عفت بركات تكتب: العشق المسموع عرض غير نمطى بنكهة كوميدية

الجمعة، 14 يوليو 2017 10:00 م
عفت بركات تكتب: العشق المسموع عرض غير نمطى بنكهة كوميدية مسرح - أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

أن نعرف كيف نحب وكيف نتجنب مشكلات عديدة تهدم حياتنا وتدفعنا لطريق مظلم فتكون خساراتنا أكبر من المتوقع، وأن نعرف كيف تدخل تجربة وتخرج منها بأقل الخسائر أن لم تكن فائزا دائما .. هذا ما يدفعنا إليه العرض المسرحى العشق المسموع للمخرج محمد علام الذى تم عرضه على مسرح ميامي، العرض يتصدى للعلاقات الإنسانية فى مجملها بين الطرفين الرجل والمرأة من خلال برنامج إذاعى يتصدى لأراء الناس فى عيد الحب ويستفسر عن أرائهم فيما يمثل لهم هذا الحب .. ومن ثم يتم عرض النماذج المختلفة لشرائح مجتمعية مختلفة الأنماط و التفكير .. ومن خلال الثنائيات تعرض أسلوب تفكير كل من الرجل والمرأة فى هذه العلاقة بدء من أنماط الزواج المختلفة زواج الصالونات وزواج المعارف والزواج العرفى والزواج عن الحب الذى هو أفضلهم وأكثرهم بقاء وتصدى لما يواجه من ضغوط كما يؤكد العرض. متعرضا لأسلوب الشباب فى التعبير عن المشاعر قديما وحديثا وتغير لغة العصر فى التعبير عن المشاعر بلا استثناء.

ويتعرض بعد ذلك لأسلوب الحياة بعد الزواج بين كلٍ من الزوج والزوجة عندما لا يتجنبان حدوث المشكلات التى تؤدى إلى الانفصال لأسباب لا تستحق الالتفات إليها من عدم تحمل أو صبر أو عدم تقدير كل منهما لمشاعر الأخر و أسلوب تفكيره، وقد تنبع من رغبة كل طرف فى العلاقة أن يستحوذ على تفكير الآخر، أو تحجيم الرجل لحرية المرأة وحبه لفرض السيطرة عليها أو العكس أو خيانة أحد الطرفين للآخر، مما يضعهما أمام العديد من المشكلات بلا فائدة. أو أن يكون المحب أمامك ويفعل لأجلك كل شيء مقابل جحودك واهتمامك بمن يخدعك وغير ذلك من الأدوار .

العرض مباراة تمثيلية بين كل فريق التمثيل الذين تباروا فى إظهار مواهبهم على المسرح بحرفية تنم عن وجود أسماء ستلمع قريبا فى سماء الفن. فكل منهم أدى أدوار مختلفة داخل الحكاية بخفة ظل وقدرة عالية على الإمتاع .

جاءت السينوغرافيا التى صنعها المخرج عبارة عن خلفية للمسرح إضاءة مبهجة كحفل زفاف فى بعض المشاهد ومستخدما بعض موتيفات الديكور الأخرى كالمقاعد فى البيت والمحاكمة، كما أضافت الملابس أبعادا مختلفة وأجواء الفانتزيا باستخدام ألوان ملابس ومكياج غير نمطية لكل الشخوص كأنهم مهرجين فيما عدا الخروج لأدوار جادة داخل العرض.. ولعل من أصعب المشاهد داخل العرض مشهد خيانة الرجل لزوجته بعدما أدخلها السجن بدلا منه بعدما اختلس عهدة الشركة وهى التى ضحت من أجله على أمل العودة لطفلها وبيتها لكن زوجها حرمها ذلك وتزوج أخرى ونسب إليها الطفل .فالمشهد يرصد تساؤلا حول فكرة أن يكون لدينا محاكمة للأخلاق يتم من خلالها محاكمة الخائن ومحاسبته من نفس جنس العمل الذى قام به ليتذوق نفس المرارة والخيانة .

كما أن الإضاءة لعبت دورا مهما فى الحالة الشعورية للممثل والمتلقى على حد سواء، وكذلك الموسيقى التى قام بإعدادها إسلام أشرف كانت مناسبة للعرض من البداية للنهاية ومحركة للأحداث .

العرض بسيط جدا شكليا لكنه أشد تأثيرا وتعقيدا فى المضمون لأنه يخاطب الشباب فى كل ما يدور بأرواحهم وعقولهم ويجيب عن استفسارات عديدة تشغلهم فى مرحلة حرجة من مراحل حياتهم كما أنه موجه للأسرة أيضا لتعرف كيف تتبنى رعاية عقول أبنائها. استطاع علام أن يقيم عرضا مسرحيا غير نمطى من خلال الطابع الكوميدى الذى اكتسى به العرض والمفردات الأساسية المكملة من سينوغرافيا وملابس وايقاع حركى بسيط ومعبر يخطف نظر المشاهد وأداء تمثيلى متميز لفريق العرض وهذا ما يعتمد عليه علام دائما فهو يؤمن بأن الممثل وحده قادر على صناعة المتعة التمثيلية الأكبر على خشبة المسرح وأنا أتفق معه إلى حد كبير، وأظن أننا نحتاج إلى مثل تلك العروض التى تؤثر فى المشاهد تأثيرا ايجابيا، وتجيب على معظم التساؤلات التى نتوقف أمامها كثيرا ربما نجد ضالتنا عندما نجد من يخاطب عقولنا ولأن الشباب لا يجد من يستمع اليه الآن مثلما ينبغى ولأن التكنولوجيا أفقدتهم الكثير من أساسيات التواصل الفعال فهم فى حاجة لمعرفة الكثير و مثل تلك العروض التى تتعامل مع العقل والروح أيضا لها أثرها البناء الآن . وأخيرا تهانينا للمخرج محمد علام نجاح العرض العشق المسموع جماهيريا .

العرض من تأليف محمد صابر، سينوغرافيا واخراج محمد علام، مخرج منفذ محمد الحناوي، اعداد موسيقى إسلام أشرف، مخرج مساعد: رانيا حسين وعبدالله محمد،

وأداء تمثيلى: إيمى الجندي، عمر صلاح، محمد علام، هدير سمير، زينة علام، شروق محمد، فاتن عامر، أحمد شمس، محمد جعفر، مايكل رفلة، محمود عساف، نور الجوهري، صابر بورا، لاميس الشاذلي، لقاء الصيرفى .










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة