محمد نصيح الجابرى يكتب: عندما يضع الرئيس السيسى قواعد الاعتماد على النفس

الجمعة، 02 يونيو 2017 10:00 ص
محمد نصيح الجابرى يكتب: عندما يضع الرئيس السيسى قواعد الاعتماد على النفس صرف السلع التموينية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كل عام وأنتم بخير بمناسبة شهر رمضان الكريم، فى تلك اللحظات الحرجة التى تمر بها البلاد هناك العديد من الأحلام تراود الكثير منا، ومن ضمنها أن تستعيد البلاد قوتها الاقتصادية مرة أخرى، أن تستعيد السياحة قوتها ورونقها مرة أخرى، أن تعلو النهضة الصناعية والزراعية والتعليمية والصحية بالبلاد إلى المرتبة العليا .
 
ولكن.. هناك الكثير من العقبات تواجه أى رئيس للبلاد عندما يتقلد منصب الحكم، ألا وهى عدم الاعتماد على النفس، لقد عشنا أكثر من ثلاثين عاما نعتمد على الدعم دون أدنى تقدم للاقتصاد القومى لمصر، لقد عشنا فترات طويلة نعتمد على التموين وننظر إليه أنه (فرض من الدولة نأخذه عنوة)، ومنا من لا يستحق الدعم ومنا من يستحقه ومنا من لا يصل إليه الدعم من الأساس. 
دعونا نتشعب أكثر فى مشكلات البلاد التى توارثتها عبر العديد من الرؤساء، أعتقد أن المشكلة التى احتلت الصدارة كما ذكرت هى مشكلة عدم الاعتماد على النفس والاعتماد على الدولة فى كل شىء، نعتمد على الدعم فى التعليم، نعتمد على الدعم فى الصحة، نعتمد على الدعم فى الزراعة، نعتمد على الدعم فى الوقود، نعتمد على الدعم فى كل شىء حتى أصبحنا كالأطفال الذين مازالوا فى مرحلة ما قبل الفطام.
نعم لقد حان وقت الفطام، وحان وقت الاعتماد على النفس كما يفعل الرئيس عبد الفتاح السيسى الآن، إن الرئيس السيسى عندما جاء إلى الحكم قال مقولة لم يفهمها البعض جيدا (أنا لست المصباح السحرى للبلاد ولكننى أسعى لكى أكون كذلك)، فالرئيس السيسى كان أذكى من غيره فعندما جلس على مقعد الحكم لم يجلس هباء وإنما جلس بعد دراسة متأنية للبلاد فوجد إن أغلبية مواردها منهوبة من قبل حفنة من البشر لا ضمير لهم، وجد أن الاستيراد أصبح هو السمة الوحيدة لنا فى ظل انتهاء الصناعة الوطنية . وجد إن الدعم يحتل كل شئ . وجد إن الفساد منتشر فى ربوع البلاد، وجد إن الوزراء كانوا يحققون أموالا طائلة من سرقة المال العام،وجد شعبا يزداد عدد سكانه يوما بعد يوم وموارده كثيرة والفاجعة أنها لا تستغل.
 
وجد إن كل هيئة تريد أن يصبح لها قانون يضعها فوق المسائلة وفوق القانون تارة أخرى، وجد الفرقة بين أطياف الشعب ما بين أحزاب وحركات ومجموعات لا صلة لها بالوطنية ولا صلة لها بالوطن إلا باستغلال محنة الوطن من اجل أهداف يعلم الله حقيقتها .
إذن.. فهناك أمرين لا ثالث لهما أمام الرئيس السيسى: إما إن يفعل كما فعل غيره ويستمر الدعم فى كل شىء دون تحقيق أدنى تقدم للبلاد، وإما أن يغير سياسته ويبدأ خطة جديدة عنوانها (الاعتماد على النفس) فمنع استيراد السلع التى لها بديل داخل مصر منعا لتدهور العملة، فأعطى أوامره لرجال الرقابة الإدارية بالانتشار فى ربوع البلاد من أجل القضاء على الفساد والحفاظ على المال العام من السرقة والنهب كما كان يحدث من نهب فى فترات سابقة، حاكم الوزراء لأول مرة فى التاريخ المصرى يحاكم الوزير فى تهم الاستيلاء على المال العام . وكنا نرى سابقا وانتم اعلم منى ماذا كان يحدث عندما يسرق الوزير . أعطى للقوات المسلحة المصرية سلطات التوسع فى التنمية الاقتصادية وإنشاء المشروعات القومية لانه فقد الثقة فى المؤسسات التى كانت تسرق ولا تعطى . حرر التموين المصرى من الفاسدين وكلنا أعلم بأصحاب السيارات الفارهة الذين كانوا يصرفون الحصص التموينية لهم من قوت الشعب وهم ليسوا فى حاجة الى ذلك . 
سيدى المواطن... إن بناء الأسرة كما تعلم وتربية الأبناء يستمر زمنا طويلا من أجل تربيتهم على الاعتماد على النفس والنتيجة فى نهاية الأمر قد تكون صعبة المراد . فما بالك بدولة كمصر يعاد بنائها من جديد على الاعتماد على النفس فى ظل ظروف عالمية تريد لمصر الهلاك . ولسنا فى حاجة الى ترديد ما سبق وقاله الكثيرون إن الجيش المصرى والأمة المصرية مستهدفة للقضاء على العرب أجمعين .. سيدى المواطن ألا تستعجب إن دولا كثيرة رفعت ايدى الدعم عنا.إذن أنت وحيدا .. ومن كان وحيدا فليعتمد على الله عز وجل ثم اعتماده على النفس فلنصبر قليلا كى نرى مصر خالية من الفساد التعليمى والسياسى والصحى والزراعى وحينذاك نحكم بعقولنا على تجربة الرئيس عبد الفتاح السيسى بالنجاح أم بالفشل وأنا على يقين بأن التجربة ستنال أكبر نجاحا لم يشهده تاريخ العرب من قبل.
حفظ الله مصر شعبا وجيشا.
 
 









مشاركة

التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

الهواري

تحيا مصر

تحيا مصر مقال رائع

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة