د.أيمن رفعت المحجوب

التفكير والإرادة والفضائل

الجمعة، 25 أغسطس 2017 05:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
المخ وتفكير العقل قد يفسر أو ما يشبهه غير بعيد الاحتمال فيما يتعلق بجمال ما ندركه بحواسنا، ولكن تطبيق ذلك على الجمال الذى ندركه بالتفكير وحده، فكرة قد تكون عسيرة نوعاً ما وغير منطقية. وعلينا أن نبحث أكثر هل يمكن أن يكون مثل هذا النظام قائماً فيما يتعلق بالمعنويات والأخلاق على حد السواء. 
لذا وجب علينا أن نقدر أن وظيفة المخ ليست مقصورة على اتجاه واحد من الخارج إلى الحواس ثم إلى الأعصاب ثم إلى خلايا الجهاز العصبى الرئيسى. بل إن هناك جانب آخر له حياة داخلية، وهو فرق كبير بين أى جهاز إلكترونى صناعى مهما عظم والمخ الإنسانى (الذى خلقه الله عز وجل). ذلك أن تفاعلات الحياة فى الخلايا تخلق تيارات تسلك المسالك التى مهدتها لها الطبيعة أولاً؛ والتى مهدتها لها العوامل الخارجية ثانياً. ثم هى تتغير من هذه المسالك أيضاً على قدر قوتها أو ضعفها وتوافقها أو اختلافها وعلى قدر توافقها مع المسالك الداخلية التى يحدثها وجود الحياة فى خلايا المخ الإنسانى، وهذه التفاعلات مثل التفكير والإرادة، وهى تتأثر بالمسالك القومية وتؤثر بدورها فى هذه المسالك.
وفيما بين التفاعلات الناشئة عن روافد المخ، وبين التفاعلات الناشئة عن المخ نفسه تنشأ تفاعلات فى اتجاه مضاد يخرج من المخ إلى أعضاء الحركة والعمل وهذه التفاعلات الصادرة مثل الواردة تسلك مسالك خلقية أو مكتسبة. وكثيراً ما تكون الانفعالات الإنسانية الواردة هى التى تحدد طريق الانفعالات الصادرة.
على كل الأحوال ينشأ تيار جديد يحدد أعمال وتصرفات الإنسان، هذه الأعمال يجب أن تكون منظمة وأن تتبع المسالك الإلكترونية المهيأة لها دون الاصطدام أو التوقف أو القصر، مثل هذه الأعمال يستريح إليها الإنسان ويطمئن إليها كما يسره من قبل أن يتبع التيار الوارد إلى المخ مسالك مهيأة منظمة.
هذه الأعمال التى تكون منظمة فى أصلها والتى تسلك مسالك موائمة والتى يستريح إليها الإنسان هى الفضائل.
ولكن يظل المخ الإنسانى هذا المكون المعقد التركيب، لغزا محيرا للعلماء، حتى ولو فهم من الدراسات وتحليل الخلايا بعضه إلا أن الجزء الأكبر ما زال غامضاً ولن يهتدى الإنسان إلى فهمه إلا بإذن من الله سبحانه وتعالى.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

الشعب الاصيل

التفكير والاراده والفضائل

الحقيقه يا دكتور انت تبحث في مجال بالغ التعقيد والتشابك.بالطبع هناك انفعالات وارده وآخري صادره أي ردود أفعال ولكن ماذا تصنف خيال الإنسان بدون انفعالات وارده.....

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة