عبد الفتاح عبد المنعم

الخطط الأمريكية السوداء لدمج الكيان الإسرائيلى فى المنطقة العربية

السبت، 12 أغسطس 2017 12:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
إذا كانت الأهداف المعلنة من الحرب الأمريكية على العراق غير منطقية فهذا يعنى أن هناك أهدافا أخرى تكمن وراء هذه التضحيات من قبل أمريكا... وقد أصبح من الواضح أن من بين أهداف الحرب الفعلية عدة أهداف طرحنا بعصا أمس واليوم نواصل طرحها طبقا للدراسة التى أعدها الباحث. نبيل إبراهيم عن علاقات أمريكا والعرب وإسرائيل حيث ترى الدراسة أن التحكم بمسيرة القضية الفلسطينية بل ووأدها، فالحرب على العراق حولت الأنظار لفترة طويلة إلى العراق واستغل الكيان الصهيونى هذه الأحداث لتعمل ما يشاء فى ظل الانشغال الدولى فى قضية العراق، «وهذا هو ما يجرى الآن فى موضوع المفاوضات النهائية لحل الدولتين بين الفلسطينيين والصهاينة».. ومن ناحية أخرى سيكون فى مصير العراق تهديد غير مباشر للدول العربية الأخرى التى لن تقف مع أى حل أمريكى للقضية، الذى سيصب فى مصلحة الكيان الصهيونى، كذلك الحسم المحتوم للحرب العربية- الصهيونية لصالح الكيان الصهيونى، ومن وراء ذلك إلحاق الهزيمة النهائية بالعرب، ففى لهيب هذه الحرب، كانت أمريكا تطمح إلى خلق ظروف استثنائية إقليمية تسمح للكيان الصهيونى بتحطيم المقاومة الفلسطينية القائمة وردع أى مقاومة عربية محتملة، «خصوصا أن الداعم لهذه المقاومة بشكل جدى كان العراق بقيادة البعث الذى لم يكن يبخل فى دعم المقاومة سواء الدعم المادى أو المعنوى أو حتى الدعم السياسى»، وكذلك تفكيك أوصال المجتمع الفلسطينى لدفعه إلى التسليم بالأمر الواقع، وتشجيع هجرة أبنائه إلى الخارج، وبالتالى فرض نموذج الدولة التى تريدها تل أبيب على ما تبقى من القوى الفلسطينية الحية، هذه الظروف الإقليمية الجديدة نفسها هى التى تراهن عليها واشنطن من أجل فك وحدة العالم العربى والإسلامى نهائياً، وضمان التفوق الإسرائيلى الساحق على جميع دول المنطقة منفردة ومجتمعة لعقود عدة آتية، وبالتالى تفريغ المنطقة بأكملها من القوة وتحويل الدويلة الصهيونية إلى القوة الوحيدة الفاعلة فيها، وتمكينها من قطع الطريق على أى اعتراض على الوضع المنبثق من لهيب حرب احتلال العراق.
 
حماية الكيان الصهيونى كان أهم أهداف هذه الحرب، فالعراق كان بامتلاكه أسلحة متطورة وصواريخ بعيدة المدى قد صنع توازنا إسترتيجيا مع دويلة الكيان الصهيونى، وهذا يؤدى إلى انهيار ما يعمل عليه الأمريكان وأوروبا من ورائها على أن يبقى هذا الكيان فى تفوق عسكرى وتقنى وأن يظل دائما قادرا على تهديد أى قطر عربى فى أى لحظة، ولذلك عمدت إلى تجريد العراق من أسلحته بكل السبل والوسائل وداومت على حصاره غير مهتمة بموت مليون ونصف المليون طفل عراقى وقد ساعدها العرب على ذلك، وكانت أول ضربة للناحية العلمية فى العراق اغتيال علمائه وقتلهم وتشريدهم فالأمريكان مدركون تماما أن هؤلاء العلماء قادرون على بناء العراق الحديث فى ظل أى نظام غير النظام الوطنى السابق، من ناحية أخرى هناك سبب آخر يدعو لاحتلال العراق وهو الحلم الصهيونى بالثأر من بابل وقتل نبوخذ نصر الذى يعتقد الصهاينة أنه الشهيد صدام حسين والذى على حد قولهم أراد إحياء الدولة البابلية التى قضت على إسرائيل التوراتية التى كانت موجودة قبل أربعة آلاف سنة.
 
ومن الأهداف أيضا حسم الصراع العربى الإسلامى الغربى الذى غذّته عقود طويلة من الصراع ضد الاستعمار، وضد إرادة الغرب فى فرض وصايته ثم الوصاية الإسرائيلية على المنطقة، وتوفير شروط إعادة ترتيب علاقات القوة والسلطة فى المنطقة بأكملها، بما يمكنها من إخماد مقاومتها وإجبارها على الاندراج تحت الوصاية الأمريكية الغربية، وهناك سبب آخر دفع أمريكا إلى احتلال العراق وهو الفكر المسيحى المتصهين لدى إدارة بوش العفنة وقد اعترف بوش بنفسه بهذا عندما قال فى زلة لسان إنه يشن حربا صليبية. وفى قول آخر قال إن الله أمره بهذا الغزو. وأضيف لكل هذا ما قالته سارة بالين المرشحة عن الحزب الجمهورى لمنصب نائب الرئيس والتى فاز فيها أوباما. لقد قالت فى أحد خطاباتها لتبرر غزو العراق، إن الله أمرهم بغزو العراق. بالإضافة إلى زرع بذور الفرقة الدينية بين مكونات الشعب العراقى وهذا ما نراه فى الإعلام الأمريكى وإعلام كل الجهات المساندة للاحتلال، حيث نرى الثقافة المذهبية الطائفية والمظلومية الدينية، وكذلك ثقافة الانتقام من أحفاد يزيد ثأرا لمقتل الحسين، قد بدأت تنتشر بين أوساط المجتمع العراقى.
 
ولو تأملنا فى هذه الأهداف لوجدناها تصب فى مصلحة الكيان الصهيونى أولا.. ولو تأملنا من يدعم هذه الحرب لوجدناهم من كانوا سببا فى وجود الكيان الصهيونى.. وهذه الحرب إن نجحت فى تحقيق أهدافها، «لاسمح الله» ستكون بداية الطريق للكيان الصهيونى لتحقيق أطماعه التوسعية أو مايسمى بإسرائل الكبرى. أن أهداف أمريكا عديدة ومتداخلة فإذا تأخر تحقيق هدف كبير فهى تعوضه بمجموعة أهداف صغيرة. وغدا إن شاء الله نواصل طرح أسرار جديدة فى العداء الأمريكى للعرب.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة