أعلنت شركة النفط الروسية العملاقة "روسنفت" الاثنين أنها توصلت إلى اتفاق نهائى مع مجموعة "ايسار اويل" النفطية الهندية، فى ما يعد أكبر استثمار أجنبى مباشر فى الهند تقوم به شركة منفردة ويحمل أهمية بالغة بالنسبة لروسيا.
ويحدد الاتفاق الذى تم الإعلان عنه فى وقت انخفضت أسعار النفط فى أكتوبر من العام الماضى، قيمة المجموعة الهندية بـ12,9 مليار دولار. وتملك "ايسار أويل" إحدى أهم المصافى الحديثة "فادينار" وتسيطر على أكثر من 3500 محطة وقود.
وستشترى "روسنفت" 49 بالمئة من حصص المجموعة الهندية فيما ستستحوذ مجموعة من الشركات بينها عملاقة التجارة العالمية "ترافيغورا" التى ستستحوذ على 49 بالمئة أخرى.
ووصفت "ايسار" فى بيان الصفقة بأنها "أكبر استثمار أجنبى منفرد تقوم به روسيا فى أى مكان فى العالم" و"أكبر استثمار أجنبى تقوم به شركة منفردة فى الهند".
ونقل البيان عن أحد الأخوين اللذين أسسا الشركة، شاشى رويا، قوله أن "اليوم تاريخى بالنسبة للعلاقات الاقتصادية بين الهند وروسيا".
وأضاف أن الاتفاق "يعكس الرؤية المشتركة لاثنين من قادة العالم الأكثر ديناميكية".
وتعد الهند بقيادة رئيس الوزراء ناريندرا مودى من البلدان الناشئة التى أقام الرئيس الروسى فلاديمير بوتين حوارا معها خلال الأعوام الأخيرة.
وفى هذا السياق، نقل بيان عن رئيس "روسنفت" المقرب من بوتين، ايغور سيشن، قوله "نسعى مع شركائنا إلى دعم شركة ايسار بهدف تحسين ادائها الاقتصادى بشكل كبير، وعلى المدى المتوسط، تبنى استراتيجية لتطوير الأصول".
واعتبر أن "توقيع الاتفاق يعد انجازا ملحوظا بالنسبة لـ روسنفت، كذلك حيث دخلت الشركة سوق آسيا والمحيط الهادئ سريع النمو وذو الامكانات العالية".
ويشكل الاتفاق نصرا استراتيجيا لروسيا حيث يسمح لها بدخول أسواق جديدة فى وقت ترزح البلاد و"روسنفت" تحديدا تحت وطأة العقوبات التى فرضها كل من الاتحاد الأوروبى والولايات المتحدة عليها على خلفية تصرفات موسكو فى أوكرانيا.
وأشارت "روسنفت" إلى أن مصفاة "فادينار" ستسمح لها بمعالجة النفط الخام المنتج فى فنزويلا والذى تصعب تصفيته.
وذكرت الشركة الروسية أنها أقرضت فنزويلا ستة مليارات دولار منذ العام 2014، حيث تقوم كراكاس بدفع بعض هذه الديون من خلال شحنات النفط.
ومن جهتهم، رأى محللون روس وأنصار المعارضة فى الاتفاق مع الهند محاولة من موسكو لدعم نظام الرئيس الفنزويلى الاشتراكى نيكولاس مادورو الذى يواجه أزمة سياسية واقتصادية جدية.
