لماذا لم يهنئ خامنئى حسن روحانى بالولاية الثانية حتى الآن؟.. المرشد الأعلى الإيرانى ناقم على سلوك الرئيس.. ويتهمه بالدعوة لـ"تقسيم الشعب".. وخبير: خامنئى لم يزور الانتخابات لصالح رئيسى خشية من تكرار تجربة 2009

الجمعة، 21 يوليو 2017 08:30 م
لماذا لم يهنئ خامنئى حسن روحانى بالولاية الثانية حتى الآن؟.. المرشد الأعلى الإيرانى ناقم على سلوك الرئيس.. ويتهمه بالدعوة لـ"تقسيم الشعب".. وخبير: خامنئى لم يزور الانتخابات لصالح رئيسى خشية من تكرار تجربة 2009 خامنئى وروحانى وخاتمى
كتب: محمد أبو النور

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

مضى أكثر من 50 يوما على نجاح الرئيس الإيرانى حسن روحانى فى الانتخابات الرئاسية وحصوله على مدة رئاسية ثانية، بعد ماراثون انتخابى عنيف فاز من خلاله يوم 19 مايو الماضى على منافسه المرشح المحافظ إبراهيم رئيسى بفارق نحو 7 ملايين صوت، وحتى الآن لم يهنئ خامنئى روحانى بالفوز الثمين.

 

لا تهنئة هذه المرة

فى كل مرة يفوز الرئيس بداية من رفسنجانى وانتهاء بالولاية الأولى لروحانى يخرج خامنئى ويقدم التهانى لرئيس الجمهورية بمناسبة فوزه، إلا إنه لم يفعل هذا الأمر مع روحانى فى دروته الرئاسية الثانية، فلماذا؟!

أتيحت الفرصة للزعيم الأعلى الإيرانى على خامنئى لتهنئة روحانى عشرات المرات، غير أنه لم يفعل، وأصدر عددا من البيانات وتحدث فى أكثر من مناسبة وفى شهر رمضان، على سبيل التحديد، كان يتحدث بشكل يومى تقريبا، ومن تلك المرات كان حسن روحانى يجلس إلى جواره، لكنه لم يفعل ذلك ولم يتقدم بالتهنئة إلى الرئيس المنتخب.

وأصدر خامنئى بيانا أشاد فيه بالمشاركة الكبيرة للشعب الإيرانى فى الانتخابات، وطالب بتحسين الأوضاع المعيشية والاقتصاد، غير أنه وعلى غير المعتاد لم يهنئ حسن روحانى بفوزه بالانتخابات، فى حين فعل ذلك فى 2013 حين فاز روحانى بالولاية الأولى.

وعلى العكس من كل التجارب الديمقراطية حول العالم، حيث يخرج المرشح الخاسر ويهنئ منافسه الرابح فى الانتخابات؛ لم يتقدم إبراهيم رئيسى بالتهنئة إلى حسن روحانى سيرًا من جانبه على خط خامنئى الممتعض من روحانى.

 

روحانى "يقسَّم الشعب"

فى أول مناسبة تجمعهما بعد فوزه بالانتخابات لبى حسن روحانى دعوة من المرشد الأعلى الإيرانى لحضور مأدبة إفطار فى رمضان مع نخبة من رموز الدولة، وما إن أمسك خامنئى بالميكروفون إلا ووجه عددا من الاتهامات إلى الرئيس حسن روحانى، بالرغم من أن الأخير لم يهاجم خامنئى، واكتفى فقط بالهجوم على الأجهزة التى يسيطر عليها خامنئى، وعلى رأسها مؤسستى الحرس الثورى والباسيج (قوات التعبئة الشعبية العامة).

واتهم على خامنئى الرئيس الإيرانى بأنه يلعب على وتر تقسيم الشعب إلى معارضة وموالاة، محذرًا إياه ضمنيًا من مغبة ما سماها "القطبية" وتقسيم المجتمع الإيرانى، فى إشارة إلى الإصلاحيين والمعتدلين الملتفين حول روحانى، معتبرًا أن حسن روحانى لم يستفد من ما وصفه بـ"التأثير الحاسم للتلاحم والوحدة الوطنية" الذى تم فى العقود الأربعة الماضية للبلاد.

خامنئى شدد على أنه ينبغى الاستفادة من هذه التجربة الناجحة فى إدارة البلاد، وبطبيعة الحال فإن الوحدة لا تتنافى مع إعلان المخالفة لسياسات الأجهزة، ولكن لا ينبغى حدوث التجاذبات والمناكفات حول قضايا البلاد العامة، فى إشارة منه إلى الانتقادات الحادة التى وجهها حسن روحانى إلى قيادات الحرس الثورى والباسيج، متهما إياهم بالتدخل فى الحياة السياسية الإيرانية وتوجيه الناخبين والعبث بسير العملية الديمقراطية.

تفادى سيناريو 2009

ومن جانبه، رأى المحلل السياسى الإيرانى والخبير فى الشئون الإيرانية، ميثم بهروش، أن خامنئى بالرغم من سخطه على حسن روحانى وتأييده المطلق لمنافسه إبراهيم رئيسى لم يتدخل ويعدل نتيجة التصويت لصالح روحانى بالرغم من قدرته العملية والنظرية على القيام بهذا الأمر.

وقال بهروش فى حديثه لـ"اليوم السابع" إن الظروف الإقليمية خدمت حسن روحاني بشكل لم يسبق له مثيل، وكم كان الحدث الدائر فى الضفة الغربية من الخليج العربى وتحديدا فى العاصمة السعودية الرياض، بين رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، دونالد ترامب، وقادة العالم الإسلامى والعربى، مواتيا لحسن روحانى؛ إذ أجبر مشهد تكتل 41 رئيسا ضد النظام الإيرانى، خامنئى على تعديل خطته والإبقاء على حسن روحانى لدورة رئاسية ثانية.

وأضاف المحلل الإيرانى الذى يعمل باحثا مشاركا فى مركز دراسات الشرق الأوسط بجامعة لوند فى السويد، والمقيم فى العاصمة السويدية ستوكهولم، أن الدوائر العليا فى غرف صناعة القرار السياسى تخوفت بالتأكيد من اندلاع مظاهرات مماثلة لتلك التى اندلعت فى العام 2009 اعتراضا على عدم نجاح المرشحين الإصلاحيين مير حسين موسوى ومهدى كروبى.

وفى المحصلة يبدو أن السلطات الإيرانية رأت أن احتمال نشوب ثورة فى إيران ليس مستبعدا، فى ظل حالة السخط العامة على المحافظين وسياسات الاقتصاد المقاوم ورفض الانفتاح على الغرب والاندماج فى السياسات المالية الدولية والنظام العالمى؛ ولذلك ـ وليس لأى سبب آخر ـ أبقت على حسن روحانى الذى ينقم الزعيم الأعلى، على خامنئى، على سلوكه فى إدارة توازنات السلطة، لا سيما أنه تجاوز الخط الأحمر وتلقى دعما علنيا من عدوه اللدود، محمد خاتمى.









الموضوعات المتعلقة


مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة