أعلن الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء أمس الأربعاء، عن إطلاق تنفيذ مشروع استخدام الهواتف المحمولة فى جمع البيانات الإحصائية، لمسح الأرقام القياسية لأسعار المستهلكين، وذلك بالتعاون مع جامعة النيل الأهلية، وتحت رعاية اللجنة الاقتصادية لأفريقيا بالأمم المتحدة ( ECA )، لافتا خلال ورشة عمل عقدها الجهاز أمس، برئاسة اللواء أبو بكر الجندى، إلى أن الهدف من إطلاق هذا المشروع هو تنمية وتطوير القدرات الإحصائية باستخدام تقنية "الهواتف المحمولة" فى جمع البيانات والإنتاج الإحصائى.
ومن جانبها قالت المهندسة نهلة صديق المدير التنفيذى لمشروع "استخدام الهواتف المحمولة فى جمع البيانات الإحصائية"، أنه سيتم خلال هذا المشروع استخدام أجهزة "التابلت" من قبل الباحثين فى العمل الميدانى، بدلا من الأنظمة التقليدية بجمع البيانات "ورقيا"، لافتة إلى أنه سيتم البدء فى تنفيذ هذه الطريقة الحديثة لجمع البيانات باستخدام "التابلت" على بحث "التضخم" الذى يجريه الجهاز شهريا، خاصة أنه من أكثر وأهم الأبحاث الإحصائية التى يجريها الجهاز متعلقة بالحياة اليومية للمواطن، لارتباطه بأسعار السلع الاستهلاكية.
وأوضحت "صديق" فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع" أنه سيتم تعميم هذه التجربة على كافة الأبحاث الإحصائية التى يجريها الجهاز، ولكن بشكل متتابع، بعد التمكن من إجراءها على بحث "التضخم"، الذى ستبدأ به تجربة استخدام "التابلت" فى جمع البيانات، مشيرة إلى أن التحول من استخدام الأنظمة التقليدية إلى الأنظمة الالكترونية يساهم فى وصول البيانات المجمعة من الميادين من قبل الباحثين بشكل أسرع وأدق، خاصة بعد ربط كل جهاز تابلت بالإدارة المركزية فى الجهاز والتى ستتلقى البيانات بشكل أسرع وأدق.
وأضافت المدير التنفيذى للمشروع، أنه فى الأنظمة التقليدية كانت أى مشكلة تواجه الباحث فى العمل الميدانى تستغرق وقتا فى حلها بعد الرجوع للإدارة المعنية، ولكن باستخدام "التابلت" فى جمع البيانات، سيتمكن الباحث من الوصول للإدارة المعنية بشكل مباشر وسريع من خلال إرسال الملكة التى تواجهه إليها مباشرة، وكذلك تلقى الرد من الإدارة سريعا، حيث سيتم ذلك من خلال الربط والتواصل الذى سيكون بين أجهزة "التابلت" للباحثين وبين الإدارات المعنية من خلال الإدارة المركزية بالجهاز.
وتابعت قائلة: "من مزايا استخدام التكنولوجيا والأنظمة الحديثة فى جمع البيانات، التمكن أيضا من تكوين قاعدة بيانات شاملة ومركزية يمكن الرجوع إليها والاستفادة منها فى أى وقت"، مشيرة إلى أنه بالنسبة لبحث "التضخم" الذى سيبدأ مشروع استخدام الهواتف المحمولة به، يعمل فيه 141 باحث لتغطية 141 منطقة جغرافية يتم تحصيل بيانات الأسعار الاستهلاكية منها شهريا، لذا عند البدء فعليا فى تنفيذ هذا المشروع، سيوفلر الجهاز 141 جهاز تابلت لكل باحث فى إحصائية "التضخم" لتنفيذ عمله الميدانى وجمع البيانات عليه بدلا من الاعتماد على النظام "الورقى".
وأشارت المهندسة نهلة صديق أن الجهاز بدأ فى تجربة هذا المشروع منذ أشهر ماضية من خلال بعض أجهزة "التابلت" التى دعمت اللجنة الاقتصادية لأفريقيا بالأمم المتحدة الجهاز بها، موضحة أن أول تجربة فعلية سيتم إجراؤها على بحث "التضخم" بجمع بياناته عن طريق "التابلت" ستتم فى شهر نوفمبر المقبل، ولكن بالتوازى مع العمل بالنظام الحالى فى جمع البيانات، على أن يبدأ الجهاز فعليا فى استخدام هذا النظام الحديث والاعتماد عليه بدل النظام الحالى بدءا من شهر يناير 2018، حتى يكون تم التأكد من استطاعة الباحثين استخدام جهاز التابلت فى جمع البيانات واستبداله بالنظام الحالى المعتادين عليه.
وحول حاجة الجهاز لتوفير 141 تابلت تقريبا عند البدء فعليا فى تطبيق جمع بيانات "التضخم" باستخدام أجهزة التابلت، قالت "صديق": "إن استخدام التابلت فى جمع البيانات تم لأول مرة فى إجراء التعداد السكانى لعام 2017، ومن الممكن إعادة الاستفادة من أجهزة التابلت الخاصة بالتعداد فى تنفيذ إحصائيات التضخم فيما بعد، ولكن لن يتم ذلك إلا فى حالة إمكانية تحويل نظام العمل الخاص بالتابلت، حيث أن النظام الإلكترونى الذى تم العمل به فى التعداد يختلف عن النظام الذى يعمل به فى إحصائيات التضخم".
وتابعت قائلة: "فى حالة عدم التمكن من تحويل ناظم أجهزة التابلت الخاصة بالتعداد وإعادة الاستفادة منها فى تنفيذ إحصائيات التضخم، من الممكن أن يقوم الجهاز بطلب الدعم من اللجنة الاقتصادية لأفريقيا بالأمم المتحدة لإمدادنا بأجهزة تابلت إضافية، خاصة أن ما أمدت اللجنة، الجهاز به حاليا من أجهزة تابلت يعتبر عدد محدود لإجراء المراحل التجريبية فقط"، لافتة إلى أن هذا الأمر مازال قيد البحث والدراسة، مؤكدة أنه عند البدء فعليا وتطبيق هذا النظام باستخدام "التابلت" فى جمع البيانات سيكون هناك أجهزة كافية متوفرة للباحثين العاملين فى إحصائية "التضخم" لاستخدامها.
وكان الجهاز قد أعلن فى بيان له أمس، الأربعاء، أنه تم اختيار بحث "التضخم" ليكن أول الأبحاث الإحصائية التى سيتم من خلالها تطبيق النظام والآلية الجديدة فى جمع البيانات باستخدام "التابلت"، نظرا لأهمية هذا البحث والمتعلق بالرقم القياسى لأسعــــار المسـتهلكين، إذ يعد "التضخم" المؤشر الأكثر ارتباطا بحياة الأفراد اليومية، وأحد الأدوات الضرورية المستخدمة فى حساب الدخـل القومى بالأسعار الثابتة، وقياس التغير فى مســتويات الأجـــور الحقـيقية، كما يعد المؤشـــر الرئيسى الذى يعتمد عليه البنك المركزى المصرى فى رســـم الــسياســات النقدية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة