الذكرى الرابعة لثورة 30 يونيو..انتصار للهوية المصرية والثقافة الوطنية

الأربعاء، 28 يونيو 2017 12:11 م
الذكرى الرابعة لثورة 30 يونيو..انتصار للهوية المصرية والثقافة الوطنية ثورة 30 يونيو
أ ش أ

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بقدر ما حمل الهتاف الخالد (تحيا مصر) منذ نحو أربعة أعوام رسالة أمل فى الثقافة السياسية المصرية ورفض الشعب المصرى للفاشية المتسترة بشعارات دينية، والاستسلام للتدهور العام ولقوى الهيمنة ومخططات تزييف الوعى والتاريخ، فإن هذا اليوم سيبقى علامة تاريخية تؤكد انتصار الهوية المصرية، والثقافة الوطنية.
وتحل الذكرى الرابعة لثورة 30 يونيو المجيدة بعد غد "الجمعة" والنجاحات تتوالى على أرض الواقع لكل من يقرأ المشهد المصرى بتجرد وموضوعية فيما تواصل ثقافة ثورة 30 يونيو ترسيخ حضورها وطرح أسئلتها كما تستدعى هذه الذكرى الكثير من الدروس والعبر على امتداد مصر المحروسة مؤشرة من جديد على أهمية "الاصطفاف الوطنى". 
 
وبعد غد تمر أربعة أعوام على تلك الثورة الشعبية التى صححت بمؤازرة الجيش الوطنى الباسل والمنحاز لإرادة الشعب مسارات الوطن واستردتها من جماعة حاولت خطفها بل وخطف وطن بأكمله والعدوان على هويته بمكوناتها الثقافية البالغة الثراء والتنوع فيما تبقى تحديات ماثلة فى المشهد المصرى وتتطلب جدية الاستجابة من منطلق إعلاء الضمير الوطنى. 
ولعل من أهم المعانى التى انطوت عليها ثورة 30 يونيو أنه لا أحد يستطيع قهر إرادة المصريين ما داموا متحدين وفى الوقت ذاته وكما قالها من قبل الرئيس عبد الفتاح السيسى فلن يستطيع أحد أن يعود بالمصريين للخلف مرة أخرى.
كما يحمل هذا اليوم العظيم رسالة لكل من يحاول ترويع شعب مصر بأنه لن يكون أقوى من القرار الذى اتخذه هذا الشعب فى 30 يونيو 2013 فيما كان خروج الملايين من أبناء مصر فى هذا اليوم "ملحمة شعبية ستبقى دوما فى ذاكرة التاريخ".
ولئن حق القول بأنه لا عودة إلى الماضى فمن الحق القول أيضا بأنه لا يمكن عودة حكم الفاشية المتسترة بشعارات دينية، والتى أطاحت بها الثورة الشعبية فى الثلاثين من يونيو 2013 لينتصر هذا الخطاب لإرادة شعب مصر فى رفض ثنائية الفساد والاستبداد.
ورأى الكاتب والشاعر الكبير فاروق جويدة، أن إسقاط حكم جماعة الإخوان الإرهابية بعد عام من الفشل فى إدارة شئون مصر يعتبر "إنجازا تاريخيا بكل المقاييس" موضحا أن "خروج الملايين من الشعب المصرى والدعم التاريخى للجيش نقطة تحول خطيرة فى انتفاضة هذا الشعب". 
وفى سياق استعادة الذكرى المجيدة لثورة 30 يونيو التى أنقذت مصر من التسلط الظلامى..أضاف فاروق جويدة "نحن الشهود على ما حدث كنا ندرك أن الوطن فى كارثة وأن أحد أبناء هذا الوطن استطاع أن يقود السفينة بكل التضحية وأن يغير مسارها لترسو على شاطئ الأمان" مؤكدا على أن ثورة 30 يونيو كانت "لحظة مضيئة وسط ظلام دامس ومحنة سياسية رهيبة واجهت فيها مصر حشود الظلام".
وفيما تؤكد الكاتبة ماجدة الجندى، أهمية "الذاكرة والهوية وهما البعدان المرتكزان على الثقافة بالمعنى الشامل" تتوالى إنجازات المصريين فى كل مجالات وأوجه الحياة منذ ثورتهم المجيدة يوم الثلاثين من يونيو العام 2013 وسط حالة من الإجماع بين المثقفين على أن هذه الثورة أحدثت تغييرات عميقة وجذرية فى الواقع المصرى والعربى ورسخت الهوية الوطنية بقدر ما أكدت حقيقة الانتماء العربى لمصر.
وقال الكاتب الكبير مرسى عطا الله، إن ما حدث فى 30 يونيو 2013 هو"انتصار للوعى ضد الزيف وهزيمة لمحاولات غسل العقول باسم الدين والدين منها براء وهذا هو التفسير الصحيح والمنطقى لقوة الاندفاع الجماهيرى نحو الشوارع والميادين رفضا للتخلف الذى أراد أئمة الجماعة فرضه على المجتمع ضد تيار التاريخ وضد التطور الإنسانى".
وأوضح هذا الكاتب الكبير فى جريدة الأهرام أننا بعد أربع سنوات "نرى رؤية العين على أرض الواقع أن ثورة 30 يونيو بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسى لم تحرز فقط نجاحا ملموسا على أرض مصر وحدها وإنما ثبتت أقدامها ونشرت أفكارها فى محيطها العربى الذى كان يتوق لحدث كبير يشكل صدمة عنيفة لقوى الشر التى استهدفت المنطقة تحت مظلة كثيفة من تزييف الوعى وتزوير الوثائق وبالاستخدام الخاطىء للدين".
وفيما يتوهم التيار الظلامى الطامع والمتوسل بالإرهاب إمكانية استعادة حكمه الفاشى لشعب مصر ويبحث عن ثغرة تمكنه من هذه العودة المستحيلة بحكم الواقع ودروس التاريخ يمضى شعب مصر العظيم بخطى واثقة على طريق الإصلاح الاقتصادى من أجل مستقبل أفضل وبيقين مستقر فى القلوب بأن محاولات إعادة عقارب الساعة للوراء هى بحكم التاريخ محاولات لا يمكن أن يكتب لها النجاح.
والذاكرة التاريخية تحفل بمحاولات لإعادة عقارب الساعة للوراء فى مجتمعات شهدت ثورات كما حدث فى قصة البوربون والثورة الفرنسية لكن التاريخ يؤكد على أن إعادة إنتاج الماضى محكوم عليه بالفشل فيما أجيال جديدة لديها أشواق عارمة للتغيير وصنع المستقبل المغاير.
وهكذا حق للكاتبة سكينة فؤاد أن تصف هذا اليوم بأنه "يوم من أعظم أيام مصر فى تاريخها القديم والحديث" فيما كانت قد دعت "لعدم ترك فراغات يملؤها خراب الماضى والفساد والنهب ووكلاء الإرهاب" تماما كما يحق لها أن تقول:"خابت كل الظنون والتوقعات التى حلمت بالفوضى الخلاقة تجتاح مصر وتدمرها والحرب الأهلية تحرقها وانتصرت إرادة وصلابة شعب أصبحت حرفة من حرفه وإبداعاته الأساسية صناعة النصر فى لحظات مصيرية وفاصلة ومليئة بالمخاطر والتحديات".
وفيما ترسخ ثقافة هذه الثورة نظاما اقتصاديا واجتماعيا يجسد أهدافها فى الواقع وأوجه الحياة اليومية ويستعيد فاعلية مصر فى محيطها الإقليمى والعالم فإن سلطة 30 يونيو تبدو فى سباق مع الزمن ونجحت بالفعل فى إنجاز مشروعات وطنية كبرى فى مقدمتها قناة السويس الجديدة كما تسعى جاهدة لتعظيم شبكات الحماية الاجتماعية.
وإذ وصف مثقف مصرى بارز هو الدكتور طه عبد العليم ثورة 30 يونيو بأنها "ستبقى واحدة من أعظم التحولات فى تاريخ مصر فإن المفكر الراحل و"الحاضر فى الثقافة المصرية والعربية" السيد يسين كان قد رأى بعد تأمل عميق فى السياسات والمشاريع التنموية التى بادر بها الرئيس عبد الفتاح السيسي، وفى مقدمتها مشروع قناة السويس الجديدة واستصلاح مليون ونصف المليون فدان أن ما يحدث على الأرض المصرية يشكل عودة حميدة "للدولة التنموية".
وأوضح الراحل العظيم السيد ياسين أن المهمة الرئيسية للدولة التنموية هى التنمية الشاملة من خلال القيام بمشروعات تنموية كبرى وهى لا تستبعد إسهام القطاع الخاص فى التنمية على أن يعمل تحت إشرافها ورقابتها..مضيفا إن الدولة المصرية بعد 30 يونيو 2013" تجددت بعد أن ركزت على أن التنمية القومية هى مهمتها الرئيسية وأداتها فى رفع مستوى حياة ملايين المصريين فى ضوء اعتبارات العدالة الاجتماعية". 
وإذ دعا هذا المفكر المصرى لتجدد كل الأطراف والقوى من أحزاب ومؤسسات للمجتمع المدنى ونخب سياسية وثقافية وصولا "لدولة المشاركة الجماهيرية فى مجال التنمية القومية" فإن اللحظة الراهنة تدعو كل المصريين للعمل بلا هوادة من أجل مستقبل أفضل يقوم على التنمية المستقلة باعتبارها السبيل الحقيقى لتحرير الإرادة الوطنية المصرية.
ولا يمكن فى هذا السياق التقليل من حجم وأهمية الحقوق الثقافية التى تضمنها الدستور الجديد بعد ثورة 30 يونيو جنبا إلى جنب مع الحقوق السياسية والاجتماعية والاقتصادية.
وكذلك ينبغى التوقف مليا أمام مغزى التحرك الإيجابى على المستوى الرسمى لإقامة "مجتمع المعرفة" وهو ما تجلى فى التوجيه الرئاسى بتدشين "مدينة المعرفة ضمن العاصمة الإدارية الجديدة" وبكل ما يعنيه هذا التوجه من إطلاق للطاقات الإبداعية وتفاعل خلاق مع ظواهر الكوكبية والعولمة وتغيير جذرى فى الاقتصاد والإنتاج والاستهلاك.
وتصف الكاتبة والأديبة سكينة فؤاد ما حدث فى يوم الثلاثين من يونيو العام 2013 "بالخروج العظيم لملايين المصريين لاسترداد ثورتهم وإسقاط حكم الجماعة التى لا تؤمن بفكرة الوطن" مؤكدة على أن "الأرصدة الشعبية الحامية لثورة 30 يونيو لن يستطيع أحد أن يزيف وعيها أو يهزم صمودها الأسطورى".
وبينما يواصل المصريون جهدهم النبيل لبناء الدولة المدنية الحديثة فالحقيقة أن ثورة 30 يونيو شأنها شأن أية ثورة عظيمة ضد الاستبداد الداخلى أو الاستعمار الخارجى يمكن أن يتعرض تاريخها وجوهرها لمحاولات تزييف الوعى غير أن الملايين التى شاركت فى هذه الثورة الشعبية لها أن تكون الحارس الأمين على ثورتها المجيدة .
وإذا كانت ثورة 30 يونيو ما زالت تثير أسئلتها فقد اتفق العديد من المثقفين المصريين على أن "ثقافة 30 يونيو" تدعو لنموذج الدولة العادلة والقوية فيما قال الشاعر والكاتب فاروق جويدة" إن هناك حاجة لصحوة حقيقية تعيد للعقل المصرى قدراته" فيما خلص إلى أننا فى الوقت ذاته " أمام رئيس له فكره ورؤيته ويعلم الكثير عن أمراض هذا المجتمع وقد جاء الوقت لتشهد مصر على يديه ميلادا جديدا لعصر جديد". 
ولا يمكن فى الذكرى الرابعة لثورة 30 يونيو تجاهل مغزى المشهد المصرى الفريد والهتاف الخالد تحت شعار "تحيا مصر" حيث كانت كل أطياف المجتمع المصرى فى الشوارع، والميادين تؤكد على أن "الوطن أولا" وتستظل بعلم مصر ولا تلوح سوى بهذا العلم تماما كما تنطق بأهمية الحلم الوطنى الواحد وبناء الدولة المدنية الديمقراطية الحديثة.
فالحشود المليونية غير المسبوقة تصدت منذ نحو أربعة أعوام للجماعة التى حاولت خطف ثورة يناير فيما كانت تلك الملايين تصنع ثورة جديدة هى فى الواقع ثورة إنسانية ستبقى فى أنصع صفحات التاريخ الإنسانى وسجل الثورات العالمية وتؤشر لمعنى الحلم الواحد لشعب واحد.
ويبدو أن الوقت قد حان لتجسيد الهامات ثورة 30 يونيو فى إبداعات ثقافية تعبر عن الحلم المصرى الكبير وتجدد المشروع الوطنى والتصالح مع قيم العصر دون مخاصمة للتراث الأصيل للمصريين والناجح فى اختبارات الزمن.
إن ثقافة 30 يونيو ينبغى تمكينها لمواجهة أية ظواهر سلبية والحيلولة دون إضاعة الوقت والجهد بعيدا عن العمل الجاد وفى بلد مثل بريطانيا يوصف بأنه "عريق فى الديمقراطية" فإن تشريعات "الإصلاح العظيم" التى صدرت عام 1832 ما زالت ملهمة على المستوى الثقافى لكتابات وكتب جديدة تبحث عن إجابات أعمق لمواقف النخب والجماهير فى تلك الأيام الفاصلة فى تاريخ بريطانيا بقدر ما تثرى الثقافة السياسية مثل كتاب لأنتونيا فريزر صدر بعنوان "السؤال الخطر: دراما الإصلاح العظيم". 
وإذا كان هذا الكتاب يتحدث عن لحظات مفصلية فى تاريخ بريطانيا وأهمية اتخاذ قرارات حاسمة فى لحظات بعينها يكشف عنها الواقع فإن الثقافة السياسية المصرية بحاجة واضحة للابتعاد عن الأفكار التى لا تتصل بالواقع ولا يمكن تحقيقها وهى قضية مختلفة عن مسألة الحلم الوطنى المصرى للتقدم وصياغة آليات لتجسيد هذا الحلم فى الواقع اليومى برؤية مستقبلية قابلة للتحقيق ومجاوزة للواقع ذاته.
إن الجماهير التى خرجت فى مصر منذ أربعة أعوام لتصنع ثورة 30 يونيو إنما أسهمت فى صنع التاريخ الإنسانى للحرية ومقاومة الاستبداد الظلامى بقدر ما انتصرت لهويتها وثقافتها الوطنية..فتحيا مصر..تحيا مصر وقد عقدت العزم على الاستمرار فى رسالتها الحضارية للعالم والإجابة على أسئلة ثورتها وتحديات زمنها تحت علمها ومظلة هويتها الوطنية الجامعة.
 









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

حفاة الوطن

الان نستطيع ان نرفع اربه اصابع للخرفان ذوات الاربع بعد مرور 4 سنوات على زوال حكم المرشد

كانوا يرددون دائما انه لايستطيع اى رئيس ان يبقى بعد عزل مرسى لمدة اسبوع والان مر 4 سنوات كاملة وعاد الامن والامان الى مصر ولم يبعد انصار الخرفان قادرون على حشد حتى 10 خرفان فى اى مظاهرة فى الشارع وابواسمعيل الذى كان يتباهى بانه يستطيع ان يحض مصر كلها فى اى مكان الان خلف القضبان وحيدا منسيا وحتى اتباعه معظمهم قتلوا مع داعش بسبب غباوتهم القوا بانفسهم الى التهلكة وتجارب الاسلحة الروسية والامريكية بالعراق وسوريا

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة