طارق الخولى

30 يونيو التى غيرت مجرى التاريخ

الإثنين، 03 يوليو 2017 11:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تمر فى عمر الأوطان دهور وأعوام لا تتوقف إلا قليلا عند أيام يتغير فيها مجرى تاريخها، فتسطر أمجادا لا تمحى أبدا من ذاكرة الشعوب قبل 30 يونيو كانت حقب ومراحل كثيرة شهدت انتصارات وانكسارات أمجاداً وإحباطات لنتوقف جميعا ونترقب ماذا سيحدث يوم 30 يونيو 2013؟!
 
فقد مرت أياماً طويلة من المعاناة منذ أن خرجنا فى ظهيرة يوم 25 يناير 2011 لقد خرجنا من أجل العيش والحرية والعدالة الاجتماعية لنصنع ما لم يصنعه الآباء والأجداد، فنسقط نظاماً بلغ من القوة والقمع مبلغا كبيرا ليستبدل بعدها بنظام المرشد الأكثر قمعا وفسادا يستخدم الزيف والكذب على البسطاء من الناس لترجع مصر إلى عصور الظلمات، ويهدم حلم ثوار يناير حينها فى إقامة الدولة الديمقراطية الحديثة.
 
لقد ابتلينا بنظام قادته لا يترددون رغم مظهرهم الإسلامى فى أن يرتكبوا كل ما يخالف الإسلام فيكذبوا ويظلموا ويقتلوا باسم الدين ويستخدموا أعضاء جماعتهم الذين لا يفهمون أو يدركون شيئا سوى أوامر قيادتهم الذين سيطروا عليهم بمعتقدات نصرة الإسلام والجهاد فى سبيل الحق.
 
فقد بات واضحا أننا وصلنا قبل 30 يونيو 2013 إلى عنق الزجاجة فى الصراع ما بين قوى الحق التى ضحت كثيرا بالعرق والدماء، من أجل مصر وقوى الباطل التى استخدمت الدين فمنعت الخروج على الحكام وعقدت الصفقات مع شياطين الأرض للبقاء فى الحكم لمئات السنين.
 
الطريق إلى 30 يونيو مهده المصريون لنحمل فوق أعناقنا مصر الحبيبة ونصل بها إلى بر الأمان فنخلصها من الاحتلال الإخوانى الماسونى وتسقط دولة النفاق والعجز لتقام دولة الحرية والديمقراطية والتقدم فماذا لو كان قد انتصر نظام الإرهاب والرجعية لتنحدر مصر إلى نفق مظلم من الصراعات التى لا تنتهى لنشهد يوما تقسم فيه الدولة على غرار السودان أو يتفكك جيشها كالعراق أو يتناحر جيشها كسوريا.
 
كل ما كنا نسعى إليه هو القيام بثورة ثانية للعودة للمربع صفر وبناء الجمهورية الثالثة دولة قائمة على قيم العدل والمساواة، فقد تعلم الثوار من أخطائهم السابقة ووضعوا تصورات لما بعد سقوط حكم الإخوان بإسناد رئاسة الجمهورية لرئيس المحكمة الدستورية العليا وتشكيل حكومة تكنوقراط وطنية واسعة الصلاحيات لإدارة الدولة خلال المرحلة الانتقالية وتشكيل جمعية تأسيسية تُخرج دستوراً توافقياً للبلاد يتم من بعده إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية.
 
خروجنا فى 30 يونيو لم يكن لإسقاط شرعية مرسى التى يقول إنها أتت بالصناديق وإنما لاستعادة الشرعية التى اغتصبها مرسى حينما خالف وعوده بإعادة تشكيل الجمعية التأسيسية، وأصدر إعلاناً دستورياً اعتدى به على كل الأعراف الدستورية والقانونية ليخرج لنا دستورا مشوها وُضع خلسة فى جنح الظلام ليحاصر المحكمة الدستورية العليا، وتبدأ قيام شرعية الغاب ليغتصب الوطن وينتهك أبناؤه.
 
فكما خرجنا فى 25 يناير 2011 وأرواحنا على أكفنا فقد خرجنا يوم 30 يونيو 2013 لإنقاذ الوطن من الخائنين فلم ترهبنا تهديدات القتل التى كانت قد تطلق فكنا قد كسرنا حاجز الخوف ولم يستطيعوا أن يشيدوه بعدها.
 
لقد حسم الـ30 من يونيو مصير مصر ومسارها على مدار عشرات بل مئات الأعوام المقبلة فماذا لو فشلت هل كنا سنشهد بعدها حملات اعتقال للثوار وتنكيل بالإعلام وعصف بالقضاء، لكن انتهت الجماعة التى جثمت على أنفاس الوطن، ونمى سرطانها فى جسد مصر ليودع الإخوان وأتباعهم فى السجون، وإن كان يجب أن يتم إيداعهم فى مصحات الأمراض النفسية ليعالجوا من كل الأمراض التى تمكنت منهم.
 
لنتخلص من شخوص أرادوا لأنفسهم متع الدنيا وسلطانها باسم الدين أرادوا الشهرة والمال والحكم ليتحولوا إلى فاسدين جدد غلبوا فى أفعالهم وأقوالهم النظام الأسبق فهم التلاميذ الذين تفوقوا على الأساتذة ليعطوا دروسا فى كيفية نهب الوطن وإسكات المعارضين وإنهاء أحلام الملايين بالعيش والحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية. لقد خرج علينا محمد مرسى دمية جماعة الإخوان المتأسلمين، ليتحدث على مدى ما يقرب من ساعتين ونصف فى خطابه الشهير ليطلق علينا كل عقده ويصف نفسه أكثر من مرة بأنه رئيس الجمهورية وأحيانا بأنه القائد الأعلى للقوات المسلحة والرئيس الأعلى لجهاز الشرطة فهو لم يكن ليتوقع يوما أن يصبح رئيس دولة بحجم مصر فقد كانت أقصى طموحاته وهو منحن أمام مرشده ومقبل يده أن يصير رئيس قسم فى الجامعة التى يدرس بها.
 
كما تتجلى إنجازات ثورة 30 يونيو فى عظمة أداء شبابها وتصديهم ومواجهتهم لجماعة الإخوان الإرهابية، عندما خرج الشباب المصرى سواء فى صورة جماعات منظمة كحركة تمرد، أو حتى بشكل فردى لجمع التوقيعات لعزل النظام الإخوانى والتظاهر فى الميادين للمطالبة بإسقاط هذا النظام الإرهابى.
 
شباب 30 يونيو ومن قبل شباب 25 يناير ما يزال لديهم أمل فى وجود كيان سياسى فى شكل حزبى يترجم شعارات 30 يونيو فى برنامج سياسى ويسعى إلى تحقيقه، وعلينا أن ندرك أن عدم وجود أحزاب سياسية تستوعب الشعب المصرى بكل أطيافه يشكل خطر ا على البنية الديمقراطية المصرية، فالدستور المصرى نظم الحياة السياسية على أساس حزبى، وفى حالة غياب هذه الأحزاب سيفتح الطريق أمام عودة الجماعات المتطرفة.
 
اما عن تجربة شباب 30 يونيو داخل مجلس النواب تجربة مثمرة، فالشباب لديهم آمال ويحاولون ترجمة كافة أحلامهم، ومنهم من حقق بالفعل علامات وإنجازات تحسب لهم، لكن حجم التحديات أكبر من الإمكانيات، فالجيل الذى يسبقه لا يعطيه مساحات كبيرة للتحرك وبلورة تجربته، وكواليس العمل البرلمانى تكشف عن هذه الحالة بشكل كبير، لكن هذا لايمنع أن هناك شبابا يحاول تقديم تجربة محترمة ويصنع نموذجا برلمانيا جيدا يحتذى به، والتجارب لا تمنح لكنها تنتزع، والجيل الحالى من الشباب ينتزع بشكل مستمر فرصته لإثبات نفسه وتجربته.
 
تعظيم سلام إلى الشعب المصرى صانع المعجزات الحائط الصد لكل المؤامرة عبر الأزمان سند الوطن وشريان حياته.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة