سعيد الشحات يكتب: ذات يوم.. 26 يونيو 1879 أفواج الناس تهنئ توفيق لخلافته والده إسماعيل.. والمدافع تضرب مائة مرة ومرة

الإثنين، 26 يونيو 2017 10:00 ص
سعيد الشحات يكتب: ذات يوم.. 26 يونيو 1879 أفواج الناس تهنئ توفيق لخلافته والده إسماعيل.. والمدافع تضرب مائة مرة ومرة الخديوى توفيق

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فض الأمير توفيق باشا ابن الخديو إسماعيل باشا الرسالة، التى تلقاها من الباب العالى (السلطان العثمانى)، فى الساعة الرابعة والنصف من نهار 26 يونيو (مثل هذا اليوم) عام 1789 حسب ما يذكره «سليم النقاش» فى الجزء الرابع من «مصر للمصريين» (الهيئة المصرية العامة للكتاب -القاهرة).
 
قرأ«توفيق» الرسالة وتضمنت: إن جلالة مولانا السلطان قد أصدر إرادته الهمايونية بتعيينك خديو مصر، وسوف يرسل لك الفرمان الشاهانى بالكيفية الرسمية المعتادة، وقد كلف إسماعيل باشا بتلغراف آخر بالانسحاب من شؤون الحكومة، فيلزمك بناء على ذلك حالما تصل هذه البرقية إليك، أن تستدعى جميع العلماء والموظفين ووجهاء البلاد وأعيانها ومستخدمى الحكومة، وتبلغهم مضمون الإرادة الشاهانية الخاصة بتعيينك، وتباشر شؤون الحكم حالا، فإن هذا التعيين السامى العادل مكافأة لكفاءتك، وسيكون ارتقاءك السدة الخديوية بدء عهد نظام ورقى يسود على القطر الملقاة زمام شؤونه إلى حكمتك «(تاريخ مصر فى عهد إسماعيل–إلياس الأيوبى- مكتبة مدبولى– القاهرة».
 
فى نفس الوقت الذى تلقى فيه «توفيق» رسالة الباب العالى، كانت هناك رسالة أخرى إلى الخديو إسماعيل تحتوى على فرمان خلعه من حكم مصر، وذلك نزولا على قرار الدول الكبرى فى مقدمتها فرنسا وإنجلترا، ويشرح «الأيوبى» قصة اللحظات الأخيرة فى هذا المشهد، الذى تضمن عملية نقل السلطة من «إسماعيل» إلى ابنه «توفيق»، مشيرا إلى أن شريف باشا كبير النظار ذهب إلى «توفيق» فى قصره لإبلاغه بخبر خلع والده وتوليه هو، لكنه وجد أن رسالة «الباب العالى» وصلت، وكان توفيق يهم بركوب عربة متجها إلى قصر عابدين فركب معه، وفى الطريق سلمه توفيق البرقية، التى وصلته من الباب العالى، فقرأها شريف ثم قال لتوفيق: «المناداة بك خديويا على مصر المنصوص عنها فى تلك الإشارة التلغرافية يجب أن يتم بعد ظهر اليوم فى القلعة».
 
وصل توفيق إلى قصر عابدين، ويذكر الأيوبى: «صعد إلى حيث كان أبوه فى انتظاره، وحالما دخل الغرفة التى كان إسماعيل جالسا فيها بصحبة أفكاره وشجونه، ووقعت عين والده عليه، فنهض إسماعيل وتقدم للقياه، وأخذ يده ولثمها قائلا: «إنى أسلم على أفندينا»، ثم قبله على وجنتيه، وتمنى له أن يكون أوفر حظا وأكبر سعادة من أبيه، وبعد ذلك انحنى أمامه ودخل دائرة حريمه، تاركا لابنه المتأثر تأثرا عميقا منصبه وقاعة عرشه».
 
وفيما كان «إسماعيل» يعيش مع أحزانه، صدرت الأوامر بإعداد ما يلزم للاحتفال بالخديو الجديد، ويقدم «النقاش» وصفا تفصيليا حول ذلك قائلا: لما كانت الساعة العاشرة أخذ الناس يتواردون أفواجا مخترقين بعرباتهم صفوف العساكر المصطفة على الجانبين ثم ارتفعت أصوات البشائر بظهور الخديو الجديد، فأطلقت المدافع مائة مرة ومرة، وصدحت الموسيقى ونادى الجند ومن حف بهم من الناس، «أفنديمز جوق بشا»، وسارت به العربة يتقدمها رؤساء الجند والمحافظون بالألبسة الرسمية، وكان على يساره شقيقه حسين باشا وأمامه شقيقه حسن باشا ثم شريف باشا، وهم جميعا بالألبسة الرسمية حتى بلغ القلعة فاستقبله بها الذوات والأعيان، ثم دخل قاعة التسليم وجلس يستقبل المهنئين والأعيان، وعلى يساره أخواه حسين وحسن ثم الوزراء، فدخل العلماء يتقدمهم السيد البكرى، نقيب الأشراف، ثم القاضى ثم شيخ الجامع الأزهر، وبعد ذلك دخل قناصل الدول بالألبسة الرسمية وانبرى أكبرهم سنا فخاطبه بقوله: 
 
«سيدى أرانى سعيدا بتقديمى لسموكم تهانى الهيئة السياسية والقنصلية بارتقائكم إلى عرش خديوية مصر، فإن عواطف سموكم، التى عرفت أيام ولاية العهد، واكتسبتم حضرتكم بها ميل الناس جميعا، تضمن لنا أنكم ستوفقون إلى تحقيق سعادة الأمة المتعلقة بكم، فإن سعيتم إلى هذه الغاية الشريفة فأنتم على يقين من ميل حكوماتنا ومساعدتها لسموكم، وبعد دخول القناصل، وكما يقول «النقاش»، بدأ دخول الذوات وأمراء العسكر والملكية، ثم أعضاء المجالس الحقانية ثم النواب ووجهاء البلاد، ثم أرباب الجرائد ثم الموظفون والمستخدمون وغيرهم، فكانوا يدخلون من باب، ويخرجون من آخر من غير أن يجلسوا فى حضرته وهو ومن حوله من رجال الحكومة وقوف على الأقدام، ثم يستقبلون وفود المهنئين ويؤدون التحية والسلام، ثم رجع إلى المنزل فعزفت الموسيقى وأطلقت المدافع أيضا مائة مرة ومرة، وأخذ الناس فى الانصراف فكان ازدحام العربات وتلاحم الصفوف وارتفاع الأصوات مما يجل عن الحصر».
 
ذات-يوم

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة