د. عباس شومان

العلاقة بين الأزواج.. معاشرة بمعروف

الأربعاء، 21 يونيو 2017 08:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يقول الله تعالى: «وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ» تأتى هذه الجملة القرآنية الإيمانية، لتجدد الخيرية التى وصفت بها الأمة، فإذا كانت الأمة قد وصفها ربها بأنها خير أمة أخرجت للناس، فإن النبى صلى الله عليه وسلم قد فصل هذه الخيرية فى أعمال تكليفية عملية، ومنها: «خيركم خيركم لأهله».
 
وفى هذه الآية أمر من الله تعالى للرجال بأن يعاشروا أزواجهم بالمعروف، وكأن الآية تنطق بتصحيح مفهوم القوامة الذى فهمه بعض الرجال فهما مغلوطا، فعاشوا مع أزواجهم فى شدة وعناء، فالله تعالى حين قال: «الرجال قوامون على النساء» لم يقصد أن يكون الرجال أشداء على النساء وإنما تفسر القوامة فى ضوء معناها وفى ضوء غيرها من النصوص التى تظهر فى إشراق أن الزواج وهو الميثاق الغليظ، كما سماه الله تعالى، ينبغى أن يحاط بالعناية والرعاية، ومعنى القوامة أن يقوم الرجل على أمر أهله بالعناية والرعاية.
 
وقد أكد النبى صلى الله عليه وسلم معنى المعاشرة بالمعروف حتى أنه أوصى بالنساء خيرا فى آخر اجتماع عام له بالمسلمين فى حجة الوداع، حين خطب الناس يوم عرفة فقال: «فاتقوا الله فى النساء، فإنكم أخذتموهن بأمان الله، واستحللتم فروجهن بكلمة الله».
 
والآيات والأحاديث فى هذا الباب كثيرة جدًا، ومن الظلم أن يحفظ الرجل ويردد على مسامع زوجته النصوص التى تؤكد حقوقه، ويغض الطرف فى الوقت ذاته عن النصوص والوقائع التى تؤكد حقوق المرأة عليه.
 
والمعاشرة بالمعروف إنما تتحقق بالمنهج النبوى الذى ربى عليه النبى صلى الله عليه وسلم أمته، فقد رباها على عدم الوقوف على المساوئ والبحث عن الخطأ وتعظيمه، وعلمهم كيف يكتشفون مواطن الجمال فى شريك العمر، يقول النبى الكريم صلوات الله وسلامه عليه: «لا يفرك مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقا رضى منها آخر».
 
فهى دعوة للزوج وللزوجة كذلك إذا ظهر من الرجل أو المرأة وجه مظلم أن ينظر إلى الوجه المشرق فى حياته، وليتعامل الزوجان على العفو والسماحة.
ولقد كان الموفقون إلى دين الله وشرعه السمح السهل من هذه الأمة يفقهون حقًّا معانى هذه النصوص العظيمة، ومن ذلك هذه الآية الطيبة: «وعاشروهن بالمعروف»، فهذا حبر الأمة وترجمان القرآن ابن عباس رضى الله عنه، يقول: إنى أحب أن أتزين للمرأة كما أحب أن تتزين لى المرأة؛ لأن الله تعالى يقول: «ولهن مثل الذى عليهن بالمعروف».
 
بل إن النبى الكريم صلى الله عليه وسلم كان يراعى أهله وبيته، ويقوم على شؤونهم، فقد سئلت عائشة رضى الله عنها: ما كان النبى صلى الله عليه وسلم يَصْنَعُ فى بيته؟ قالت: كان يكون فى مهنة أهله- تعنى خدمة أهله- فإذا حضرت الصلاة خرج إلى الصلاة.
 
وإذا كنا نطالب الرجل بأن يفهم معنى أن الزوجة أمانة عنده، فيجب عليه إحسان معاملتها قولاً: بكلام حسن وعفّة لسان، وفعلاً: بمعاملة كريمة، فإننا فى المقابل نطالب الزوجة بأن تراقب الله تعالى فى زوجها، وتؤدى ما عليها من حقوق ناحية زوجها قدر استطاعتها، وألا تقابل تقصير زوجها بتقصير مثله لتدوم المودة.
إن كثيرا من البيوت برجالها ونسائها تحتاج إلى أن تطبق تطبيقا عمليا هذا العطاء القرآنى الذى يجدد الحياة.
 
إن النصيحة التى يحتاج إليها بعض الرجال الذين فهموا القوامة فهما سقيما، هى: إياك يا أخى الزوج أن تكون من أفظ الناس وأغلظهم داخل بيتك، بينما أنت خارج البيت من ألطفهم وآنسهم وأرقهم.
 
ولا تنس وصية الله لك: وعاشروهن بالمعروف.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

الشعب الاصيل

المعاشره

المعاشره في الزمن ده بقت مكلفه لازم قبلها شنطه أو جزمه أو فستان أو فسحه حلوه

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة