أكرم القصاص - علا الشافعي

فضائح الجزيرة فى "ويكيليكس".. الوثائق المسربة تفضح التنسيق بين القناة القطرية ومسئولين أمريكيين أثناء غزو العراق..رئيس الشبكة لسفير واشنطن: حذفت بنفسى صور ضحايا العراق حتى لا يستاء منكم الشارع العربى

الخميس، 20 يوليو 2017 01:30 م
فضائح الجزيرة فى "ويكيليكس".. الوثائق المسربة تفضح التنسيق بين القناة القطرية ومسئولين أمريكيين أثناء غزو العراق..رئيس الشبكة لسفير واشنطن: حذفت بنفسى صور ضحايا العراق حتى لا يستاء منكم الشارع العربى
كتب - محمود حسن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

-    رئيس شبكة الجزيرة للأمريكان: حذفنا كل المواد التى تضايقكم من على موقع القناة وغيرنا اللهجة التصعيدية

-   رئيس الشبكة لسفير واشنطن: حذفت بنفسى بعض صور ضحايا العراق حتى لا يستاء منكم الشارع العربى

 -   مقرب من أمير قطر للخارجية الأمريكية: قناة الجزيرة تبث الاكتئاب فى الشارع العربى والإحساس بالقهر والهزيمة

-  السفارة الأمريكية فى الدوحة: قطر تضغط علينا بإذاعة خطابات أسامة بن لادن من أجل مكاسبها

- الخارجية الأمريكية: الجزيرة امتنعت عن تغطية قمع انتفاضة 2009 فى إيران لعلاقتها القوية بطهران

- رئيس الجزيرة للأمريكان: لا نسمح بذكر عبارة «الاحتلال الأمريكى للعراق» وحولناها لـ«القوات متعددة الجنسيات»

-  الأمريكان لوضاح خنفر: انتحارى قتل 28 طفلا شيعيا فى تفجير وأنتم نقلتم الخبر على أنه عملية «مقاومة»
 
فضائح قناة الجزيرة لا تنتهى، وعلاقاتها المريبة والغريبة، واستخدامها كأداة غير شريفة للتفاوض أمر لا يخفى على العين، تمتلك ويكيليكس عشرات الآلاف من الوثائق التى تفضح دور القناة فى تخريب المنطقة، وابتزاز الجيران، وخدمة السياسة القطرية بشكل غير شريف، بل أحيانا على حساب الأبرياء، بطريقة تغطية منحازة وغير شريفة. ليس هذا فحسب، بل إن القناة قدمت نفسها كأداة فى أيدى الأمريكان، كما أن مسؤوليها والقائمين عليها يدركون دورها المريب فى دعم فصيل «الإسلام السياسى» فى الوطن العربى، وهذا حسب ما أظهرته البيانات، بل والأكثر من هذا فإن مسؤولى القناة حرضوا الإدارة الأمريكية على قنوات زميلة لها مثل «قناة العربية»، التى وصموها فى لقاءات مع المسؤولين الأمريكان بأبشع الألفاظ. ورغم أن مكتب قناة الجزيرة تعرض للقصف فيما يبدو بشكل متعمد فى أثناء الحرب على العراق عام 2013، إلا أن عامين فقط من تلك الجريمة كانا كافيين لأن تعقد لقاءات دورية، بين رئيس الشبكة وضاح خنفر وموظفين السفارة الأمريكية، تتحول فيها مع الوقت الإدارة الأمريكية من مجرد ملاحظ على أداء القناة إلى «موجه» لطريقة عملها، تستجيب له على الفور الإدارة الجديدة. 
 
أما مسؤولو القناة، فهم يعرفون جيدا كيف أن القناة تستخدم فى دور غير شريف ونزيه، لدعم جماعة الإخوان المسلمين، ويدركون أن القناة تستخدم الإسلاميين لفرض نوع من «البلطجة السياسية» على المنطقة لنيل المكاسب لصالح النظام الحاكم، وهم أيضا يعترفون بأن الشارع القطرى غاضب ومستاء من قناة الجزيرة. 
كل هذا وأكثر نشرته ويكيليكس فى وثائقها التى نعيد نشر بعضها من جديد.

مفاجآت وفضائح مشينة فى لقاءات رئيس شبكة الجزيرة مع الأمريكان 

فى وثيقة حملت الرقم 05DOHA1593-a وصفت لقاء جمع بين مدير قناة الجزيرة وضاح خنفر، فى سلسلة من اللقاءات الدورية التى بدأت تنعقد بين إدارة الجزيرة والسفارة الأمريكية، اللقاء الذى دار فى التاسع من أغسطس عام 2005، كان عبارة عن مجموعة من الملاحظات التى تسوقها الإدارة الأمريكية على أداء الجزيرة، وملاحظات وضاح خنفر.
اللقاء بدا وديا بشكل كبير، حيث بدأ وضاح خنفر قائلا: إن الطرفين «الأمريكيين والجزيرة» ارتكبا أخطاء عدة، والآن نضجت القناة بعد 9 سنوات من إطلاقها، مشيرا إلى أن القناة تراجع الكثير من سياساتها الحالية، ومنفتحة على الجانب الأمريكى الذى وصف فى نهاية الوثيقة وضاح خنفر بأنه رجل متفهم، ويريد ألا يغضب الإدارة الأمريكية. وضرب خنفر مثالا باجتماع تعقده إدارة الجزيرة كل صباح على نطاق المسؤولين لمراجعة الجودة، والتأكد من عدم إغضاب الأمريكيين، قائلا: إن هناك تفاؤلا أكبر الآن فى قناة الجزيرة بشأن مستقبل العلاقات بين الحكومة الأمريكية، وتريد تحسينها، وأن أى خطأ حاليا هو مسؤولية المحرر والصحفى، مؤكدا أن الجزيرة لا تعادى الولايات المتحدة الأمريكية.  فى الاجتماع أيضا انتقدت الإدارة الأمريكية تغطية الجزيرة لتفجير إرهابى استهدف مجموعة من الأطفال «الشيعة»، وأودى بحياة 28 شخصا، فى حين ذكرت الجزيرة فى تقرير مكذوب لها، أن التفجير استهدف القوات الأمريكية وأسفر عن قتل 4 مدنيين فقط، واعترف وضاح خنفر بخطأ التقرير وألقى باللائمة على الإدارة الأمريكية لإغلاقها مكتب الجزيرة فى بغداد، مطالبا بفتحه.
 
وتعهد خنفر بتغيير بعض المصطلحات التى تغضب الإدارة الأمريكية، فـ«المقاومة» إلى «المجموعات العسكرية»، و«الاحتلال» إلى «القوات متعددة الجنسيات».

السفارة الأمريكية للجزيرة: احذفوا هذه المحتويات.. ووضاح خنفر: حاضر

فى رسالة أخرى تم تسريبها وحملت رقم 05DOHA1765_a ضمن وثائق ويكيليكس، أرسلت السفارة الأمريكية بالدوحة نتائج اجتماعها مع وضاح خنفر مدير عام القناة، لمراجعة ردوده على التقرير الذى سلمته له حول أداء الشبكة خلال شهور يوليو وأغسطس وسبتمبر من عام 2005، وأبدى وضاح خنفر تفهمه للملاحظات، ورد أن المحتوى تم تهذيبه، وتخفيض اللهجة التصعيدية فيه، وسيتم حذفه خلال يومين أو ثلاثة على الأكثر. 
 
وفى الوثيقة يبدو تعاونا وثيقا ومراجعة شاملة حتى للألفاظ المستخدمة فى القناة وتعديل طريقتها، مع تعهد بعدم إذاعة شرائط أسامة بن لادن كاملة، بل حذف أجزاء منها، إلا أن الإدارة الأمريكية أبدت غضبا كبيرا من عدم التزام وضاح خنفر ببعض المتطلبات الأمريكية السابقة.
 
وضاح خنفر دلل على عدم اتباع سياسة «تحريضية» بأنه بنفسه أزال صورة امرأة قتلها الأمريكان من أحد التقارير، وطفلا مصابا فى وجهه.

رئيس الجزيرة يعتذر للسفارة الأمريكية: نأسف.. أذعنا فيديو دون إذنكم

الوثيقة التى تحمل الرقم 09DOHA113_a تفضح إلى أى مدى وصل التنسيق بين الإدارة الأمريكية والجزيرة، إذ إن الاجتماع الذى عقد بتاريخ 11 فبراير 2009، بدأ باعتذار من وضاح خنفر لموظفى السفارة الأمركيية، لإذاعتها فيديو لصحفى النيويورك تايمز المختطف لدى الأمريكيين، ديفيد روهود، دون استئذان الأمريكيين، وهو ما وصفه وضاح خنفر خرقا خطيرا للاتفاق. 

عضو مجلس إدارة الجزيرة يعترف للأمريكان: قناتنا مخيبة للآمال وتتتبنى لغة سوقية 

فى وثيقة أخرى أكثر خطورة، حملت الرقم 06DOHA526_a، بتاريخ 6 إبريل 2006 اعترف محمود شمام، عضو مجلس إدارة الجزيرة الجديد وقتها الذى وصفته السفارة الأمريكية بالدوحة بأنه مقرب من الأمير القطرى، بأن القناة مخيبة للآمال، وأنه كان متفائلا بها وقت انطلاقها بأنها ستكون أداة لتبادل وتعزيز الأفكار، لكنها بدلا من ذلك تبنت لغة «سوقية»، وركزت على «الحرب والدمار»، وحافظت على الاكتئاب فى الشارع العربى، وعززت الإحساس بالقهر.
 
شمام اعترف للمسؤولين الأمريكيين بأن القناة غير محايدة، وتدعم الإسلام السياسى، وهى سياسة لا تبدأ فقط مع اختيار الكلمات، بل مع اختيار الضيوف، ضاربا مثال ببرنامج «بلا حدود»، الذى يقدمه الإخوانى أحمد منصور، الذى يختار 75٪ من ضيوفه من جماعة الإخوان المسلمين لتلميع أفكارهم، قائلا: «هل هذا هو التوازن؟».

الخارجية الأمريكية تصف القناة: أداة مساومة غير محايدة وغير مهنية

السفارة الأمريكية فى الدوحة: قطر تضغط علينا بإذاعة خطابات أسامة بن لادن من أجل مكاسبها

واحدة من أكثر الوثائق خطورة، تلك التى نشرتها جريدة الجارديان البريطانية فى السادس من ديسمبر عام 2010 التى حصلت عليها بعد قيام محررها بالحصول بطريقة غير شرعية على كلمة السر لويكيليكس، وحصل على نحو 100 ألف وثيقة غير منشورة على الموقع للخارجية الأمريكية، هذه الوثائق كشفت كواليس استخدام قطر للجزيرة كأداة مساومة وكورقة ضغط فى السياسة الخارجية، بطريقة وصفتها الجارديان بالغير محايدة التى تجعل من الجزيرة قناة منحازة وغير مهنية.
الوثائق التى دونها السفير الأمريكى فى الدوحة، قالت إن العائلة المالكة تلاعبت بالمحتوى الإخبارى للقناة لمصلحتها، وقدمت معلومات مضللة ومنحازة فى بعض الأحيان للضغط على عدد من الدول.
 
وأشارت إلى أن حمد بن جاسم رئيس الوزراء القطرى، ووزير الخارجية السابق، أبلغ مبارك بأن قطر مستعدة لوقف قناة الجزيرة لمدة عام كامل، إذا ضغط على الفلسطينيين لتغيير مواقفهم فى محادثات السلام، والمساعدة فى الوصول إلى اتفاق سلام، إلا أن حسنى مبارك لم يستجب لهذا الطلب.
 
المذكرات التى أرسلت من السفارة الأمريكية، أشارت إلى أن قطر استخدمت الجزيرة للضغط على الولايات المتحدة نفسها، عبر بثها لشرائط بن لادن، وتفاوضها على وقف بث تلك الشرائط مقابل مصالح خاصة من الولايات المتحدة الأمريكية.
الملاحظات الأمريكية قالت أيضا: إن الجزيرة امتنعت عن تغطية قمع المظاهرات التى خرجت ضد النظام الحاكم فى إيران عام 2009 بعد التزوير الذى شابها لمصلحة أحمدى نجاد، وذلك للحفاظ على علاقاتها الودية مع إيران التى جاءت التغطية لهذا القمع هزيلة وضعيفة مقارنة بأحداث أخرى.

الجزيرة ترحب بإدارة أوباما: مستعدون لمساعدتكم ونخصص لكم ساعة بث مجانية

فى وثيقة تم نشرها على موقع ويكيليكس، صادرة من سفارة الولايات المتحدة الأمريكية فى الدوحة، عام 2009 إلى وزارة الخارجية الأمريكية فى الإدارة الجديدة، وقتها، للرئيس المنتخب للتو، باراك أوباما، التى حملت الرقم 09DOHA103_a ضمن وثائق ويكيليكس، قالت السفارة الأمريكية فى الدوحة، إنها توصى باستخدام شبكة قنوات الجزيرة بكل قنواتها العربية والإنجليزية فى التواصل مع العالم العربى، مؤكدة أن السفارة مستعدة للمساعدة فى هذا الجهد، عن طريق اتصالاتها المباشرة مع كبار أعضاء الحكومة القطرية، وعائلة آل ثانى الحاكمة.
 
وقالت السفارة فى خطابها: إن آل ثانى أبدو أيضا الرغبة فى مساعدة الإدارة الأمريكية الجديدة، وقدموا للإدارة المجانية ساعة بث مجانية لتوضيح وجهات نظرها!.
 
السفارة الأمريكية فى الدوحة اعترفت بعدة نقاط أهما أن القناة هى شبكة سيئة السمعة، لكنها تحظى بمشاهدة عالية فى الوطن العربى، وأنها من قبل قدمت نفس الفرصة لإدارة الرئيس الأمريكى بوش، وهو ما رفضه معظم مسؤولى إدارة بوش.
 
الخطاب وصف القناة بأنها قناة غير مهنية فى أسلوبها التحريرى، وتداعب المشاعر العربية العاطفية، عبر استخدام بعض القضايا العاطفية مثل القضية الفلسطينية.
 
السفارة شددت أن حامد بن ثامر آل ثانى رئيس مجلس إدارة الجزيرة، أثبت انفتاحه على الإدارة الأمريكية، فمثلا عرض عليهم ساعة بث كاملة لتوضيح وجهة النظر الأمريكية عن المؤامرات الخيالية حول 11 سبتمبر.
 
السفارة شددت على ضرورة الاستعداد للقيام بظهور أصوات أمريكية على قناة الجزيرة، خاصة أن المحررين والصحفيين داخل القناة أبدو استحسانا لإدارة وباما، وذلك بأوامر مباشرة من العائلة الحاكمة، موصية بضرورة توسيع الارتباط بقناة الجزيرة.
 
وفى وثيقة أخرى حملت الرقم 09DOHA146_a أكد موظفو السفارة الأمريكية، أن ثامر بن حمد، قدم من جديد عرض «الساعة المجانية»، وأبدى عدد من النوايا الحسنة باستضافة عدد من المسؤولين الأمريكيين، عددهم وهم: 
 - كيث إليسون، عضو الكونغرس التى ظهرت على القناة ضيف برنامج منتصف اليوم.
 
- دوغ هنجل نائب مساعد وزير الخارجية الذى ظهر على الجزيرة فى نشرة أخبار الطاقة.
 
- مادلين أولبريت وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة على القناتين الإنجليزية والعربية. 

عائلة الأمير القطرى تهاجم قناة «العربية» وتصفها بقناة الحكومات وتنتقد اختيار أوباما لإجراء أول حوار مع العالم العربى من خلالها

أفراد من العائلة الحاكمة للسفير الأمريكى: الشارع القطرى غاضب من سياسات القناة ويتساءلون «إلى أين يقودنا هذا كله؟»
ورغم الود والتنازلات التى قدمتها الجزيرة لإدارة أوباما، إلا أن الاحتقار الذى أظهرته تلك الإدارة للقناة، لم يكن خافيا على أحد، وهو ما أحس به مسئولو الجزيرة بعد اختيار إدارة أوباما، لقناة العربية لتكون أول قناة عربية يطل عليها الرئيس الأمريكى الجديد، ففى وثيقة أخرى، حملت الرقم 09DOHA80_a أظهرت حقد الجزيرة على قناة «العربية»، وكيف انتقد مسؤولو القناة اختيار إدارة أوباما لـ«العربية»، وسط همز ولمز من المسؤولين القطريين عن القناة لموظفى السفارة الأمريكية، ووصفوا قناة العربية بأنها القناة سيئة السمعة التى لا يشاهدها سوى 10٪ فقط من العرب، إلا أن موظفى السفارة الأمريكية، قللوا من تلك الانتقادات، فى حين قال مسؤولين رسميين من العائلة الحاكمة فى إدارة الجزيرة أنهم يشاركون الأمريكيين قلقهم من القناة، قائلين: إن الشارع القطرى غاضب من سياسات القناة الصارخة، ويتساءل عما ستؤول إليه الأمور إذا استمر استخدام القناة بطريقة تحريضية صارخة قد تورط البلاد فى مشاكل عدة.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة