ثقافة النمو.. دراسات غربية تؤكد صعود مصر فى المشهد الاقتصادى العالمى

السبت، 26 أغسطس 2017 10:04 ص
ثقافة النمو.. دراسات غربية تؤكد صعود مصر فى المشهد الاقتصادى العالمى صورة ارشيفية - عمال فى أحد المصنانع
أ ش أ

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لعل مصطلح "ثقافة النمو" يتجلى فى السعى الحثيث للمصريين الآن نحو التقدم فى كل مجالات وأوجه الحياة فيما تؤكد دراسات لمؤسسات اقتصادية ومالية مرموقة أن مصر صاعدة بقوة ضمن التحولات فى المشهد الاقتصادى العالمى. 
ومن يتابع التقارير والدراسات البحثية المتوالية لمؤسسات مالية رائدة معنية باستراتيجيات النمو للأسواق وتشارك بفعالية فى تشكيل الثقافة الاقتصادية فى الغرب مثل مؤسسة برايس ووتر هاوس كوبرز الشهيرة بالاختصار "بى دبليو سى" سيخلص لنتيجة واضحة وهى أن الاقتصاد المصرى يسير بثقة على طريق النمو والصعود.
ففى دراسة مستفيضة صدرت بالإنجليزية لهذه المؤسسة "بعنوان العالم فى عام 2050: هل سيستمر التحول فى القوى الاقتصادية العالمية" أكد الباحثان جون هوكسورث ودانى شان أن مصر صاعدة لتكون قوة من القوى الاقتصادية الكبرى فى العالم.
ومصر التى كانت تحتل فى عام 2014 المركز الثانى والعشرين عالميا فى إجمالى الناتج المحلى حسب تصنيفات هذه الدراسة وبياناتها ستتقدم صاعدة للمركز السادس عشر بين أكبر القوى الاقتصادية فى العالم عام 2050.
وهذه الدراسة الحافلة بالبيانات والإحداثيات والجداول تضمنت توقعات النمو الاقتصادى على أساس الناتج المحلى الإجمالى فى 32 دولة حول العالم حتى عام 2050 من بينها مصر التى ستتجاوز نسبة النمو السنوى فى إجمالى ناتجها المحلى الـ4 فى المائة.
أما الصين فستكون حسب هذه الدراسة القوة الاقتصادية الأولى فى العالم لتتجاوز الولايات المتحدة الأمريكية التى قد تنافسها الهند أيضا لتزيحها عن المركز الثانى فيما ستصعد أندونيسيا نحو إزاحة اليابان عن المركز الرابع وأن كان ذلك لن يعنى فى ضوء مؤشرات ومعايير أخرى عديدة غياب الاقتصاد الأمريكى والغربى عموما عن مكانته المهمة فى قلب السوق العالمية.
وهذه الدراسة تأتى فى وقت يشهد فيه الاقتصاد العالمى تحولات مستمرة بل "وينقلب رأسا على عقب" كما يعبر عنوان كتاب جديد صدر بالإنجليزية لتشارلز كينى الذى يتبنى نظرية متفائلة فحواها ان تحقيق دولة ما لمكاسب قد لا يعنى حتما خسارة دولة أخرى وهى رؤية سوية تتسق مع الذهنية المصرية وفطرتها الطيبة.
وهذا الكتاب يحمل رؤية متفائلة لمؤلفه وهو عالم اقتصاد بريطانى الأصل للاقتصاد العالمى فى ظل صعود القوى الاقتصادية الجديدة مثل الصين والهند دون أن يعنى ذلك بالضرورة انهيار القوى الاقتصادية الغربية وفى مقدمتها الولايات المتحدة.
والرؤية المتفائلة أو ثقافة الأمل كما تتجلى فى هذا الكتاب تقوم على شرط العمل والابتكار وها هو المؤلف يضرب مثلا بمقارنة موحية فحواها أن معدل إنتاج الغلال فى العقد الأول من هذا القرن بلغ أكثر من ضعف معدل الزيادة فى عدد السكان بالعالم النامى أو "الجنوب". 
ولعل هذه النزعة الفلسفية العملية المتفائلة فى الثقافة العالمية تقدم نوعا من الإجابات لأسئلة المستقبل فى مصر وتعلى من ثقافة الأمل والعمل كواحدة من الدول الـ 32 التى تحظى حاليا بنسبة تصل لنحو 84 فى المائة من مجموع الناتج المحلى على مستوى العالم حسب الدراسة الشاملة للباحثين جون هوكسورث ودانى شان.
واعتمدت الدراسة لحد كبير على توقعات ومؤشرات لصندوق النقد الدولى بشأن المشهد الاقتصادى العالمى كقاعدة بيانات موثوق بها لينطلق منها الجهد البحثى لصاحبى الدراسة وهما من كبار الخبراء الاقتصاديين.
وإذ توقعت أن تكون نيجيريا وفيتنام الأسرع نموا خلال هذه الفترة فان هذه الدراسة توقعت أيضا إمكانية أن تتجاوز الاقتصاديات الصاعدة فى المكسيك وأندونيسيا الاقتصاد فى كل من بريطانيا وفرنسا بحلول عام 2030 وأكدت على أهمية تدفق الأفكار كمحرك من المحركات الهامة للنمو الاقتصادى كما أوصت بالتعمق فى فهم الخصائص الثقافية للمجتمعات المختلفة.
ولئن دخلت الاستثمارات وعائداتها ضمن مؤشرات هذه الدراسة الشاملة فإن وزيرة الاستثمار والتعاون الدولى الدكتورة سحر نصر أكدت فى تصريح على أن "مصر تعد من أعلى دول العالم تحقيقا للعائد على الاستثمار" كما يتوافر بها العديد من الفرص الاستثمارية مثل مشروع تنمية محور قناة السويس والعاصمة الإدارية الجديدة فضلا عن مئات الفرص فى المحافظات.
ومثل هذه التقارير والدراسات البحثية الملتزمة بأعلى معايير البحث الاقتصادى ورؤيتها التقييمية لإجراءات الإصلاح الاقتصادى فى مصر وجذب الاستثمارات الأجنبية وتعزيز تنافسية الصادرات إنما تمنح كل مصرى شعورا راسخا بالثقة فى المستقبل الاقتصادى لبلاده. 
وفى مراحل التحول والانطلاق ومعترك الصعود لن يكون للمثقفين الوطنيين إلا أن يقفوا مع شعبهم ولن تكون استجاباتهم إلا على مستوى التحديات والطموحات النبيلة للجماهير مشاركين بالأفكار المبدعة فى التحول التاريخى العظيم على أرض الواقع المصرى.
وهؤلاء المثقفون يقفون بالضرورة فى طليعة المواجهة الشاملة مع الإرهاب الذى تستخدمه قوى الشر لتحقيق حلمها المريض فى تركيع مصر وإجهاض نموها الاقتصادى وعرقلة تقدمها للمكانة التى يستحقها المصريون بجدارة كما توضح هذه الدراسة بشأن اتجاهات التحول فى القوى الاقتصادية العالمية والتوقعات حول عام 2050 والتى قامت على أسس واقعية ومؤشرات ملموسة بقدر ما تكشف عن حقيقة تاريخية تتجدد دوما فى صور متعددة وهى أن مصر طرف فاعل فى بناء الحضارة الإنسانية وحاضرة أبدا فى المعادلات الكبرى للعالم.
والظاهر بوضوح لكل ذى عينين أن قوى الشر التى لابد أن تزعجها مثل هذه التوقعات بشأن مستقبل الاقتصاد المصرى استخدمت وتستخدم سلاح الإرهاب الخسيس لإلحاق خسائر بقطاعات مثل السياحة والتأثير سلبا على الاستثمارات الأجنبية التى تجد فى مصر بيئة صديقة وعائدات من أعلى العائدات فى العالم. 
وإذا كان أعداء مصر والمصريين راغبين عبر الإرهاب الأسود فى فرض التشاؤم واليأس على أوجه الحياة المصرية فإن أمانيهم المريضة لن تتحقق أبدا لأن اليأس لم يكن أبدا ولن يكون خيارا للمصريين. 
فأى قراءة متعمقة للتاريخ الثقافى للمصريين تكشف بوضوح عن هذه الحقيقة بل وعلى النقيض فإن المعدن الأصيل لهذا الشعب العظيم يتوهج وتتجلى ثقافة المقاومة بالتفاؤل والأمل فى خضم أوقات التحديات الجسام.
وتأمل التاريخ المصرى على امتداده المديد يكشف دون عناء عن أن التفاؤل سمة أصيلة للإنسان المصرى مهما واجه من تحديات وأن إرادة الحياة عند المصرى أقوى بكثير من عوامل التشاؤم ومثيرات الاكتئاب وأسباب اليأس.
ولئن كان الإرهاب الظلامى يشكل"خطرا وجوديا فلا يجوز إغفال أنه ينشط فى بيئة الجهل والمرض والفقر بقدر ما يغذيها ويفاقم من وضعيتها المتخلفة بتشوهاتها العميقة وفى المقابل يشكل نموذج "الدولة التنموية" الذى تبنته مصر بعد ثورة 30 يونيو 2013 ترياقا مضادا للبيئة المواتية للإرهاب وهو النموذج الذى يركز على التنمية الشاملة ورفع مستوى حياة ملايين المصريين فى ضوء اعتبارات العدالة الاجتماعية.
ومصر عندما تقف على النسق الأول لجبهة الحرب ضد الإرهاب إنما تتسق مع رسالتها الحضارية وثقافتها الأصيلة التى ترفض التطرف والكراهية ودهس البشر والعدوان على قيم الحق والخير والجمال بقدر ما انحازت دوما للتسامح والانفتاح على كل الأفكار وتشجيع كل الإبداعات الإنسانية وهى ثقافة تشكل حاضنة طبيعية لكل صور النمو ومن بينها النمو الاقتصادى.
ها هى مصر تشارك بجدارة فى صنع التحولات الاقتصادية الكبرى فى عالم يتغير وها هى تمضى بثقافة النمو وتستشرف المستقبل بعين بصيرتها التاريخية فيما لسياسات الأمل والإنجاز على أرض الواقع أن تهزم دعاوى اليأس والإحباط وتستجيب لأحلام وأشواق المصريين فى التقدم نحو الغد الأفضل.. هنا طريق للرجاء ومسارات للنمو وأسباب للتفاؤل بمستقبل وطن عظيم.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة