلى حرق السفاح وقصره دون أن يفعل شيئا من ذلك، وتقتصر ثورته على كلمات الغضب أو كلمات السباب، وقد جاءت المقاطعة لتعطى السفاح البدين سببا – من وجهة نظره – للاقتراب من الدوائر التى طمح إلى الاقتراب منها مسبقا، للاستفادة من خبراتها التى تعوزه فى طريقه تحو أهدافه. 
 
فالسفاح البدين يواصل مساره المرسوم، وإن ضاقت عليه سبل الحياة قليلا الآن، فالتدابير جارية لإيجاد المنافذ البديلة لكل شىء، وخطط الطرمخة على الإجرام والإرهاب الذى مارسه السفاح قيد الحياكة المستمرة، وإن بدت بعض أطراف منها منذ قليل أمامنا، فراحت أبواق السفاح تردد أن السفاح قد يقاضى دول المقاطعة على فعلتهم الشنعاء فى كشف أفعاله السوداء من الألف إلى الياء، وكشفه كإرهابى مصاص للدماء أمام العالم. 
 
أن نسأل السفاح البدين أن يغلق قنواته الإعلامية لأنها تسبب لنا الإزعاج بالكذب والخديعة والخيانة، لهو سؤال أيضاً معروف إجابته مسبقا وهى الرفض، إذ لماذا يغلقها السفاح البدين إذا كانت تحقق له هدفه فى حربه ضدنا وضد غيرنا دون أن نستطيع أن نشلها أو أن نغلقها نحن؟! فلن يستجيب السفاح البدين لأى من طلباتنا هذه، لأنه فى حرب ضدنا . وعلينا – نحن المتضررين - أن نشل يد السفاح ونشل قنواته المجرمة بكل الطرق الشرعية والمشروعة، وأن نجعل من تلك القنوات الإعلامية المجرمة التى يديرها وبالا عليه وخرابا على وطنه وعلى قصره المشيد بالدماء والأحقاد التى يتحدث عنها والتى لا يعرفها سواه هو وبطانته وحلفائه الذين يشعلون نيران الشيطان فى كل موقع وهم يرددون أنهم يحسنون بالعالم فى أوطانهم وحولهم صنعا  .
 
إن المنطقة فى حالة حرب، وفى حالة انسلاخ وفى حالة تغير وتشكل، ولابد أن نعرف الطريق إلى القضاء على السفاح البدين، وأن نجرده من أسلحته ومن معاونيه من المجرمين ومن الإرهابيين، وأن نفضح وسائله وخططه ونضعه فى مواجهة مع أفعاله ومع من شق عليهم الحياة وأشعل فى ديارهم النيران وقتلهم وشردهم. علينا أن نحارب السفاح البدين فى الداخل. فى داخل وطنه وفى داخل قصره، حتى لا يبقى له ملاذ ولا يسانده مؤيد . وحتى لا تنجح خطته فى تحويل الداخل الى جبهة مساندة له فى عتوه وإرهابه وإجرامه بدعم من شيوخ الإرهاب والتطرف الذى يعملون ليلا ونهارا على تغييب الداخل وتوجيهه الى الوجهة التى يريدها السفاح البدين من أجل أطماعه الشيطانية . وعندها فقط، ستكون نهاية السفاح، وليس قبل ذلك . ولعل نهاية السفاح البدين تكون على يد شعبه.
 
علينا أن نكسر أعوان السفاح من الجماعات الإرهابية باستباقهم بعمليات الردع المناسبة دون رحمة ولا شفقة ولا تردد، وأن نصل إلى مفاتيح ممارساته الإرهابية من المرتزقة وأشباه المرتزقة . ولعل القضاء على السفاح فى يد الجماعات الإرهابية التى تنعم بربوبيته الآن، فالمرتزقة شركاء الجريمة، وليسوا وطنيين ولا شركاء حلم وطنى، ومدخل المرتزقة قد يكون سهلا معلوما . 
 
إن بعض العالم قد لا يهتم بقصة السفاح البدين، لأن فى الدنيا مآس كثيرة - بالنسبة إلى هذا البعض - ولأن السفاح البدين يرقد على تل من الأموال ومن الغاز - بالنسبة للبعض الآخر من العالم - وهو البعض الذى قد لا يرى فى السفاح سوى بطنه المنتفخة بالمال والبترول . وهذا المنفذ من عدم الاهتمام العالمى بما اقترفه السفاح البدين قد يشكل قبلة الحياة بالنسبة الى السفاح البدين الآن . ولكن قليلا من المثابرة والصمود سوف يكونان كافيين لإحداث تغيير مناسب فى رؤية العالم لهذا السفاح البدين، شريطة أن نؤمن أن ما كان من السفاح البدين لن يمحى ولا يمكن أن ينسى، وأنه لا عودة الى الوراء .
 
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "المؤمن لا يلدغ من جحر مرتين" صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم. حفظ الله مصر ورئيسها ووفقه إلى الخير كله .









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة