فى أقل من يوم واحد على شهادته المهمة أمام الكونجرس، أصبح جيمس كومى، مدير "الإف بى أى" السابق محل الأنظار فى الولايات المتحدة والعالم، فى انتظار ما سيقولوه غدا، الخميس، أمام المشرعين الأمريكيين، والذى ربما يكون له تأثير فى تحديد مصير الرئيس دونالد ترامب.
ورغم أن ترامب حاول أن يشتت الانتباه إلى حد ما عن زخم كومى وتحقيقات روسيا وعلاقتها بحملته الانتخابية، بإعلانه تعيين كريستوفر راى مدير جديدا لمكتب التحقيقات الفيدرالية، إلا أن الأمر قد لا يكون بتلك السهولة حيث يبدو الإعلام الأمريكى عازما على تقويض ترامب تدريجيا وعدم إسقاط قضية كومى وتحقيقات روسيا والسعى إلى تحويلها إلى "ووتر جيت" جديدة.
حيث كشفت صحيفة "واشنطن بوست" اليوم عن أن مسئول استخباراتى رفيع المستوى أخبر مساعديه فى مارس الماضى أن الرئيس ترامب سأله إذا كان باستطاعته التدخل لدى مدير "الإف بى أى" فى هذا الوقت جيمس كومى من أجل دفع مكتب التحقيقات الفيدرالية للتراجع عن تركيزه على مستشار الأمن القومى السابق مايكل فلين فى التحقيق الذى يجريه عن روسيا، بحسب ما قال مسئولون.
ففى الثانى والعشرين من مارس، وبعد أقل من أسبوع على تأكيد تعيينه من قبل مجلس الشيوخ، حضر دانيال كواتس، مدير الاستخبارات الوطنية إحاطة فى البيت الأبيض مع مسئولين من عدة وكالات حكومية. ومع انتهاء الاجتماع طلب الرئيس ترامب من الجميع مغادرة الغرفة باستثناء كواتس ومدير السى أى إيه مايك بومبيو، بعدها بدأ ترامب فى الشكوى من تحقيق "الإف بى أى" ومعالجة كومى له، وفقا لما قال مسئولون مطلعون على شهادة كواتس لمساعديه. وبعدها ناقش كواتس المحادثة مع مسئولين آخرين وقرر أن التدخل مع كومى كما اقترح ترامب سيكون غير مناسب.
ويبدو أن الأزمة باتت تهدد علاقة ترامب بأقرب حلفائه، حيث قال مصدر مقرب من وزير العدل الأمريكى جيف سيشنز إنه حدث تبادلات حامية سيشنز وترامب فى الأسابيع الأخيرة الماضى بعدما نأى وزير العدل بنفسه عن تحقيقات روسيا، وقال أحد كبار مسئولى الإدارة أنه عند مرحلة ما أعرب سيشنز عن استعداده للاستقالة لو أن ترامب لم يعد يريده.
من جانبها، قالت صحيفة نيويورك تايمز إنه بعد يوم من طلب ترامب من كومى أن ينهى التحقيق الخاص بمايكل فلين، واجه كومى سيشنز، وقال إنه لم يرد أن يترك وحده مع الرئيس، بحسب ما قال مسئولون.
وكان كومى يعتقد أن سيشنز ينبغى أن يحمى الإف بى أى من نفوذ البيت الأبيض، كما يقول المسئولون، إلا أن سيشنز لم يستطيع أن يضمن أن الرئيس لن يحاول أن يتحدث مع كومى وحده مرة أخرى، لكن كومى لم يقل ما أقلقه من اجتماعه مع الرئيس فى البيت الأبيض.
وفيما يتعلق بشهادة كومى، التى يمكن أن تصبح نقطة تحول فى الجدل الذى يعصف بإدارة ترامب الوليدة، قالت وكالة رويترز أن مدير الإف بى أى المقال لن يتهم الرئيس ترامب على الأرجح بمحاولة التدخل فى التحقيق فى الصلات بين حملة ترامب الانتخابية والمسئولين الروس.
ومن المتوقع أن يقول كومى للجنة الاستخبارات لمجلس الشيوخ فى أول تصريحات علنية له منذ إقالته الشهر الماضى، أن ترامب طلب منه خلال اجتماع فى المكتب البيضاوى أن ينهى التحقيق الخاص بمايكل فلين، وربما يتحدث عن محادثات أخرى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة