"التمويل خير من العلاج".. كيف ننقذ العالم من مخاطر التغير المناخى؟

السبت، 19 أغسطس 2017 11:28 م
"التمويل خير من العلاج".. كيف ننقذ العالم من مخاطر التغير المناخى؟ اشعه الشمس أرشيفية
تحليل يكتبه : محمود سعد الدين

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تخيل أن هناك أسرة تعيش فى شقة دون سقف على سطح أحد المنازل البعيدة عن أشعة الشمس، حيث يمنع أشعة الشمس عن تلك الأسرة عمارة أخرى بجوارهم، ثم فجأة سقطت العمارة التى تحجب الشمس، واصبحت تلك الأسرة الفقيرة فى مواجهة مباشرة يوميا مع أشعة الشمس التى لايمنعها عنهم سقف، تخيل حجم الأمراض والمتاعب التى ستصيب تلك الأسرة.
 
حل واحد فقط قادر على إنقاذ تلك الأسرة الفقيرة، هو أن يتكفل أحد ببناء سقف لهم، حيث قدم جيران تلك الأسرة الحماية لهم وأنقذوهم من الهلاك، هذا بالظبط هو التمويل المناخى.
 
لقد بدأت بهذا المثال البسيط ليدرك الجميع أهمية دعم وتمويل الدول النامية لمواجهة أثار وأضرار التغير المناخى الذى أصبح وحشا يهدد مستقبل الشعوب، والاقتصاد، والزراعة، والمياه، وكل مصادر الحياة الطبيعية.
 
تقول التقارير إن مصر مهددة بسبب تغيرات المناخ بخسارة 62 مليار جنيه حتى 2030، و240 مليارا حتى 2060، وأن هناك العديد من الزراعات مهددة بالانقراض، بسبب الضعف المتوقع فى إنتاجية المحاصيل الزراعية الرئيسية في مصر كالقمح بنسبة 18 %، والأرز بنسبة 11 % و فول الصويا بنسبة 28 %، نتيجة ارتفاع درجات الحرارة والنقص المتوقع لموارد المياه المتاحة مما يؤثر على إنتاجية النبات.
 
كما تشير التقارير الصادرة عن اللجان الدولية لمتابعة التغيرات المناخية إن أثر التغير المناخي على الزراعة سيؤدي الى خسائر تقدر بـ20 مليار جنيه مصري بحلول 2030 لترتفع الى 122 مليار بحلول 2060، وتقدر قيمة الخسائر المالية الناتجة عن المنشئات والطرق المعرضة للغرق ب 1 مليار جنيه مصري سنويا بحلول 2030 لترتفع الى 7 مليار جنيه مصري بحلول 2060، والوفيات الناتجة عن الإجهاد الحراري ومشاكل التنفس ستؤدي إلى خسائر بقيمة 24 مليار جنيه مصري بحلول 2060 كما من المتوقع انخفاض الدخل السياحي إلى 19 مليار جنيه مصري في 2030 لترتفع الى 85 مليار جنيه مصري في 2060 نتيجة ابيضاض الشعاب المرجانية واضطراب الأنظمة البيئية، هذه الخسائر ستبلغ إجمالي 52 مليار جنيه مصري في 2030 و 228 مليار بحلول 2060، ستمثل هذه الخسائر الناتجة عن أخطار التغير المناخي تقريبا 3.9% من إجمالي الناتج القومي المتوقع لمصر في 2060
تلك الأرقام والبيانات المخيفة لن ينقذ مصر منها سوى دعم دول أخرى ومنظمات قادرة على دعم مصر فى مواجهة تلك التغيرات المناخية التى تهدد مستقبلها كواحدة من قائمة طويلة من الدول التى تتنظر كوارث حتمية نتيجة التغيرات المناخية.
وهنا يتأكد للجميع أن تمويل مواجهة تلك الظاهرة أصبح واجب وضرورة على الدول الكبرى، التى ستضرر حتما من نتائج ما يحدث فى الدول النامية، لأن المناخ سماء مفتوحة تتنقل تغيراته دون حواجز ولاحل لها سوى معالجة مصدر التغيرات، وبالتالى فإن الدور المنتظر من صندوق المناخ الأخضر الذى تولت دول كبرى إنشائه وتمويله لدعم الدول النامية لمواجهة التغير المناخى أصبح أكثر أهمية، ليس فقط فى مواجهة الكوارث بل الأهم فى الوقاية من تلك الكوارث المناخية قبل وقوعها.
 









مشاركة

التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

طارق

العلم اتطور

في دول بتتغلب على مناخ سيء مش هينجحو هما ويصدرولنا الاحباط احنا ننتبه

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة