جمال عبد الناصر يكتب: أهلا بالمسرح.. صانع القدرة على تغيير حياتنا

الأحد، 16 يوليو 2017 05:00 ص
جمال عبد الناصر يكتب: أهلا بالمسرح.. صانع القدرة على تغيير حياتنا الكاتب الصحفى جمال عبد الناصر

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

تتكرر بيننا المقولة الشهيرة "أعطنى خبزا ومسرحا أعطيك شعبا مثقفا"، والتى تدل دلالة واضحة إلى أثر المسرح وأهميته فالمسرح يحتل فى دول العالم المتقدم مرتبة مهمة فى الحياة اليومية ويساعد على ترسيخ الهوية الوطنية، وهو الساعى دوما لتوفير حلول لمشكلات المجتمع، خصوصا ما تندرج تحت التنشئة الاجتماعية صانعا مرآة واضحة لملامح المجتمع بمحاسنه وسيئاته ويحفزه بخطاب مؤثر جدا على التغيير للأفضل، ونحن الآن نعيش أجواء مسرحية فكل مسارح الدولة تنار اضوائها بفضل وجود المهرجان القومى للمسرح الذى يجمع كل العروض التى عرضت خلال عام وتستمر فعالياته التى تشمل ندوات وعروض مسرحية حتى يوم 27 يوليو.

 

أهلا بالمسرح وأهلا بعروضه المختلفة والمتنوعة فى المهرجان القومى للمسرح المصرى ما بين الكوميدى والتراجيدى، وما بين الرقص الحديث والعروض الغنائية ويتميز المسرح عن غيره من الفنون بارتباطه بالإبداع أى خلق عالم ما، ثم إننا نشعر بالحاجة لتحقيق ذواتنا من خلال الإبداع والمسرح بصفته شكلا فنيا يمثل قمة الإبداع، لأننا نعمل على خلق عالم تام وحى يركز على أنفسنا بصفتنا بشرا أن التجربة ذاتها التى يقوم بها كل من الفنان أو أفراد الجمهور تجعل العالم الذى تم استنباطه مفعما بالحيوية.

 

والسؤال الذى يطرح نفسه هنا: لماذا وجد المسرح؟ ولماذا يشكل المسرح جزءا لا يتجزأ من كل مجتمع من المجتمعات الإنسانية؟ أين تكمن أهمية المسرح؟ فى الواقع يكتسب المسرح أهميته من كوننا بشرا فحاجاتنا الإنسانية لا تقتصر على الطعام والأمان وكسب الاحترام والحياة فحسب، إذ إننا فى حاجة ماسة لأن نبدع ولأننا خلقنا كى نكون مبدعين علما أن أوج الإبداع هو خوض التجربة والمسرح يأخذ طابعا تعبيريا فالفنانون المسرحيون يعمدون إلى ابتداع تجربة تتمحور حول علاقتنا بالعالم الذى يحيط بنا ونحن فى حاجة إلى أن نبيّن، من خلال التعبير، من نحن من خلال استكشاف العلاقة بين أنفسنا والله تعالى، وبين أنفسنا والناس الآخرين وبين أنفسنا والطبيعة وبين أنفسنا والمجتمع، وكذلك بين أنفسنا وأنفسنا ذاتها، إن مثل هذا التقصى الاستكشافى يؤدى إلى تجربة حرفية لكل من المتفرجين الذين يحضرون العروض وكذلك الفنانين، وبذلك يشارك أفراد الجمهور بالتجربة مما يجعلهم معبّرين أيضا وبصفتنا بشرا فإننا نشعر بالدافعية لأن نستكشف ونفهم ونشعر ونعبّر عن أنفسنا فى العالم الذى نعيش فيه، ولذلك يمتلك المسرح المقدرة على تغيير حياتنا بشكل ملموس ويعيننا على خلق العالم خارج المسرح.










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة